وزير الدفاع الهولندي غير متفائل بمشاركة بلاده في قوات السلام بدارفور

برلمان أمستردام مدد لمدة عام للبعثة المشاركة ضمن قوات الأمم المتحدة بجنوب السودان

TT

وافق البرلمان الهولندي على التمديد لمدة عام للبعثة الهولندية المشاركة في اطار قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان، لكن وزير الدفاع الهولندي قال انه غير متفائل بشأن مشاركة بلاده بقوات السلام الدولية بإقليم دارفور المضطرب.

وأعلن البرلمان الهولندي أن التمديد للبعثة الهولندية جاء خلال جلسة ساخنة، خصصت لمناقشة خطة الحكومة في هذا الشأن ووجدت معارضة حادة. وحضر الجلسة وزراء الخارجية والدفاع وتنمية التعاون المشترك، ونجحوا في إقناع النواب بإقرار خطة تمديد المهمة المقرر لها أن تنتهي مع أواخر الشهر الحالي. ومن خلال بعثة تضم 15 عسكريا و15 رجل أمن وعددا من الموظفين المدنيين، تشارك هولندا منذ ابريل (نيسان) من عام 2006 في مهمة تابعة للأمم المتحدة، تشارك فيها قوات تتألف من 8700 شخص، بهدف حماية اتفاق السلام الذي جرى التوصل إليه بين الشمال والجنوب بالسودان في مارس (آذار) 2005، وذلك من خلال توفير الظروف الأمنية والاستقرار وإعادة البناء. ووجدت الخطة الحكومية لتمديد عمل البعثة الهولندية، معارضة من حزب الحرية الهولندي اليميني الذي يترأسه المتشدد خيرت فيدرز.

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الهولندي ايمرت فان ميدلكوب، انه غير متفائل بمستقبل مشاركة قوات من بلاده، ضمن بعثة تهدف الى تحقيق السلام والاستقرار في إقليم دارفور السوداني. وخلال تصريحاته للاعلام الهولندي قال الوزير، ان ثقته حاليا في مستقبل هذه المغامرة لم تشهد اي تنامي خلال الفترة الاخيرة، وهذا يبرر التردد الذي تواجهه الحكومة في اتخاذ قرار نهائي بشأن المشاركة بقوات في دارفور، ولهذا استغرق الأمر عدة أشهر للدراسة المتأنية، قبل المشاركة بقوات ضمن مهمة مختلطة تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، وخاصة ان الصورة غير واضحة حتى الآن، بشأن توفير الظروف الامنية الملائمة لتلك القوات.

وحسب ما ذكرت وسائل الاعلام الهولندية، أمس، فان هولندا كانت الدولة الغربية الوحيدة التي حصلت على ترحيب وموافقة من الخرطوم، على مشاركتها ضمن قوات لحفظ السلام، في دارفور. ونقلت عن فعاليات حزبية في الائتلاف الحكومي الحالي قولها «إن الأمر كان صعبا للغاية من أجل توفير التأييد المطلوب، لإقرار الموافقة على مشاركة في مهمة محددة لقوات هولندية، ضمن بعثة أوروبية في تشاد قبالة دارفور لتقديم المساعدات الانسانية، ولكن من الصعب حشد هذا التأييد مرة أخرى لنشر قوات في دارفور».

وكانت زيارة مخطط لها لوزير الدفاع الهولندي الى السودان قد ألغيت، وذكرت تقارير إعلامية مختلفة أن الخرطوم رفضت إعطاء تأشيرة للوزير ولكن الاخير قال «لا يمكننا الحديث عن رفض إصدار تأشيرة دخول، أو عن وجود أية إهانة مقصودة، ولا أرى مبررا لطلب أي اعتذار وأن ما حدث سببه مجرد إهمال بيروقراطي». وكان الوزير الهولندي ينوي القيام بزيارة تكون المحطة الاولى فيها الخرطوم، ثم التوجه إلى إثيوبيا وبورندي واضطر إلى إلغاء كل الرحلة. وأكد فان ميدلكوب انه لم تكن هناك أية إهانة فاضحة لهولندا كما زعم نواب من حزبي الحرية اليميني والحزب الليبرالي المحافظ. وأوضح الوزير أن الخرطوم لم ترفض منحه تأشيرة دخول بالرغم من إشارته إلى ان طلب التأشيرة قدم في الوقت المناسب. وأعرب الوزير عن اعتقاده بأنه سيتمكن من زيارة السودان خلال الأشهر القليلة المقبلة.