الرئيس الموريتاني يلمح إلى إقالة وشيكة لحكومته بعد عامٍ من تشكيلها

مراقبون لا يستبعدون أن تضم عناصرَ من أحزاب معارضة رغم انتقاد الرئيس لها

TT

لمح الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إلى إمكانية إقالة حكومته التي تشكلت مطلع مايو (أيار) الماضي. وقال ولد الشيخ عبد الله في لقاء مع صحف محلية سينشر اليوم بمناسبة مرور سنة على حكمه إن «الظروف أصبحت مواتية لتشكيل حكومة سياسية» بعد انتظام الأغلبية في صف واحد، في إشارة واضحة إلى حزب «عادل» الذي تم الإعلان عن تأسيسه قبل شهرين وتنخرط فيه تشكيلات سياسية كانت تدعم برنامج الرئيس الحالي وتحظى بأغلبية في البرلمان الموريتاني.

ولم يستبعد المراقبون أن تضم التشكيلة الحكومية المقبلة عناصر من أحزاب سياسية معارضة مثل حزب اتحاد قوى التقدم والتجمع الوطني للإصلاح والتنمية ذي التوجه الإسلامي اللذين يحظيان بتمثيل معتبر في البرلمان.

وفي سياق آخر؛ أوضح الرئيس الموريتاني أن الحكومة تمكنت خلال السنة الماضية من إنجازات مهمة لكنه اعترف بفشلها في استثمار هذه الإنجازات إعلامياً. وأعرب في الوقت ذاته عن ثقته بالأجهزة الأمنية في مواجهة ظاهرة الغلو والتطرف، مشيرا إلى ان إخفاق عناصر الأمن في القبض على الفارين السلفيين لا يعكس فشلا في حد ذاته «وإلا يمكننا حينئذ وصف القوات الأمنية في مختلف البلدان بانها فاشلة لعدم تمكنها من ملاحقة الإرهابيين».

وانتقد ولد الشيخ عبد الله بشدة أحزاب المعارضة ووصفها بالتقصير في إطلاع الراي العام على حقيقة المشاورات التي يجريها مع قادتها بين الحين والآخر. وفي هذا الإطار، أوضح الرئيس الموريتاني أنه التقى بقادة هذه الأحزاب في اكثر من مناسبة وأطلعهم على تفاصيل الملفات العالقة «لكني لم أجد صدًى إيجابياً ولا سلبيا لذلك.. وهم يتهمونني بأني أغط في سبات وغير مطلع على ما يدور في الساحة». ودعا الرئيس إلى ضرورة تغيير مسلكيات المجتمع الموريتاني التي وصفها بأنها ما زالت تعيق عملية الإصلاح وتسعى لتكريس الفساد الإداري والمالي.

وتأتي تصريحات ولد الشيخ عبد الله في وقت يعيش فيه الشارع الموريتاني استياءً واسعاً من أداء الحكومة الحالية ويتطلع لتغيير شامل.

وكان سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله قد تسلم زمام السلطة في موريتانيا في التاسع عشر من شهر ابريل (نيسان) الماضي بعد فوزه بأغلبية مطلقة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي وصفها المراقبون بأنها الأكثر شفافية في تاريخ البلد. ويعتبر سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله اول رئيس مدني يصل إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع بعد سلسلة انقلابات عسكرية عرفتها موريتانيا منذ الإطاحة باول رئيس موريتاني المختار ولد داداه سنة 1978.