الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان يحذر من محاولات المؤتمر الوطني «العودة بالبلاد للوراء»

شدد على ضرورة الاعتراف بالتنوع

TT

حذر باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ووزير شؤون مجلس الوزراء السوداني، مما اعتبره محاولات المؤتمر الوطني للعودة بالسودان الى الوراء، وإنتاج «الإنقاذ» الأولى بفكرها القديم (في إشارة لحكومة الإنقاذ في بداية عهدها). وقال «هذا غير ممكن وهم لا يستطيعون ذلك، لأن الشعب السوداني لن يقبل بأي حال العودة للوراء».

وقال باقان في لقاء مع الجالية السودانية بمدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة، مساء أول من أمس، إن المؤتمر الوطني «كان شجاعا وأكثر قوة سياسية وشجاعة بتنازله عن نسبة من السلطة»، وقال إن «هذا ما لم يفعله غيرهم من قبل، ولكن المشكلة انه عندما جاء وقت التنفيذ بدأوا إعادة التفكير، وأظنهم اعتقدوا أنهم قدموا تنازلات أكثر مما يجب». وأضاف الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، «نحن اتفقنا مثلا على أن جهاز الخدمة المدنية يجب ألا يكون تابعا لأي حزب أو جهة، ولكنهم لم يوفوا بالالتزام، كما أنهم قبلوا بقانون الصحافة وفجأة تراجعوا، وعادوا للوراء، وشددوا الرقابة على الصحف».

وتابع «هم (المؤتمر الوطني) ظلوا في مغالطات معنا في بنود واضحة في اتفاق السلام، وظللنا في شد وجذب، فأصبحت هذه الخلافات تبديدا للجهد والوقت وتأجيلا للاستقرار»، مشيرا إلى أن هذا السلوك «لن يجعل وطننا دولة جاذبة لأبنائها الذين فروا لشتى دول العالم».

وفاجأ باقان الحضور قائلا إنه يجب أن يحصل أي أجنبي على الجنسية السودانية إذا عاش في السودان عامين وأسهم في التنمية، مهما كانت جنسيته الأصلية.

وقال «عندما طالبنا بتضمين العرق والدين في استمارة التعداد السكاني كنا ندرك أهمية هذا المطلب الذي يرتبط بأشياء كثيرة، ولكنهم اعترضوا، ولا أدري لماذا، وان الله سبحانه وتعالى قال: إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، ولم يقل لتتحاربوا.

وتساءل الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان «لماذا يرفضون وهذا موجود في القرآن الكريم». مضيفا «إننا ومنذ 50 عاما وحتى الآن نبحث عن الهوية، نحن قبائل وشعوب، مسلمون ومسيحيون، عرب وأفارقة، و(قبائل) دينكا وجعليين وبجا ودناقلة ونوبة وغيرها، ولكننا، في النهاية، سودانيون وإذا حاولت أن تزيد على ذلك ستجد نفسك في مشكلة، ولكن علينا أن نعترف بالتعددية». وأضاف قائلا: «ليس لدي القدرة لأكون عربياً من قريش، انهم يريدون ذلك، لكنني أنا اعترف بالتنوع».

وقال باقان «إن البعض قلق من خلافاتنا مع المؤتمر الوطني، ويشعرون بالخوف على السودان، ولكن نقول لهم إن التوترات بيننا حالة مستمرة، ولكن هذا لا يعيدنا إلى الوراء، فهذه طبيعة المرحلة وهذه الخلافات هي الطريق إلى السلام والتنمية والديمقراطية». وأضاف «نحن بالفعل لدينا خلافات مع المؤتمر الوطني في قضية (منطقة) إبيي، والانتخابات وتوزيع عائدات البترول، لكننا قادرون على حلها، ولا بد من توحيد جهودنا، حتى لا تفوت الفرصة، لأن هذه الفرصة من خلال اتفاق السلام لا يمكن أن تتكرر في التاريخ، وإذا لم تستثمر فان السودان سينهار».