«الشرق الأوسط» تحصل على صورة رسالة من النوري قبل اغتياله موجهة للصدر تطالب بتطهير التيار

الربيعي: ننتظر التحقيق ولا علم لنا بالرسالة > مقربون يتهمون متشددين بقتله

TT

كشفت رسالة وجهها رياض النوري، صهر رجل الدين الشاب مقتدى الصدر ومدير مكتبه، قبل اسبوع من اغتياله امام بيته في النجف يوم الجمعة الماضي، أن النوري كان قد طلب من الصدر «الاسراع بتطهير التيار الصدري»، و«حل جيش الإمام المهدي».

وفيما وصف نصار الربيعي، رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، والمتحدث الرسمي باسم التيار الصدري، النوري باعتباره «يمثل الخط المعتدل داخل التيار»، قال شخص مقرب من النوري في النجف ان «الشكوك حول مقتل النوري تدور حول اشخاص متشددين داخل التيار وجيش المهدي».

وجاء في الرسالة المؤرخة في 24 ربيع الاول 1429، والتي توافق الاول من ابريل (نيسان) الحالي، والتي تحمل توقيع رياض النوري، مخاطبا الصدر بقوله «لا شك ان سماحتكم تدركون الظروف العصيبة والحرجة التي يمر بها الخط الصدري المجاهد لأسباب وعوامل مختلفة قد تكون فرصة لاعداء هذا الخط الشريف والمتربصين للنيل منه وإضعافه»، مقترحا ان الامر «يتطلب إجراءات حازمة وسريعة للاستفادة من تجارب الماضي وقد ذكرت لكم في أكثر من مناسبة الاخطاء وتجاوزات بعض عناصر جيش الامام المهدي التي اوجدت المبررات لعملاء المحتل للتشهير بنا وتشويه سمعتنا».

ويذكر النوري في رسالته التي قالت مصادر عراقية انها وصلت الى الصدر عندما كان في ايران وقبيل مغادرته الى النجف في منتصف الاسبوع الماضي، بعض تجاوزات «المندسين للتيار الصدري تحت عناوين مختلفة»، مشيرا الى ان هذه العناصر «قامت بعمليات خطف وسلب وقتل، مما أثر سلبا على الحركة الجماهيرية».

وينتهي النوري في رسالته التي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها امس من مصدر عراقي مقيم في ايران، بالاقتراح على الصدر بعض النقاط، قائلا «لذلك نرى ان تأخذوا بنظر الاعتبار الامور التالية من اجل الحفاظ على المسيرة الصحيحة للخط الصدري المجاهد، أولا: ضرورة الإسراع بتطهير الخط الصدري من العناصر الفاسدة والتي ترتكب جرائم تحت غطاء الخط الصدري وجيش الامام المهدي (ع). ثانيا: ان الضغط الداخلي والإقليمي يحتم علينا التفكير بجدية بحل جيش الامام المهدي(ع) والأحداث الاخيرة في البصرة وباقي المحافظات كانت ردود افعالها عكسية على قواعدنا الجماهيرية، وهنا نرتأي ان تكون زمام الامور والمبادرة بيدكم بحل جيش (الجيش) وبسرعة... والأمر إليكم في كل ما اقترحناه».

ولم ينف نصار الربيعي، المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري، او يؤكد صحة هذه الرسالة، واكتفى بقوله لـ«الشرق الاوسط» هاتفيا من بغداد أمس «لا علم لي بهذه الرسالة».

وحول الجهات المتورطة باغتيال النوري، قال الربيعي «نحن في انتظار نتائج اللجنة التحقيقية التي امر بتشكيلها كل من رئيس الجمهورية جلال طالباني، ورئيس الحكومة نوري المالكي، مشيرا الى ان «كل ما نعرفه هو ان الرجل (النوري) كان قد عاد من صلاة الجمعة وقبيل دخوله الى بيته في النجف تم اغتياله مع انه كان أعزل».

واستطرد الربيعي قائلا انه «عرف عن النوري كشخصية معتدلة ومسالمة وليس له اية اعداء ومتفقه دينيا وله علاقات مع مختلف الجهات السياسية».

وفي رده عن سؤالنا فيما اذا كان اغتيال النوري بسبب اقتراحه بحل جيش المهدي، قال الربيعي «ليس لي علم بهذا الموضوع، وبالمناسبة هناك من نسب لي بأني طالبت التفاوض حول حل جيش المهدي، وهذا كلام عار عن الصحة فأنا لم اقترح ذلك وهذا ترويج لأقاويل كاذبة وتحقق اهداف المحتل».

من جهته، قال مصدر مقرب من النوري لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من النجف أمس، ان «النوري غالبا طالب بتنقية التيار الصدري وجيش المهدي من المندسين والمتشددين والانتهازيين، وانه (النوري) كان يقابل باللوم من قبل عناصر متشددة داخل التيار، لهذا نحن لا نستبعد ان يكون اغتياله من قبل هذه العناصر التي ستنتفع بغيابه».

وأشار المصدر، الذي رفض نشر اسمه لأسباب أمنية، الى ان «التيار الصدري يعاني ومنذ اشهر عديدة من انقسامات بسبب مواقف أعضاء التيار، فهناك جماعة الاصلاحيين الذين يرون ضرورة حل جيش المهدي والتفاوض مع الحكومة وتحويل هذا الجيش الى منظمة سياسية مثلما حدث مع فيلق بدر، اما الاتجاه الثاني والذي يضم المتشددين في التيار فيصرون على ان يبقى جيش المهدي مسلحا وان يمارس دوره كقوة مفروضة على الأرض».