الأسد: نستعد للأسوأ.. ولا نرى في الأفق حربا مع إسرائيل

قال إن واشنطن تريد استبدال خيار الفتنة بالحرب

سوريون يشاركون في احتفالات يوم الجلاء في وسط دمشق أمس (رويترز)
TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الولايات المتحدة لا تريد التوصل إلى حل في لبنان»، مؤكدا ان «لا خلاف دائم مع فريق سياسي، بل هو خلاف مؤقت». وقال عن احتمال شن حرب بين دمشق وتل أبيب، «نحن نستعد للأسوأ، ونتصرف على أساس أن الحرب مقبلة ونستعد لها، ولكننا نقرأ في المعطيات ولا نرى أن في الأفق حرباً قائمة».

وعن احتمال قيام سورية بمبادرة جديدة تجاه لبنان قال الأسد: «نحن لا نمانع المبادرة، ولكن ما الفائدة إذا كانت الأطراف التي تملك تأثيراً في لبنان لا تريد ذلك». مضيفا «أن أي مبادرة من جانبنا تحتاج إلى علاقة جيدة مع الأطراف الأخرى المؤثرة في لبنان، مثل السعودية ومصر».

وجاء ذلك خلال لقائه مع نحو أربعين باحثا ومفكرا عربيا من المشاركين في مؤتمر «تجديد الفكر القومي والمصير العربي» المنعقد في دمشق، بحضور الدكتورة نجاح العطار نائبة الرئيس. وأجاب الرئيس الأسد على أسئلة المفكرين حول العديد من القضايا، ونقل حاضرون في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، ان حديث الأسد اتسم بالارتياح والصراحة، في اللقاء الذي استمر نحو ساعتين، قال الأسد خلاله في ما يتعلق بتوقعات لجوء إسرائيل إلى الحرب: «لا أحد منا يستبعد خيار الحرب، ولكن هناك نقاشا في ما إذا كانت إسرائيل ستشنّ حرباً على لبنان وسورية أو أن أميركا ستشن حرباً على إيران. علينا قراءة الموقف من زاوية المصلحة الأميركية، لأن حرب لبنان الأخيرة أظهرت أن إسرائيل كانت تريد التوقف في لحظة معينة، ولكن الإدارة الأميركية كانت تجبرها على مواصلة الحرب». وأضاف «نحن نعرف أن في الإدارة الأميركية من يريد هذه الحرب، ونحن نستعد للأسوأ، ونتصرف على أساس أن الحرب مقبلة ونستعد لها، ولكننا نقرأ في المعطيات ولا نرى أن في الأفق حرباً قائمة».

وأشار الأسد إلى ما هو أخطر من الحرب وهو أن «الأميركيين يريدون استبدال خيار الحرب بخيار الفتنة، في لبنان يريدون تحويل الصراع من خلاف سياسي إلى مشكلة مذهبية سنية شيعية، وهم يعملون على فتنة بين العرب وإيران». وتابع أن «المعطيات تقول بأن احتمالات الحرب ضئيلة، وهذا ما يترافق مع سعي الأميركيين إلى خلق الفتنة المذهبية بديلاً من الحرب لتمزيق الدول العربية».

وفي الشأن العراقي قال الأسد إنه «كان واضحاً أن الأميركيين يريدون العراق بلداً مدمّراً من حيث تراثه ومن حيث قدرته على الإنتاج الفكري». ولفت الأسد إلى أنه رغم التوقع بقيام مقاومة في وجه الاحتلال في العراق، إلا أن «المقاومة العراقية فاجأتنا لناحية قدرتها على الانتقال إلى عمل كمي ونوعي في فترة قياسية، بالنظر إلى تجارب المقاومة في لبنان وفلسطين». وعن الموقف السوري حول ما يقال عن مشروع إيراني في العراق قال الأسد «ليس علينا نحن العرب أن نشكو ونتحدث عن مشاريع الآخرين في العراق، بل علينا أن نسأل أنفسنا عن المشروع العربي للعراق».

وقال الأسد: «نعرف أن إيران دولة لديها سياسات ومصالح، ولكن السؤال يجب ألا يقوم على قاعدة أن إيران دولة عدوة، بل هل إيران معنا أم ضدنا، لا أن نتخذ منها موقفاً مطلقاً». وفي الملف الفلسطيني قال الأسد «هناك حاجة لتحقيق مصالحة فلسطينية، وقد وجدنا في المبادرة اليمنية مدخلاً مناسباً وقوياً، ونحن نسعى إلى منع تحويل حصار غزة إلى فتنة داخلية». وفيما يتعلق بمفاوضات سلام سرية مع اسرائيل، أكد الأسد رفض سورية لأي نوع من التفاوض السري، وقال «ليس لدينا ما نخفيه عن شعبنا. ولن نتنازل عن ثوابتنا».

وعن الوضع العام والضغوط التي تواجهها سورية قال: «الوضع العام أفضل من السابق، ربما مررنا بأوضاع صعبة سابقاً، ولكنني متفائل الآن، والقضية مرتبطة بالزمن، وكل يوم تتحسن أوضاعنا وتتعقد أوضاع الآخرين من الخصوم والأعداء».

وحول موضوع المعتقلين السياسيين في سورية فهم مشاركون في اللقاء من الأسد، أن المسألة ليست في منع المعارضة من النشاط وإبداء الرأي، بل في وجود ارتباطات مع أطراف خارجية وهو أمر غير مسموح به.