إسرائيل تنشر عشرات رجال الأمن في عدة دول لحماية احتفالات اليهود بعيد الفصح

TT

لأول مرة في التاريخ الاسرائيلي، تم ارسال العشرات من رجال الأمن التابعين لجهاز الأمن المركزي (الشاباك)، الى عدة دول في العالم وذلك للاشراف على عمليات الحراسة المحلية التي تنظمها تلك الدول لحماية الاحتفالات اليهودية بعيد الفصح، الذي بدأ أمس ويستمر حتى السبت القادم.

وحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن اسرائيل تتوقع ان ينفذ حزب الله اللبناني أو أحد مؤيديه من تنظيم «القاعدة» أو التنظيمات الفلسطينية المسلحة، التهديد بالانتقام من اسرائيل لاغتيال قائد قوات حزب الله العسكرية، عماد مغنية، او الانتقام من عمليات الاغتيال المكثفة التي تنفذها القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية أو قطاع غزة. وقال مصدر مقرب من حركة «حباد»، وهي حركة يهودية دينية وسياسية متزمتة تشرف على اقامة احتفالات بالأعياد اليهودية الكبرى حيثما يتواجد سياح اسرائيليون في دول العالم المختلفة، إنه من المتوقع أن يشارك 50 ألف سائح اسرائيلي في الاحتفالات بعيد الفصح هذه السنة في مختلف دول العالم، اضافة الى اليهود المحليين في تلك الدول. وقال ان الشرطة والمخابرات في كل دولة ستقوم بالحراسة، ولكن المخابرات الاسرائيلية، وزيادة في الحذر، قررت الاشراف بنفسها على هذه الحراسة، ولذلك أرسلت مندوبيها الى تلك الدول بالتنسيق مع المضيفين، «حتى يقدموا من خبراتهم المميزة في هذا المجال».

وكانت المخابرات الاسرائيلية قد توقعت ان يستغل انشغال اليهود بعيد الفصح لتفاجئها التنظيمات المسلحة بعمليات تفجير أو أية هجمات مسلحة أخرى، داخل اسرائيل أو خارجها. والمعروف ان اسرائيل فرضت اغلاقا على جميع المناطق الفلسطينية المحتلة طيلة الفترة من صباح الأول من أمس حتى صبيحة يوم الاثنين بعد القادم (27 الجاري)، يمنع بموجبه دخول فلسطينيين الى اسرائيل، حتى ممن يحملون تصاريح دخول للعمل أو العلاج أو التجارة. وفي الوقت نفسه أقامت ثلاث دوائر حراسة حول البلدات الاسرائيلية لمنع وصول مسلحين فلسطينيين: ففرضت في الدائرة الأولى طوقا حول الضفة الغربية وقطاع غزة، ونظمت في الدائرة الثانية دوريات مكثفة على الطرقات القريبة من هذه الحدود ونصبت كذلك حواجز شرطة وحرس حدود على هذه الطرقات، ثم في الدائرة الثالثة نصبت حواجز على مداخل المدن ونظمت دوريات مكثفة حول التجمعات التجارية الكبرى وأماكن اللهو. وبدا ان أجهزة الأمن الاسرائيلية وقعت في تلبكات من شدة التوتر في هذا العيد، ففي حين أعلنت قوات الجيش ان هناك تسعة انذارات ساخنة تفيد بأن فلسطينيين انطلقوا لتنفيذ تسع عمليات تفجير في الأراضي الاسرائيلية، قال ناطق بلسان المخابرات انه «على الرغم من عدم وجود انذارات ساخنة حول عمليات تفجيرية، فإننا نحرص على اشعار المواطنين بالأمن والأمان»، لا بل ان مسؤول المخابرات دعا المواطنين الاسرائيليين الى الحفاظ على تقاليد الفرح في الأعياد وعدم الرضوخ لارادة الارهاب بالاختباء في البيوت. بيد ان من تبقى في مدينة «سدروت»، التي تتعرض عادة للقصف من قطاع غزة، فقد أمضوا الليلة قبل الماضية في الملاجئ، بعد أن تعرضت بلدتهم لقصف من ثلاثة صواريخ فلسطينية، سقط أحدها على عامود كهرباء في وسط البلدة، فتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، حوالي ثلاث ساعات بالمعدل عن بيوت المدينة.

كما سقطت أربعة صواريخ على مناطق مفتوحة في المنطقة، فاستغل قادة اليمين المتطرف الأمر وراحوا يحرضون على حكومة ايهود أولمرت. وأصدر الليكود المعارض بيانا صحافيا عقب فيه على تصريحات كان قد أدلى بها مسؤول اللجان الشعبية المقاومة في قطاع غزة، محمد عبد العال، المعروف بلقب أبوعبير، وقال فيها انه قريبا جدا سيبدأ العمل في الضفة الغربية «جيش اللجان الشعبية» وسيفجر انتفاضة ثالثة لاسقاط حكم محمود عباس (أبومازن) والسيطرة على الضفة كما هو الحال في قطاع غزة، وان هذه الانتفاضة ستمتد الى الدول العربية أيضا الغاضبة على حكامها لتقاعسهم في نصرة الفلسطينيين. وجاء في بيان الليكود ان على الحكومة أن تطبع عشرات ألوف النسخ من تصريحات أبوعبير وتعممها على قيادات دول العالم ووسائل الاعلام التي «ما زالت تؤمن انه يمكن احلال السلام مع هؤلاء الارهابيين، بينما هم يخططون للسيطرة على كل المنطقة ويهددون بحرق اسرائيل وتدميرها».