عباس ينهي زيارته لموسكو استعدادا لمباحثاته في واشنطن

روسيا تطرح مجددا عقد المؤتمر الدولي

TT

اختتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) زيارته للعاصمة الروسية والتي استغرقت ثلاثة ايام بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين في مقر اقامته بضواحي العاصمة الروسية، وسبق اللقاء مباحثات مغلقة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.

واستعرض بوتين وابومازن آفاق تنفيذ فكرة عقد مؤتمر سلام في موسكو في يونيو(حزيران) المقبل، بما يكفل تفعيل دور موسكو ومشاركتها العملية في عملية التسوية السلمية الى جانب ضرورة سرعة تصفية الخلافات بين الفصائل الفلسطينية أي بين حماس وفتح واهمية تحقيق التهدئة.

اما عن احتمالات مشاركة حماس في المؤتمر الدولي الذي تدعو اليه موسكو، قال الرئيس الفلسطيني في تصريحات صحافية ان على حماس ان تعود اولا عن انقلاب غزة وان تقبل بالاتفاقيات الدولية والعربية واذا ارادت ان تكون جزءا من السلطة والمفاوضات فعليها ان تتواءم مع الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية.  وكانت صحيفة «كوميرسانت» قد اشارت قبيل لقاء الزعيمين الى انه من المنتظر ان يطلب الجانب الروسي من ابومازن ضمان تفعيل المشاركة الروسية على ضوء ما تعتقده الصحيفة بان عباس يظلم الجانب الروسي بعدم احاطته علما بما يدور من مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولميرت وما قالته حول ان موسكو باتت قاب قوسين او ادنى من ان تعتبر تجاهل الزعيم الفلسطيني لمصالحها بمثابة عدم الاحترام وهو ما علقت عليه الاوساط القومية الروسية بقولها ان ذلك ليس سوى محاولة من جانب الاوساط المعادية للعرب للنيل من اي تقارب فلسطيني روسي. وذكرت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» ان دور موسكو خلال المرحلة المقبلة دور محوري وإن اشارت الى انه من الطبيعي ان يكون مؤتمر السلام  الذي تدعو اليه استمرارا لمؤتمر انابوليس الذي نكص الجانب الاسرائيلي عن بعض مقرراته ومنها ما يتعلق ببناء المستوطنات. ومع ذلك لم تستبعد المصادر الفلسطينية ان يكون مؤتمر موسكو في اطار متباين، حيث من المقرر وحسب اعتقادها ان يدعو الى التركيز على تنشيط المباحثات على كل المسارات بما فيها المسار السوري الاسرائيلي الذي لم يتطرق اليه مؤتمر انابوليس رغم حضور ممثلي سورية. واشارت الى ان ذلك سيكون في مقدمة اهتمامات الرئيس الفلسطيني خلال مباحثاته المرتقبة في واشنطن بعد زيارة قصيرة لتونس التي وصلها مساء امس. على ان هناك من المراقبين من يعرب عن شكوكه تجاه احراز تقدم ما على طريق مباركة كل من واشنطن واسرائيل لفكرة موسكو حول المؤتمر الدولي على ضوء استمرار محاولاتهما للحيلولة دون تعزيز دور روسيا في الشرق الأوسط. ورغم ما يقوله الرئيس الروسي حول ان موسكو تعتمد في جهود الوساطة على وجود ما يزيد عن ثلث سكان اسرائيل من الناطقين بالروسية ممن سبق أن هاجروا منها ومن بلدان الاتحاد السوفياتي السابق ويرتبطون بعلاقات طيبة مع الوطن الام، فان الواقع يقول ان هؤلاء تحديدا يشكلون حجر عثرة على هذا الطريق بوصفهم اكثر العناصر تطرفا وعدوانية وهم الذين سبق أن تعمدت السلطات الاسرائيلية توطينهم في الاراضي العربية التي اقرت روسيا في كل المحافل الدولية بانها اراض محتلة.