حماس: هجوم «نذر الانفجار» عند «كرم أبو سالم» مقدمة لفك الحصار

مقتل 3 فلسطينيين وإصابة 13 إسرائيلياً في محاولة اقتحام لمعبر البضائع بـ4 سيارات مفخخة بينها سيارتا «جيب» عسكريتان

TT

فيما اعتبرت حماس العملية صورة من صور انفجار الفلسطينيين في غزة ضد الحصار، فجر مهاجمون فلسطينيون من كتائب القسام التابعة لحركة حماس سيارتي جيب عسكريتين محملتين بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات في نقاط عسكرية اسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم، الواقع عند مثلث الحدود المصرية ـ الاسرائيلية ـ الفلسطينية، والمستخدم في نقل البضائع الى غزة وقتل 4 مهاجمين فلسطينيين حسب الرواية الاسرائيلية، بينما قالت حماس ان 3 فلسطينيين قتلوا، وأصيب 13 جندياً اسرائيلياً بجراح متفاوتة. وتعتبر هذه العملية التي اطلق عليها «نذر الانفجار»، ثالث أكبر هجوم تشنه حماس وفصائل المقاومة الأخرى ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية التي تتاخم الخط الفاصل بين اسرائيل والقطاع خلال اسبوعين. وحول تفاصيل العملية، قال ابو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، في مؤتمر صحافي عقده في غزة قبل ظهر امس أن أربع سيارات مفخخة تقدمت في تمام الساعة السادسة صباحاً نحو موقع كرم أبو سالم العسكري الذي وصفه بأنه «أكثر المواقع العسكرية تحصيناً في قطاع غزة». وأضاف أن السيارات المفخخة دخلت من خلف خطوط الجيش الإسرائيلي، وهي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات تحت غطاء كثيف من عشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل، الى جانب قصف حاميات الموقع العسكري بغطاء ناري كثيف من الرشاشات الثقيلة من وحدة الإسناد المشاركة في هذه العملية. وأشار الى أنه بمجرد وصول السيارات إلى الموقع العسكري القريب من المعبر، قام عناصر كتائب القسام بتفجير سيارتين داخل الموقع، وترك سيارة ثالثة مفخخة على بوابته انفجرت في وقت لاحق، في حين انسحبت السيارة الرابعة. ونقل ابو عبيدة عن المقاوم الرابع الذي انسحب من مكان العملية أن العملية اسفرت عن قتل وجرح عدد من الجنود. وقال ابو عبيدة إن كتائب القسام «تهدي العملية الى ذوي شهداء الحصار وشهداء المحرقة الإسرائيلية، وللأسرى في سجون الاحتلال ولأرواح قادتنا العظام في ذكرى استشهادهم»، على حد تعبيره. ونفى ابو عبيدة أن يكون هناك تناقض بين الذراع العسكري لحماس الذي يواصل تنفيذ العمليات، والقيادة السياسية التي تؤكد استعدادها للتوصل لتهدئة شاملة مع اسرائيل. واضاف «لا وجود لأيِّ تباين.. نحن ندافع عن أرضنا ونقوم بضرب الاحتلال من أجل الإثبات للجميع بأننا لا نرضى باستمرار الحصار وسنكسره بإذن الله». ورداً على سؤال حول المنطق من استهداف معبر كرم ابو سالم الذي يُستخدم في نقل البضائع الى قطاع غزة، أوضح ابو عبيدة أن الموقع الذي تمت مهاجمته هو موقع عسكري واستخباري من الدرجة الأولى، مشدداً على أنه الموقع العسكري الأكثر اهمية في محيط القطاع. وأضاف أن اسرائيل تحاول ذر الرماد في العيون من خلال مواصلة السماح بعمل هذا المعبر، حيث أنها لا تسمح بدخول المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن الفلسطيني، وتحديداً الوقود. ورفض ابو عبيدة الاتهامات القائلة بأن عمليات المقاومة هي التي منحت لاسرائيل المسوغات للتوقف عن ادخال الوقود، قائلاً إن اسرائيل قلصت بأكثر من 90% من توريد الوقود للقطاع قبل أن يتم استهداف معبر «ناحل عوز» الذي عبره يتم ادخال الوقود للقطاع. يذكر أن عددا من المقاومين الفلسطينيين قاموا باقتحام المعبر قبل اسبوعين وقاموا بقتل اثنين من العاملين فيه. يشار الى أن كتائب القسام، قامت الاربعاء بتنفيذ عملية «حقل الموت» التي نجحت فيها في استدراج وحدة اسرائيلية خاصة الى عمق قطاع غزة، ومن ثم اطلاق النار على افرادها من مسافة قصيرة، الأمر الذي اسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة آخرين. وفي وقت لاحق عرضت كتائب القسام اشرطة فيديو يظهر فيها منفذو عملية «نذر الانفجار»، وهم يتحدثون عن دوافعهم لتنفيذ العملية، حيث اكدوا أنها تأتي رداً على استمرار الحصار وعمليات الاغتيال التي تستهدف المقاومة وقادتها. وقالت قيادة الجيش الإسرائيلي إن كتائب القسام «كانت تهدف من خلال العملية الى اختطاف اكبر عدد ممكن من الجنود الذين كانوا في الموقع. وظهرت وجوه ثلاثة من المنفذين بينما اخفي وجه الرابع مما يشير الى انه لم يقتل.

على الجانب الاسرائيلي، قال الجنرال يوف غالانت ان الهجوم وقع في السادسة صباحا وسط ضباب الصباح حيث قاد الفلسطينيون حاملة جنود مدرعة وسيارتي جيب تم اعدادهما لتبدوا كسيارتين عسكريتين اسرائيلتين، وذلك تحت غطاء من قصف فلسطيني بالقذائف، وتمكنت حاملة الجنود من اقتحام الموقع بمما سمح لسيارتي الجيب بالدخول حيث فجرت واحدة تحت برج مراقبة بينما انفجرت الثانية قرب دورية اسرائيلية. كما نظمت حماس مظاهرتين لنساء واطفال قرب معبري ايريز وكارني.

وبعد ساعتين من العملية، اطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية بدون طيار صاروخاً على سيارة شرطة تابعة للحكومة المقالة، غرب مدينة رفح الأمر الذي ادى الى مقتل شخص من المارة وجرح اربعة آخرين، احدهم طفلة. وبالقرب من حي «الشجاعية»، شرق مدينة غزة قتل ناشط من كتائب القسام في عملية قصف اسرائيلية استهدفت أحد المواقع التابعة لـ«الكتائب» في المنطقة.