وولش في ذكرى تفجير السفارة: ندعم لبنان بقوة ومن الحزبين.. ولن يحول دونه شيء

نفى دعم واشنطن لـ«استمرار الفراغ» الرئاسي.. وعون يتهمه بقطع الطريق على المبادرة العربية

TT

أحيت السفارة الأميركية في بيروت أمس ذكرى 25 عاما على لتفجير مقرها في عين المريسة ببيروت العام 1983، في حفل اقيم في السفارة في عوكر (شمال شرق بيروت) وشارك فيه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ووولش والقائمة بالأعمال الأميركية ميشيل سيسون وأركان السفارة. وأكد وولش «دعم لبنان من حكومة الولايات المتحدة» موضحاً انه «دعم قوي» ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي (..) ولن يحول دونه شئ».

وأشار، في كلمة القاها للمناسبة، الى انه «كان هناك الكثير من الهجمات ضد بعثات الولايات المتحدة في أنحاء العالم وضد الشعب اللبناني. ولكن كانت لدي صلة شخصية بالهجوم الذي وقع ضد هذه البعثة في 18 نيسان 1983. ففي ذلك العام، وبعد سنة على تولي مكتب سورية في وزارة الخارجية في واشنطن، كنت قد تلقيت ترقية بالانتقال إلى مكتب لبنان. ولن أنسى أبدا اني تلقيت اتصالا لاعلامي بالهجوم.. لقد كانت حقا كارثة. وفي ذلك الوقت، كان هذا اخطر هجوم يحصل على بعثة دبلوماسية أميركية».

وتابع وولش جولته على القيادات اللبنانية، فالتقى البطريرك الماروني نصر الله صفير. وأبدى أسفه لان لبنان «ما زال من دون رئيس، والمجلس النيابي لم ينعقد، وجلسات الانتخاب تم تأجيلها 18 مرة». وقال: «الجلسة المقبلة ستكون في 22 من الشهر الحالي. وندعو الى ان ينعقد المجلس النيابي في هذا التاريخ، ويقوم ممثلو الشعب بمسؤولياتهم لانتخاب رئيس من دون أي تأجيل أو شروط. إذ ليس طبيعيا ان يتم الغاء تلك الجلسات تباعا. ان البرلمان هو المكان الطبيعي لاي حوار وطني وهو كذلك بالنسبة الى لبنان».

وأضاف: «إن الولايات المتحدة تدعم حكومة الرئيس السنيورة. وهذه الحكومة هي شرعية وشكلت من قبل الأكثرية النيابية كنتيجة للنظام الديمقراطي. ونرى الرئيس السنيورة والوزراء يقومون بعمل ممتاز على رغم الظروف الصعبة التي تمر فيها البلاد. لكننا، في المقابل، لا ندعم هذا الستاتيكو القائم (في اشارة الى الفراغ الرئاسي وقيام مجلس الوزراء مقام الرئيس)، لان الولايات المتحدة ترى ان من الواجب انتخاب رئيس. ووفق التقاليد في لبنان يكون هذا الرئيس من الطائفة المارونية. ونحن نتفهم هذا التقليد لناحية توزيع المواقع الرسمية الوطنية. وليس مسموحا ان يبقى الموقع الريادي المسيحي شاغرا لمدة طويلة. إن الولايات المتحدة تدعم الطائفة المسيحية في لبنان. ونأسف لكون البعض قام بتقسيمها. وهنا نثمن دور البطريرك صفير في تحقيق الوحدة».

وزار وولش رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ووصفه بانه «ممثل مهم للطائفة المسيحية ولقوى 14 اذار». وقال: «لقد أعربت له ولآخرين في لبنان عن موقف الادارة الاميركية حول طريقة حل المأزق السياسي في لبنان وهي اجراء الانتخابات الرئاسية. وهذا اهم منصب مسيحي في هذا البلد. وهو شاغر منذ فترة طويلة واستثنائية. ومن الضروري المضي قدماً« مشيرا الى «ان الوضع في لبنان يستلزم رؤية وفهماً لمساعدة الشعب اللبناني».

وسئل اذا كان هناك حالة جمود في لبنان الى حين تغير الادارة الاميركية، فاجاب: «نحن نؤمن بانه يجب ان تحصل الانتخابات. وربما البعض رأى توقعات الولايات المتحدة رؤية مختلفة. لن نقبل بالوضع القائم. نحن نؤمن بان للحكومة في لبنان مسؤوليات وان باستطاعتها الوفاء بها. لكن الوضع غير مثالي. وما يجب ان يحصل هو ان ينتخب رئيس للجمهورية. وهناك مرشح توافقي وبرلمان يجب ان يقوم بواجبه».

هذا، واعتبر رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ان وولش «قطع الطريق على المبادرة العربية بقوله ان رئاسة الجمهورية تأتي اولا من دون سلة متكاملة ويأتي الحوار بعد الانتخاب الرئاسي. كما ضرب الوفاق اللبناني ـ اللبناني، لان لا رئيس توافقيا من دون تفاهم على نقطتين اساسيتين هما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب الجديد. ومن دون ذلك لا مبادرة عربية ولا رئيس توافقياً». واعتبر ان لزيارة المسؤول الاميركي الى لبنان «اهدافاً اخرى غير المشاركة في الذكرى الـ 25 لتفجير السفارة الاميركية في عين المريسة، خصوصا انه اجتمع بكل اركان الموالاة الذين يدعمهم. وبات له حزب في لبنان. وهذه حالة شاذة جدا، اذ لم نر حالة تدخل بهذا الوضوح من قبل». ورأى ان الاستعجال الاميركي لانتخاب رئيس لبناني «يندرج ضمن خطة اميركا السياسية في لبنان. والرئيس الذي سينتخب بهذا الشكل سيكون مواليا وليس توافقيا لان كل قراراته ستخضع لقوى الموالاة».