تجدد الاشتباكات في مدينة الصدر ومقتل وإصابة نحو 90 شخصا

الجيش الأميركي: بناء الجدران مبادرة عراقية.. وسكان المدينة: نعيش رعبا حقيقيا

TT

قتل 13 شخصا في مواجهات وقعت في مدينة الصدر شرق بغداد، واعلنت مصادر طبية عراقية ان 13 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 76 شخصا بجروح، في الاشتباكات التي اندلعت مساء اول من أمس واستمرت حتى الفجر بين ميليشيا جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى. واوضحت المصادر ان «مستشفى الصدر التعليمي تسلم ثلاث جثث، بينما تسلم مستشفى الامام علي عشرة قتلى، فيما توزع الجرحى على المستشفيات»، موضحا ان عددا كبير من النساء والاطفال بين الضحايا. واعلن الجيش الاميركي ان القوات الاميركية والعراقية بدأت بناء جدار في مدينة الصدر في محاولة لمنع انطلاق الهجمات الصاروخية منها. وقال الجيش ان الجدار المتفاوت الارتفاع يبنى على طول الطريق الرئيسية ويفصل الجزء الجنوبي من مدينة الصدر عن الجزء الشمالي في هذه الضاحية التي يقطنها اكثر من مليوني شخص. ويصل ارتفاع الجدار المؤلف من كتل اسمنتية في بعض الاماكن الى ثلاثة امتار.

وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنسيج المدينة لكي نسيطر على منافذ الخروج والدخول فيها». وقال ان المشروع مبادرة من الحكومة العراقية، موضحا «نحن لا نعمل بشكل مستقل». واضاف ستوفر ان «الهدف من وراء بناء الجدار هو منع اطلاق الصواريخ» من مدينة الصدر.

ويؤكد الجيش الاميركي ان الصواريخ التي تستهدف المنطقة الخضراء المحصنة تطلق من مدينة الصدر. وقال ستوفر ان بناء الجدار لن يعيق حركة السكان المحليين.

واوضح «الشعب والمواطنون المتلزمون بالقانون العراقي، وسيارات الاسعاف والاطفاء الحكومية، تستطيع المرور والخروج من دون اي مشكلة». واكد الضابط الاميركي ان «الارهابيين هم من فرض هذه الاجواء التي تتطلب اتخاذ اجراءات احترازية وحماية المواطن تأتي في المقام الاول».

وتفرض القوات الاميركية والعراقية طوقا امنيا على المدينة. وتقول أم رقية، وهي تسكن بالقرب من مدينة الصدر، إن عائلتها تعيش حالة من «الرعب الحقيقي وخاصة في المساء فأصوات الانفجارات في هذا الوقت تكاد لا تهدأ ابداً وهي قريبة من الجهتين فإذا قصفت مدينة الصدر تهتز بيوتنا وإذا قصفت القوات الأميركية أو الجيش أيضا هي قريبة منا وهنا وقعنا بين نارين، وأكثر ما نخشى منه هو قدم بيوتنا وتراصها مع بعضها فلو وقعت قذيفة بالقرب منا نبقى بانتظار سقوط السقف على رؤوسنا». واضافت ان «حالة الرعب لا يمكن وصفها، ونحن مجبرون على تحملها فأين نذهب ومن يتمكن من إيجاد دار للإيجار في منطقة أخرى وهل توجد منطقة قادرة على استيعاب آلاف العوائل فالكل يعلم أن حجم المدينة وعدد سكانها يساوي ربع سكان العاصمة وربما أكثر من ذلك».

وعن كيفية تدبير أمور معيشة العائلة بينت ام رقية «قبل الأحداث كنا نتسوق بشكل يومي أما الآن فالخروج لسوق جميلة مخاطرة كبرى وهنا نضطر لشراء مؤن تكفينا لأسبوع وأكثر مخافة تردي الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن، كما أن المواد بدأت تشح في أسواق المدينة وهذا ما رفع من سعرها»، ومنطقة جميلة، المحاذية لمدينة الصدر، وبحسب، زوجها أبو رقية، ربما تعاني أكثر من غيرها بسبب وجود القوات الأميركية ـ العراقية قربها ناهيك من دوي الانفجارات التي لا تهدأ. وقال ان الحصار المفروض على المنطقة جعل المشوار الواحد يستغرق اكثر من 3 ساعات، واضاف ان «معاناة الموظفين والطلاب لا يمكن وصفها، خاصة ان الوزارات تشددت على مسألة الوجود، وباعتباري مدرسا فشهدت الآونة الأخيرة مسألة عدم انتظام دوام الطلبة فهناك نسبة كبيرة من طلبتنا لا تتمكن من الوصول للمدرسة بسبب الأحداث وصعوبة التنقل والمخاطر».