هيلاري تثير الشكوك حول منافسها أوباما بوضعه في موقف دفاعي

لكسب تأييد أعضاء المجتمع الانتخابي غير الملتزمين

TT

حاولت السناتور هيلاري كلينتون، طوال النقاش المثير للجدل يوم الاربعاء، مرة بعد أخرى، وضع السناتور باراك اوباما في موقف دفاعي في محاولة لإثارة الشكوك، كما ذكر مستشاروها، بخصوص امكانية انتخابه بين مجموعات المستمعين الصغيرة ولكنها القوية: مجموعات اعضاء المجمع الانتخابي غير الملتزمين.

وبالرغم من انها حققت نتيجة قوية في تلك المناقشات التي يمكن ان تكون اخر مناقشات بينهما، فإن المقابلات مع عدد من «الاعضاء السوبر» ـ اعضاء الكونغرس والمسؤولين المنتخبين وقادة الحزب ـ اظهرت انهم لم يقتنعوا تماما بهجومها على قوة اوباما كمرشح ديمقراطي، ولا بعد زلاته الاخيرة وعلاقته مع قسيسه السابق ومع عضو في جماعة «ويذر اندرغراوند».

وفي الواقع فإن حملة اوباما اعلنت حصولها على دعم من اثنين اخرين من «الاعضاء السوبر» بعد حصولها على دعم من ثلاثة اعضاء يوم الاربعاء وعضوين في اواخر الاسبوع الماضي، فيما يبدو انه استعراض للقوة منظم قبل الانتخابات التمهيدية في بنسلفانيا يوم الثلاثاء المقبل. وقال مستشارو اوباما ان واحد من الاعضاء السوبر وهو هاري توماس من منطقة كولومبيا كان يفضل هيلاري كلينتون، ولكن مستشاري هيلاري نفوا ذلك.

وفي المقابلات الصحافية ذكر 15 من المندوبين غير الملتزمين انهم لا يعتقدون ان زلات المرشحين الاخيرة ذات أي تأثير على قرارهم النهائي. وقالوا انهم يشعرون بالارهاق من الاهتمام المتزايد من حملة كلينتون ووسائل الاعلام، بتعليق اوباما الاخير من ان بعض الاميركيين يشعرون بـ«المرارة» بخصوص الاقتصاد وانهم يتمسكون بـ«البندقية او الدين في مواجهة الاشخاص المختلفين عنهم». واذا كانت هناك لحظات من القلق يعكسها النقاش ـ الحديث عن نسب التأييد غير المؤيدة لكلينتون، او لحظات الضيق التي ظهرت على اوباما ـ فإنها كلها تشكك ايضا، في انها يمكن ان تحقق نتائج. وبدلا من ذلك فإن معظم «الاعضاء السوبر» قالوا انهم يريدون الانتظار لمعرفة نتائج الانتخابات التمهيدية القادمة ـ في بنسلفانيا يوم الثلاثاء وانديانا ونورث كارولينا بعدها بأسبوعين ـ قبل اختيار مرشحهم.

واعترف مستشارو هيلاري كلينتون بأنهم لم يطلعوا على ادلة على ان هجومهم على أوباما أكسبهم كثيرا من كبار الموفدين، كما اعترفوا ايضا بأنه حقق مكاسب خلال الأسابيع الأخيرة، على الرغم من تقدم هيلاري كلينتون بهامش ضئيل. ويتوقع المستشارون ان التدقيق المتزايد بشأن أوباما سيؤدي الى موقف ايجابي من كبار المندوبين تجاه ترشيح هيلاري كلينتون والنظر اليها كرمز معروف وصاحبة تجربة مع التفكير في افضل السبل لهزيمة المرشح الجمهوري السناتور جون ماكين. وقال فيل سينغر، المتحدث باسم هيلاري كلينتون، إن الأمر عندما يتعلق باختيار مرشح فإن المندوبين لا يبدون رغبة تجاه من يقف وراء الباب رقم 2، وأضاف سينغر قائلا ان الجدل أثار المزيد من أسئلة أكثر من طرحه أجوبة حول السناتور اوباما، وهذا يعني ان المندوبين سيكونون على استعداد لاتخاذ الخطوة اللازمة مع سير العملية. وقال مستشارون لهيلاري كلينتون ان التركيز على تعليق اوباما حول «الدين والسلاح» كان يهدف الى وضعه تحت دائرة الضوء أمام من يطلق عليهم «ناخبي القيم». وتشير نتائج آخر استطلاع اجرته «نيويورك تايمز» و«سي بي اس نيوز» نهاية مارس ومطلع ابريل الجاري مع 1196 ناخبا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الى ان 60 بالمائة منهم يعتقدون ان هيلاري كلينتون تحمل قيما ترغب غالبية الاميركيين في العيش على اساسها، فيما ترى نسبة 34 بالمائة العكس، وترى نسبة 70 من الذين استطلعت اراؤهم ان اوباما يحمل نفس هذه القيم، فيما ترى نسبة 21 العكس. وأضاف تيرنام: «عليك أن تضيف العمال اليدويين والمحاربين القدماء والناخبين الانجليكانيين المتقلبين لكي تتمكن من المنافسة في مدن مثل ويست فرجينيا وكنتاكي واركنساس وأوهايو وبنسلفانيا. أنا أشعر أن هيلاري أظهرت قوة أكثر هناك».

من جانبه يسعى أوباما إلى التخفيف من مشاعر القلق بما يخص الأسئلة المتعلقة بمدى شعبيته كي يفوز في الانتخابات الرئاسية. ويوم الخميس الماضي قالت امرأة له عندما توقف في راليغ إنه «هزِم تماما في النقاش. ما هي استراتيجيتك لهزم الجمهوريين في نوفمبر؟»

*خدمة «نيويورك تايمز»