البصرة: القوات العراقية تسيطر على أهم معاقل التيار الصدري

الصدر يأمر بإخلاء مكتبه في البصرة وتسليم المبنى للحكومة.. ومتحدث باسمه يهدد بـ«ردود فعل قاسية»

TT

فرضت القوات النظامية سيطرتها على حي الحيانية غرب مركز محافظة البصرة امس عقب اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية والقوات الأميركية والبريطانية من جهة والمسلحين المتحصنين في الحي الذي يعد أهم معاقل ميليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. ووصف مصدر امني في موقع الأحداث لـ«الشرق الأوسط» المواجهات «بأنها أعنف قتال منذ الشروع بتنفيذ عملية صولة الفرسان في الخامس والعشرين من مارس (اذار) الماضي»، وقال «ان القوات الحكومية شرعت بعد فرض سيطرتها على الحي بمداهمة بعض الأهداف التي تمثل أشخاصا مطلوبين للعدالة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة». وافاد شهود عيان من منطقة الجمعيات المجاورة للحيانية التي فرض عليها طوق عسكري بأن المقاتلات الجوية والمدفعية بعيدة المدى قصفت الحي الذي سمع دويها منذ الساعات الاولى لصباح امس.

على الصعيد نفسه اكد حارث العذاري مسؤول مكتب السيد الشهيد الصدر في البصرة «ان عناصر الحرس الوطني دخلت منطقة الحيانية بشكل طبيعي ولم يواجههم جيش المهدي كما تدعي بعض الجهات وان العناصر الحكومية تقوم بالتفتيش في الحي وتداهم بعض الاماكن بشكل اعتيادي». واشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من محافظة البصرة ان مكتب الشهيد الصدر يتم اخلاؤه بعد ان طلبت الحكومة ذلك وان المكتب استشار المرجعية في النجف وهي التي امرت باخلائه، مؤكدا ان البناية كانت في السابق تابعة لوزارة الشباب في عهد النظام السابق. من جانب اخر قال مصدر في مديرية شرطة محافظة الناصرية إن حظرا للتجوال فُرض في المدينة منذ فجر أمس حتى إشعار آخر. وأوضح العقيد صادق المشرفاوي مدير شعبة العلاقات والاعلام في قيادة الشرطة للصحافيين ان الحظر فرض تحسبا لوقوع أعمال عنف على خلفية الأحداث التي تعرض لها قضاء سوق الشيوخ الليلة قبل الماضية. وبين المشرفاوي أن «عناصر مديرية شرطة سوق الشيوخ قامت بتنفيذ أوامر بإلقاء القبض على بعض المطلوبين للعدالة ما تسبب في وقوع اشتباكات». ولم يذكر مدير العلاقات والإعلام ما إذا تم إلقاء القبض على هؤلاء المطلوبين من عدمه، لكنه أشار إلى أن «المشكلة الرئيسية التي تسببت بوقوع الاشتباكات هي الحملة التي تم خلالها تنفيذ أوامر إلقاء القبض».

الى ذلك، أمر مقتدى الصدر السبت أتباعه بإخلاء مكتبه في البصرة، جنوب العراق، وتسليمه الى الجهات الرسمية، بعد طلب الحكومة العراقية من الاحزاب السياسية في البصرة إخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها.

وقال الشيخ حارث الاعذاري مدير مكتب الصدر في البصرة «لقد تسلمنا أوامر مركزية من النجف، تقول ان السيد أمر باخلاء المكتب في البصرة، وتسليمه الى الجهات الرسمية». اضاف «نحن الآن بالفعل بدأنا بإخلاء المكتب ونعمل بنقل الاثاث وسنسلمه الى الجهات الامنية».

وكانت مصادر امنية واخرى من التيار الصدري قد قالت ان قوات عراقية طالبت التيار بإخلاء مقره في البصرة على بعد 550 كلم جنوب بغداد الجمعة، قبل ان تغادر المكان بعد تأكدها من عدم اقامة صلاة الجمعة عند المقر. وقال اللواء عبد الكريم خلف، الناطق باسم وزارة الداخلية، لوكالة الصحافة الفرنسية، ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «أمر باخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها الاحزاب والتيارات السياسية بشكل عام».