الكونغرس يشترط لاعتماد تمويل إضافي للحرب إلزام العراق بتحمل قسط أكبر من التكاليف

مساعد سابق لرامسفيلد: الحرب هزيمة نكراء

TT

فيما يستعد الكونغرس الاميركي لمناقشة طلب الرئيس جورج بوش تخصيص 108 مليارات دولار للعمليات العسكرية في العراق، طالب نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بأن يتحمل العراق حصة أكبر من تكاليف هذه العمليات وجهود إعادة الاعمار، متذرعين بارتفاع أسعار النفط.

هذا الطلب جاء في رسالة وجهها ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وأربعة من الجمهوريين الى وزير الدفاع روبرت غيتس. وحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، كتب هؤلاء في الرسالة ان العراق سيحصل على الارجح على 65 مليار دولار اضافي من ارتفاع أسعار النفط ويجب ارغامه على انفاق هذه الاموال. وقال كاتبو الرسالة، انه آن الأوان لأن تضع ادارة بوش نهاية لما وصفوه بـ«سياسة الانفاق بلا حدود»، في العراق وأن تشترط ان «يستثمر العراقيون في مستقبلهم».

ويقول الديمقراطيون في الكونغرس انهم لن يوافقوا بسهولة على طلب بوش، بل سيسعون الى وضع شروط، بما في ذلك ان يتحمل العراقيون حصة أكبر من تكاليف العمليات العسكرية واعادة الاعمار.

وفي إطار استراتيجية هجومية جديدة ضد الادارة، حرض زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد على التأكيد على ان تكلفة الحرب في العراق تبلغ نحو 5 آلاف دولار في الثانية. وقال في مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي، «الرئيس لم يكن صريحا بشأن تكلفة الحرب منذ البداية». واضاف «5 آلاف دولار في الثانية، 434 مليون دولار كل يوم، 7 أيام في الاسبوع.. 12 مليار دولار كل شهر».

من جهته، يقول البيت الأبيض انه يشاطر الرأي القائل بأن على العراق أن يتحمل قسطا أكبر من التكلفة، لكنه يصر على ان العراق بدأ فعلا ذلك. لكن الادارة تواصل رفض أي انتقاد لانفاقها. وقال مدير الميزانية جيم نسل «محاربة الارهاب والاهتمام بمحاربينا القدماء ليس بدون تكلفة». واضاف في رسالة، «ندرك ايضا أن الاقتصاد يستفيد عندما تمنع الهجمات الارهابية ونشك في أن منتقدي مستوى انفاقنا يأخذون ذلك في نظر الاعتبار».

من ناحية ثانية، اعتبر مسؤول كبير سابق في البنتاغون في ظل وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ان الحرب في العراق «هزيمة نكراء»، وقد خلقت ملاذا للارهابيين واعطت المزيد من الجرأة لايران.

وقال جوزف كولينز في دراسة بعنوان «اختيار الحرب: القرار باجتياح العراق ونتائجه»، نشرتها جامعة الدفاع الوطني، «اذا قسنا الحرب في العراق بالدم الذي زهق والمال الذي صرف فقد اصبحت أم الحروب وهزيمة نكراء»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان كولينز من 2001 الى 2004 مساعدا لوزير الدفاع انذاك دونالد رامسفيلد، الذي كان احد ابرز مهندسي غزو العراق في مارس (اذار) 2003. ويأخذ على رئيسه السابق انه عمل من اجل تشكيل قوة غزو صغيرة الحجم، كما اخذ على رئيس السلطة الموقتة في العراق بول بريمر انه صاغ الاحتلال على حساب السنة وبدون استشارة واشنطن. واضاف ان الولايات المتحدة تدفع حاليا ثمن هذه الاخطاء: احترام اقل في العالم واتكال اكبر على الجيش وتأثير سلبي بالنسبة للحرب على الارهاب، »التي حولت حاليا الاولوية للعراق لناحية الوسائل البشرية والمادية واهتمام المسؤولين». واوضح «يجب ان تصب جهودنا هناك (العراق) في مصلحة أمن الولايات المتحدة، ولكنها وعلى الاقل مؤقتا خلقت ملاذا للارهابيين واعطت الجرأة اللازمة لايران كي توسع نفوذها»، عبر المنطقة.