كارتر يعتبر مبادرة خادم الحرمين للسلام واعدة

قال: السادات صديقي وقائدي المفضل

TT

وصف الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، المبادرة العربية للسلام، التي أطلقها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالواعدة.

جاء هذا في محاضرة ألقاها في الجامعة الأميركية بالقاهرة الليلة قبل الماضية، قبل ان يغادر العاصمة المصرية الى سورية للقاء الرئيس السوري حافظ الاسد ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

وأكد كارتر أنه لا يمثل أي شخص في جولته وأن كل ما يريده أن يحصل على فرصة في هذا الإقليم المعقد لفهم فرص المستقبل وإذا كانت هناك رؤية لإمكانية حدوث اختراق فانه مستعد لتقديمها إلى الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته ولحكومة إسرائيل إذا استمع احد هناك لي وربما يكون عاملا مساعدا.

ودعا كارتر إلى إشراك سورية وحماس في عملية السلام في الشرق الأوسط، وانتقد استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات كما انتقد رفض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اللقاء معه، وشدد على ضرورة وقف إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، ووقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. وحول رؤيته للرئيس الراحل أنور السادات، قال كارتر «كان السادات أشجع وأنبل قائد وكان صديقا، كما أن زوجتينا كانتا صديقتين، وكذلك أولادنا وأحفادنا وكان قائدي المفضل».

وبالنسبة للمساعدات الأميركية لمصر وهل كانت منحة أم مكافأة، قال كارتر: إن السادات عندما سألته إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع تقديم أي شيء لمصر لم يطلب إلا 120 ألف طن من القمح نظرا لأن ذلك العام كان سيئا في المحصول المصري، وكان هذا هو طلبه الوحيد، الغذاء لشعبه .

وأعاد كارتر إلى الأذهان مفاوضات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، قائلاً «إن المفاوضات استمرت 13 يوما ولكن في الأيام الثلاثة الأولى كانت صعبة ولم يتم تحقيق تقدم حيث كان الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغين لا يتحدثان عن الخلافات في الثلاث سنوات الماضية بل في الثلاث آلاف عام السابقة واتفقنا على عزل أنفسنا عن العالم الخارجي تماما وتجنبت أن يلتقي الاثنان إلا بالتريض أو ممارسة الرياضة فقط. وفكرنا بعد عدة أيام في العودة إلى واشنطن والإعلان للعالم أننا فشلنا بعد أن أصر بيغين أنه أقسم أمام الله أنه لن يفك أي مستوطنة حتى التي في أرض مصرية ولكنه أرسل يطلب مني نسخة من صورة التقطت لنا نحن الثلاثة معا (السادات وبيغين وأنا) لكي يريها لأحفاده عندما يعود إلى بلاده، وطلب أن أوقعها له، وبالفعل أعددت ثماني نسخ لأحفاد بيغين الثمانية وكتبت على كل نسخة عبارة «مع حبي» واسم كل حفيد وذهبت إليه وأعطيته الصور فبدأ ينظر إليها ثم انهمرت الدموع من عينيه، فرغم أن بيغين كان رجلا قاسيا إلا أنه قال إنه يفكر بأحفاده ولهذا فلنحاول مرة أخرى من أجل السلام، وبالفعل توصلنا بعدها لاتفاقية صوت لصالحها 85% من أعضاء الكنيست وانسحبت إسرائيل بموجبها من سيناء مع السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر قناة السويس وتم الالتزام بالاتفاق، الذي أعتبره أحد أهم انجازات حياتي». وبالنسبة لإيران قال كارتر، رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تخلت عن الشاه وأخطأت بترك الخميني يتولى السلطة، قال كارتر: «وقفنا مع الشاه ولكن شعبه قام باستبداله بالخميني، وعندما غادر شاه إيران حاولنا إيجاد ملاذ آمن له في مصر ثم منطقة الكاريبي وبنما وأخيرا في الولايات المتحدة وكان هناك تمثيل دبلوماسي على مدى أربعة أشهر ونحن لم نتخل عن الشاه ولكن لا نستطيع أن نجبر شعب على تقبل زعيمه رغم إرادته». الى ذلك استقبل الرئيس الأسد الرئيس كارتر. وبعد غداء عائلي أقامه الرئيس السوري على شرف الضيف الأميركي، بدأت المباحثات بين الأسد وكارتر بحضور وزير الخارجية وليد المعلم، وبحسب مصادر مطلعة، تناول البحث قضايا المنطقة وموضوع السلام. واجتمع كارتر عقب ذلك بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وهو اللقاء الذي أثار غضب اسرائيل ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وحسب مصادر فلسطينية فقد تمحور اللقاء حول ثلاث قضايا، وهي التهدئة مع إسرائيل ووقف إطلاق الصواريخ من غزة، والأسير جلعاد شاليط. ويشمل برنامج الزيارة ايضا لقاء نائب الرئيس فاروق الشرع، والمعلم وزير الخارجية. وقالت مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط» إن السفارة الأميركية في دمشق غير متحمسة لزيارة كارتر، ويقتصر اهتمامها على تأمين الحماية الأمنية لتنقلاته فقط .