فضل الله: لبنان يتحرك داخل «المأزق» بإشراف المخابرات الأميركية

TT

اعتبرالمرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله «ان لبنان لا يزال يتحرك داخل المأزق الذي تشرف المخابرات المركزية الأميركية لإبقاء الأزمة في دائرة التعقيد.

وقال في خطبة الجمعة أمس: «يعرف الجميع ان المسألة في تعقيداتها السياسية ليست لبنانية، بل هي خاضعة للعبث الأميركي بالواقع العربي كله« متسائلا: «هل بقي هناك من يشك في الدور الأميركي التعطيلي الذي يريد للأزمة أن تستمر وترحل إلى العام المقبل؟». واضاف: «يستمر لبنان في الحلقة المفرغة والدوامة الخانقة التي تنطلق فيها الخطابات الاستهلاكية التي تثير الحديث عن حقوق المواطن الذي أضحى فريسة للتراشق الكلامي الاستهلاكي ولغول الجوع الذي يفتح فاه ليبتلع الفقراء والمستضعفين من دون أن يسأل عن طوائفهم ومذاهبهم وخطوطهم السياسية، ولوحش الغلاء الذي يأكل مدخراتهم الصغيرة ليترك دولة مهشمة في صورة الزعامات التي لا ترى إلا نفسها ولا تتطلع إلى الناس إلا كأرقام قابلة للاستخدام في لعبة الإثارة السياسية والطائفية والمذهبية التي أكلت الكثير من البلد».

وفي مجال آخر، قال فضل الله: «يجول المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون في العواصم العربية، جيئة وذهابا، كما تجول الطائرات الأميركية والإسرائيلية في سماء أكثر من عاصمة إسلامية وعربية، من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان إلى بلدان أخرى، وصولا إلى فلسطين المحتلة. وعلى بعد شهر من الزمن، وهو الوقت الذي يستعد فيه الكيان الصهيوني للاحتفال بالذكرى الستين لقيامه على حساب الشعب الفلسطيني، تتوالى لقاءات مسؤولي العدو بالمسؤولين العرب، وتشرع لهم الندوات الحوارية والمنابر الإعلامية، مع كل ما يعنيه ذلك من امتهان للشعب الفلسطيني واستخفاف بحقوقه والرقص على مأساته اليومية في المجازر والحصار المضروب عليه والإمعان في تجويعه لدفعه الى الاستسلام». واضاف: «ان وزيرة خارجية العدو التي حلت ضيفة على منتدى الدوحة في قطر، حاولت من هناك أن ترسم للعرب إستراتيجية يتنكرون فيها لتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم ولينخرطوا في جبهة عربية ـ إسرائيلية تواجه إيران.. وقد جاء ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات للرأي أجريت اخيرا أن غالبية العرب ينظرون إلى إسرائيل كعدو، ولا يعتبرون أن إيران تشكل خطرا عليهم أو تهديدا لهم».