مصادر فرنسية وعربية لـ «الشرق الأوسط»: اجتماع تشاوري حول لبنان على هامش مؤتمر جوار العراق

قالت إن الاجتماع سيعقد بغياب لبنان وسورية وإيران

TT

يعود الملف اللبناني مجددا الى واجهة الاهتمامات الفرنسية، عبر الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك الى العاصمة الفرنسية، ومن خلال الاجتماع التشاوري العربي ـ الدولي، الذي سيعقد في الكويت يوم الثلاثاء القادم، على هامش مؤتمر الجوار العراقي الموسع.

واستبق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اجتماعه المقرر مع الرئيس مبارك على عشاء عمل مساء الثلاثاء في قصر الإليزيه، باتصال هاتفي، تشاورا خلاله في الملفين اللبناني والفلسطيني.

وفي اليوم عينه، يعقد في الكويت، بناء على مبادرة فرنسية وبالتشاور والتنسيق مع الولايات المتحدة، اجتماع وزاري عربي ـ دولي موسع يضم، الى جانب وزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن والكويت وألمانيا وإيطاليا، كذلك أمين عام الجامعة العربية وممثلا عن الأمين العام للأمم المتحدة.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية وفرنسية لـ«الشرق الأوسط»، إن «باريس ارادت الاستفادة من الفرصة السانحة في الكويت من أجل إعادة الملف اللبناني الى واجهة الاهتمامات الدولية، في الوقت الذي تراوح فيه المبادرة العربية مكانها». وبرأي هذه المصادر، فإن اجتماع الكويت يعيد تنشيط الدور الفرنسي حول لبنان.

وأفادت المصادر المشار اليها بأن الإشكالية التي طرحتها فكرة الاجتماع، هي معرفة ما إذا كان يتعين على باريس، صاحبة الفكرة، دعوة سورية وإيران اللتين تحضران مؤتمر الجوار العراقي الى الاجتماع التشاوري عن لبنان. وقامت باريس باستشارة دول عربية رئيسية وكذلك واشنطن. ورغم أن الخارجية الفرنسية ما زالت تقول رسميا إن «شكل المؤتمر والأطراف التي ستحضره ما زالت موضع تشاور»، إلا أن المصادر الفرنسية والعربية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن سورية «لم تدع ولن تحضر الاجتماع»، وكذلك حال إيران. والجدير بالذكر أن الاجتماع يلتئم بغياب تمثيل لبناني. غير أن غياب دمشق وطهران عن الاجتماع لن يحول دون عقد لقاءات ثنائية ستتناول الوضع اللبناني. وقالت المصادر العربية والفرنسية إن الوزير كوشنير سيجتمع مع نظيريه السوري والإيراني، في الكويت. وإذا حصل اجتماع كوشنير ـ المعلم فسيكون الأول، منذ أن أعلن الرئيس ساركوزي من القاهرة في 27 ديسمبر (كانون الاول) وقف الاتصالات العالية المستوى مع السلطات السورية، بسبب دور دمشق السلبي في لبنان وعدم تنفيذها للوعود التي أغدقتها على فرنسا.

أما بخصوص إيران، فإن باريس التي تلتزم موقفا متشددا من الملف النووي الإيراني، ما زالت تعول على موقف إيجابي لطهران في لبنان، حيث لها حساباتها المختلفة عن الحسابات السورية. وما زالت المصادر الفرنسية ترفض القول إن هناك مبادرة فرنسية جديدة في لبنان وتحصر غرض اجتماع الكويت، مثلما قالت مصادر دبلوماسية عربية بثلاثة: توفير مزيد من الدعم للمبادرة العربية، التي ترى أنها الوحيدة المطروحة في الوقت الحاضر، والتعويض عن غياب لبنان عن القمة العربية في دمشق، وتوجيه رسالة قوية عربية ودولية حول التمسك بانتخاب رئيس للجمهورية.

وكانت باريس تتدارس مجموعة أفكار لإخراج لبنان من أزمته السياسية، وعلى رأسها اثنتان: مؤتمر سيل سان كلو رقم 2 أو مؤتمر شبيه بمؤتمر باريس 3. والأول يركز على الحوار الداخلي اللبناني، بينما الثاني يعالج البعدين الإقليمي والدولي للملف اللبناني. غير أن الأمور مرهونة بما سيفضي اليه اجتماع الكويت. وعلى أي حال، ستكون باريس في موقع أقوى بعد تسلمها للرئاسة الأوروبية بداية يوليو (تموز) القادم من أجل إطلاق مبادرات جديدة باسم الاتحاد الأوروبي، وليس فقط باسم فرنسا. وتبدو قراءة باريس للأزمة اللبنانية متشائمة، إذ أنها ترجح امتدادها الى الانتخابات الأميركية، لا بل الانتخابات النيابية في لبنان ربيع العام القادم.