سفيرة أميركية سابقة تحمل بوش مسؤولية سوء التعامل مع الثقافة الإسلامية

اعتبرت أن الأفلام والمسلسلات والموسيقى من أهم أدوات التواصل بين الشعوب

TT

حملت سفيرة أميركا السابقة لدى هولندا سينثيا شنايدر الرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته مسؤولية سوء التعامل مع الثقافة الإسلامية داخل أميركا، مطالبة بإقامة حوار مشترك بين أميركا والعالم الإسلامي مبني على الاحترام المتبادل والفهم الحقيقي لثقافة كل طرف وقيمه.

وقالت شنايدر، في محاضرة ألقتها بمكتبة الإسكندرية الليلة قبل الماضية بعنوان: «الروابط الثقافية بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.. الواقع والإمكانيات»: «أنا لا أقدم أعذارا للمواقف والسياسات الأميركية، بل علينا أن ننظر ونتوجه إلى الفنانين والكتاب والروائيين الذين ستكون عليهم مهمة إصلاح ما أفسدته السياسات للتواصل مع الثقافات الأخرى».

وقالت «الخطأ هو خطأ من خطط للحرب، فمثل هذه القرارات دمرت آثارا فنية رائعة، مثلما حدث في العراق.. لذا بدأنا مشروعا للحفاظ على الآثار الثقافية في العالم كله، ويتم تدريب الجنود الأميركان على كيفية التعامل مع هذه الآثار بحيث يتم الدفاع عنها». واعتبرت شنايدر، وهي أستاذة التطبيقات الدبلوماسية بجامعة جورج تاون بواشنطن، أن الثقافة الشعبية كموسيقى الجاز والهيب هوب والأفلام والمسلسلات من الأدوات المهمة للغاية في التواصل بين الشعوب والدول. ووصفت الحرب الباردة في السبعينات والثمانينات بأنها كانت «حرب الأفكار»، مشيرة إلى أن أميركا كانت تنفق الكثير من الأموال على البرامج الثقافية، بينما تقلص ذلك كثيرا في التسعينات، مما أدى إلى اتساع هوة الخلافات بين أميركا والعالم الإسلامي. وأشارت إلى أن استطلاعا للرأي قام به معهد غالوب شمل المسلمين في العديد من الدول الغربية منها أميركا أوضح أن سبب الانقسام بين المسلمين وأميركا هو شعورهم بأن الأخيرة لا تحترمهم كما ينبغي، بالإضافة إلى عدم وجود فهم متبادل بين الجانبين.

في الوقت ذاته، أكدت شنايدر أن التأثير الثقافي الأميركي لا يعني بالضرورة «أمركة العالم، بدليل الإصدارات المختلفة حول العالم لبرنامج اكتشاف المواهب الغنائية «أميركان آيدل»، كما أن برنامج شاعر المليون في العالم العربي طوع فكرة البرنامج الأميركي بما يلاءم الثقافة المحلية»، وانتقدت توجيه واشنطن للمنح الخارجية إلى مجالات الغذاء والبنية التحتية وغيرها بدون أن تكون هناك نسبة معقولة لدعم البرامج الثقافية.