براون يدعو إلى فرض عقوبات أوروبية جديدة على إيران

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد زيارة هينونن إلى طهران قريبا

TT

دعا رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون الى تشديد العقوبات الأوروبية ضد إيران بسبب برنامجها النووي لتستهدف بشكل خاص الاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي المسيل.

وقال براون، الذي التقى الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن، انه أجرى محادثات مع القادة الاوروبيين حول تشديد العقوبات ضد طهران والتاكد من تطبيق العقوبات المفروضة حاليا. واضاف «خلال الاسابيع القليلة المقبلة، نريد توسيع الاجراءات والعقوبات (المفروضة على ايران) لتشمل الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي المسيل. واعتقد ان ذلك سيكون بمثابة رسالة اخرى الى النظام (الايراني) بان ما يحدث غير مقبول». وتحدت ايران مطالب الامم المتحدة بتجميد عملياتها لتخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تؤدي الى امتلاكها اسلحة نووية. وفرضت عليها الامم المتحدة ثلاث رزم من العقوبات. وقال بوش في رد على منتقدي سياسته المتشددة حيال طهران: إن اي شخص يعتقد بان برنامج التخصيب الايراني لا يخدم أهدافا عسكرية «هو برأيي انسان ساذج». وصرح بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع براون: ان «غوردون براون يرى التهديد بنفس الجدية التي أراه فيها. وحان الوقت الآن لمواجهة هذا التهديد. واعتقد ان بامكاننا ان نحل هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية».

وفي فيينا، اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة، ان نائب مديرها اولي هينونن سيزور طهران الاسبوع المقبل لاجراء مباحثات مع السلطات الايرانية حول برنامجها النووي. واعلنت الناطقة باسم الوكالة، ميليسا فليمنغ في مقر الوكالة بفيينا لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «فريقا يقوده هينونن سيتوجه الى طهران بداية الاسبوع المقبل لمقابلة مسؤولين» ايرانيين. واكدت المتحدثة معلومات نقلتها وكالة ايسنا الايرانية امس بان الطرفين سيبحثان في «دراسات ايرانية مفترضة» ذات طابع عسكري.

وتقول الوكالة ان هذه الدراسات هي حول طريقة صنع رؤوس لصواريخ واحتمال تحويل صاروخ شهاب-3 الى صاروخ نووي او منشآت لاجراء تجارب نووية تحت الارض، لكن طهران نفت وجود الدراسات.

وعرض اولي هينونن في 25 فبراير (شباط) على دبلوماسيين في فيينا وثائق مفصلة تثير تخوفات الوكالة الدولية وتشير الى احتمال قيام ايران بهذه الاشغال بعد 2003، بينما كانت اجهزة الاستخبارات الاميركية اعتبرت عكس ذلك، في تقرير اشار الى ان ايران اوقفت برنامجها النووي العسكري في نفس التاريخ. ونقلت وكالة ايسنا عن مسؤول ايراني رفض كشف هويته ان زيارة هينونن ستجري الاثنين والثلاثاء. واكد المسؤول الايراني «بما ان هناك اختلافات في وجهات النظر بين ايران والوكالة حول تقييم دراسات مفترضة فان مناقشات الاثنين ستركز على سبل البحث في تلك المسألة». واضافت الوكالة ان مدير دائرة الأمن والحماية النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية هرمن ناكيرتس سيرافق هينونن في زيارته التي سيلتقي خلالها مساعد رئيس المجلس الاعلى للامن القومي جواد وعدي والسفير الايراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية ونائب مدير المنظمة الايرانية للطاقة النووية محمد سعيدي.

وفي طهران، قال رجل دين ايراني بارز إن على الجمهورية الاسلامية ان تصبح قوة عسكرية عظمى للدفاع عن كافة المسلمين، وذلك في اعقاب عرض القوة العسكرية الايرانية في يوم الجيش الخميس وسط توترات مع الغرب.

وقال آية الله احمد جنتي في خطبة الجمعة التي بثتها الاذاعة الرسمية «في المستقبل غير البعيد سنصل الى مرحلة نمتلك فيها أقوى المعدات العسكرية في العالم حتى لا يفكر احد بغزو حدودنا .. بل وحدود الاسلام». واضاف «يجب ان ندافع عن المسلمين المضطهدين في كل مكان حتى لا يجرؤ الاعداء على مهاجمة أفغانستان وفلسطين والعراق».

وبمناسبة يوم الجيش، حلقت عشرات الطائرات والمروحيات القتالية الخميس فوق موقع العرض العسكري جنوب طهران في عرض للقوة الجوية الايرانية التي تعاني منذ سنوات بسبب العقوبات الاميركية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

وتخلل العرض ظهور الكثير من الصواريخ ولاسيما نموذج من الصاروخ الطويل المدى «قدر-1» الذي يبلغ مداه 1800 كيلومتر ويعمل بالوقود السائل. وسبق ان عرض هذا الصاروخ في سبتمبر (ايلول) 2007 خلال عرض عسكري للجيش الايراني.

ووسط هتافات الحشود بـ«الموت لأميركا» و«الموت لاسرائيل»، قال جنتي «اقول لكم ان الموت للولايات المتحدة آت. لقد هتفتم بالموت للشاه وقد مات»، في اشارة الى شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي الذي توفي في المنفى بعد الثورة الاسلامية عام 1979.

واضاف «انتم تقولون الموت لاسرائيل وها هي تحتضر. وتقولون الموت لاميركا ولن يطول الوقت قبل ان تقرأ صلاة الميت عليها».