السنيورة في الذكرى الـ12 لقانا: المناسبة تذكّرنا بغياب العدالة الدولية

قال إن عدم إدانة إسرائيل أتاح لها تكرار مجزرتها عام 2006

TT

أحيا لبنان أمس الذكرى الثانية عشرة لمجرزة قانا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في 18 ابريل (نيسان) 1996 وذهب ضحيتها 109 مدنيين، غالبيتهم من المسنين والأطفال والنساء الذين كانوا احتموا في موقع للقوات الدولية (يونيفيل)، لكن المدفعية الإسرائيلية استهدفتهم غير عابئة بعلم الأمم المتحدة.

وللمناسبة لفت رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى «ان هذه الذكرى الأليمة تذكّرنا بغياب العدالة الدولية تجاه اسرائيل وعدم ادانتها على ما ارتكبته ومحاكمتها وتدفيعها الثمن نتيجة هذه المجزرة المروعة». وأعلن مشاركته عائلات الشهداء في قانا وزبقين ومروحين والمنصوري (بلدات جنوبية ارتكبت فيها اسرائيل مجازر) حزنهم. وأكد ان «لا خلاص لشعوب المنطقة والعالم من القلق والخوف واليأس والضياع ما لم يتحرك المجتمع الدولي ويضع حداً للجرائم الاسرائيلية المتكررة».

وقال: «في مثل هذا اليوم من عام 1996 صدم الشعب اللبناني والرأي العام العربي والدولي بإقدام اسرائيل على ارتكاب مجزرة مروعة في حق لبنانيين مدنيين من بلدة قانا وقرى الجوار كانوا احتموا في موقع للقوات الدولية ما أسفر عن استشهاد 109 مواطنين لبنانيين غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ العزل الذين استظلوا بمظلة الامم المتحدة. لكن الإجرام الاسرائيلي لم يتردد في قصف موقع القوات الدولية وقتلهم بدم بارد مع وجود المؤشرات بعلمهم أنهم بقصفهم لتلك المواقع كانوا يستهدفون قوات الطوارىء والمدنيين العزل».

وأضاف: «إن هذه الذكرى الأليمة تذكرنا يوميا بغياب العدالة الدولية خصوصا تجاه إسرائيل التي كان يجب أن تدان على ما ارتكبته وان تحاكم وتدفع الثمن نتيجة هذه المجزرة المروعة. لكن النتيجة كانت حماية إسرائيل وهذا ما سمح لها بتكرار مجزرتها الثانية في العدوان الأخير عام 2006. إني في هذه المناسبة الحزينة التي أتشاركها مع إخواني في قانا ومروحين وزبقين والمنصوري وكل قرى لبنان والجنوب، أكرر باسمي وباسم الحكومة اللبنانية التشديد أن لا خلاص لشعوب المنطقة والعالم من القلق والخوف واليأس والضياع ما لم يتحرك المجتمع الدولي ويضع حدا للممارسات والارتكابات والجرائم الإسرائيلية في حق اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين مازالت إسرائيل تحتل أراضيهم وتمارس ضدهم كل أنواع القهر والعدوان والتنكيل«. وتابع: «إن مجزرة قانا هي يوم للذكرى ولتذكير العالم والمجتمع الدولي والرأي العام، بان في المنطقة العربية مشكلة لم تحل ولن تحل إلا بمعالجة جادة وموضوعية تعيد الحق السليب إلى أصحابه في فلسطين ولبنان وبقية الأراضي العربية المحتلة».

كذلك أصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً للمناسبة جاء فيه: «في ذكرى مجزرة قانا على يد العدو الاسرائيلي تدل الإحداث ان التاريخ يعيد نفسه، فها هي العدوانية الإسرائيلية تتكرر اليوم في غزة ضد الشعب الفلسطيني المناضل من اجل حقوقه المشروعة في تقرير المصير وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين. ولقد أكدت التجارب أن المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتطويع الشعوب باءت بالفشل مهما بلغت الغطرسة والقوة العسكرية لان إرادة الشعوب لا تكسر ولان النضال الحق هو السبيل الوحيد لبلوغ الأهداف الوطنية في ظل استمرار الهروب الاسرائيلي من التوصل الى تسوية تاريخية تتيح تحقيق السلام. كما ان الفشل الاسرائيلي في تطويع الشعب اللبناني سواء في «حرب تموز» الأخيرة أم في احتلاله السابق عام 1982 وحصاره لبيروت وارتكابه المجازر في ملجأ صيدا وسواه أكد كذلك استحالة فرض الهيمنة بالقوة. واثبت ان سياسة القتل الجماعي في لبنان وفلسطين لن تؤدي الا الى المزيد من الإصرار والثبات والتمسك بالحقوق الوطنية المشروعة«.

وكانت عائلات ضحايا مجزرة قانا أحيت الذكرى امس بمجالس عزاء. وتقاطرت الى البلدة وفود من مختلف المناطق اللبنانية لقراءة الفاتحة على ارواح الضحايا. وكان من بينها وفد كبير من «تيار المستقبل».

من جهة اخرى، استقبل امس الرئيس السنيورة وفدا من عائلة الأسير اللبناني في اسرائيل يحيى سكاف، بحضور الوزير احمد فتفت ومنسق «تيار المستقبل» في طرابلس عبد الغني كبارة. وشدد الوفد على «ضرورة عدم استغلال هذه القضية من اي طرف».