لقاء ثان لكارتر ومشعل .. وقيادات حماس تبدأ نقاشا داخليا حول وقف إطلاق نار

الحركة تنفي اتهامات إسرائيلية باستغلال قضية المعابر

TT

تناقضت امس تصريحات مسؤولي حماس في غزة وخارجها حول عملية التهدئة، بينما عقد الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر اجتماعا ثانيا امس في دمشق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، طلب خلاله «بادرة حسن نية» بخصوص التهدئة ووقف إطلاق الصواريخ من غزة . وذلك من خلال ورقة قدمها تضمنت مقترحاته في عدد من القضايا، منها التهدئة وتبادل الأسرى والحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.

وشارك في المناقشات يومي الجمعة والسبت عدد من القياديين في الحركة، منهم محمد نزال وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر فلسطينية، أن الاجتماع الأول بين كارتر ومشعل، الذي بدأ الساعة السادسة مساء استمر نحو خمس ساعات، تخللها تناول طعام العشاء، حيث لم يكن من المتوقع أن تأخذ النقاشات كل هذه الفترة، كما عقد مستشارو كارتر وقياديون في حماس بعد منتصف الليل، جلسة محادثات تفصيلية حول تبادل الأسرى الفلسطينيين وموضوع الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط. وصباح أمس استكملت النقاشات باجتماع ثان بين مشعل وكارتر استمر نحو ساعتين ونصف الساعة من السابعة صباحا ولغاية الساعة التاسعة، وتم الاتفاق على آليات لمتابعة القضايا المطروحة، وأن تعطي حماس ردها على ما طرحه كارتر لاحقا. كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فلسطينية أنه بناء على طلب كارتر تم عقد الاجتماعات بعيدا عن وسائل الإعلام، إذ لم يعقد أي مؤتمر صحافي لكارتر في نهاية زيارته الى دمشق ولقاءاته مع مسؤولي الحركة كما لم يسمح بتصوير وقائع اللقاءات.

ونقلت رويترز عن سياسيين فلسطينيين ان حركة حماس بدأت نقاشا داخليا أمس حول مقترحات كارتر باعلان وقف لاطلاق النار من جانب واحد مع اسرائيل، وابداء المزيد من المرونة السياسية.

وغادر كارتر العاصمة السورية أمس السبت متوجها الى الرياض، بعد اجتماعه في وقت مبكر من صباح أمس مع مشعل.

وقال سياسيون على دراية بما حدث في الاجتماعات، ان كارتر طالب بأن تتوقف حماس عن اطلاق صواريخ على اسرائيل، في الوقت الذي يتابع فيه الجهود مع اسرائيل والغرب لرفع الحصار عن قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس.

وذكر مصدر لرويترز، ان كارتر طلب أيضا من مشعل الادلاء بتصريحات أكثر مرونة، وتحدث معه كزعيم لحركة تحرير وطنية، وليس كارهابي، كما تحاول اسرائيل والولايات المتحدة تصويره. في الوقت ذاته قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس أمس، إن اللقاءين اللذين جمعا خالد مشعل و كارتر اتسما بالإيجابية، مشيراً إلى أن حماس قدمت تصورا عن مواقفها من كل القضايا المطروحة.

وعلى عكس تصريحات مسؤولين فلسطينيين سابقة وكذلك مصرية بحدوث تقدم، نفى سامي أبو زهري الناطق بلسان حركة حماس أن تكون المحادثات التي اجراها القياديان في الحركة محمود الزهار وسعيد صيام في القاهرة قد اسفرت عن انطلاقة في الجهود المبذولة للتوصل لتهدئة بين اسرائيل وحركات المقاومة. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال ابو زهري إن الزهار وصيام نقلا وجهة نظر الحركة للحكومة المصرية والمتمثلة في وقف اسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني وفك الحصار المفروض على القطاع. واعتبر ابو زهري أن الكرة موجودة الآن في ملعب حكومة الاحتلال التي يتوجب عليها أن تقرر، في ما يتعلق بمستقبل تعاطيها مع قطاع غزة. وشدد ابو زهري على أن حماس نقلت عبر المصريين رسالة واضحة للجانب الاسرائيلي مفادها أنه ليس من الوارد لديها منح اسرائيل تهدئة مجانية، مؤكداً أن رفع الحصار عن قطاع غزة هو شرط لا يمكن التنازل عنه. ونفى ابو زهري أن يكون قد طرأ تقدم يذكر في قضية الجندي الاسرائيلي المختطف شليط، مؤكداً أن الحركة تصر على ضرورة استجابة اسرائيل للإفراج عن المعتقلين من ذوي المحكوميات العالية، الى جانب اطلاق سراح الاسرى المرضى والاطفال والنساء. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان حكومته تتحدث مع الجانبين للتوصل الى فترة هدوء تساعد المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين على التوصل لاتفاق بشأن الدولة الفلسطينية في محادثات بوساطة أميركية لا تشارك فيها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال ابو الغيط عن جهود الوساطة المصرية في كلمة امام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، تريد حماس وصفها بفترة هدوء. يناسب ذلك الاسرائيليين لانهم لا يريدون التوصل لاتفاق مكتوب وموقع مع حماس.

ومن جانب آخر، قال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة وأحد أعضاء وفد حماس، الذي زار القاهرة، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «رامتان» المستقلة من القاهرة، «إن هناك تقارباً في وجهات النظر بين حركة حماس ومصر حول القضايا التي تهم الجانبين». ونفت حركة الجهاد الاسلامي ان يكون قد طرأ أي تغيير على شروطها للتوصل للتهدئة مع اسرائيل. وفي تصريح صحافي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قال داود شهاب الناطق باسم الحركة، إن هناك توافقا بين الفصائل الفلسطينية حول شروط التهدئة التي تتضمن انهاء اسرائيل عدوانها في الضفة الغربية وقطاع غزة ورفع الحصار. وقال شهاب: «طرحت علينا أفكار تتعلق بتهدئة في غزة مقابل أن تنظر اسرائيل بمرونة في تخفيف الحصار وفتح المعابر، هذه الأفكار عرضها الأخوة في مصر»، مؤكداً أن حركته تصر على رفع الحصار بشكل كامل. واضاف «نحن ننظر للتهدئة على أنها تكتيك في إدارة صراعنا مع العدو، لالتقاط الأنفاس وتخفيف المعاناة استعداداً للجولات القادمة، ولذلك التهدئة طويلة الأمد لا تخدم مصالح شعبنا ومشروع التحرير لأن الاحتلال يريد منها أن تأتي في إطار سياسي لإنهاء المقاومة وفرض الاستسلام على شعبنا»، على حد تعبيره.