كارتر: حماس مستعدة للاعتراف بإسرائيل لكن واشنطن وتل أبيب لا تساعدانها

في ختام جولته التي شملت 5 عواصم عربية وتل أبيب

TT

اختتم الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، امس زيارته للمنطقة التي شملت اسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والاردن وسورية والسعودية، بمؤتمر صحافي في تل أبيب، اعلن فيه انه من خلال لقاءيه المطولين مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في دمشق، توصل الى الاستنتاج بأن الحركة مستعدة للاعتراف بإسرائيل في اطار اتفاق سلام. لكنه قال ان القيادات الاسرائيلية والأميركية ترفض مساعدتها على التقدم بخطوة كهذه من جراء مقاطعتها وفرض حصار دولي عليها.

وقال كارتر، في كلمة ألقاها أمام المجلس الاسرائيلي للعلاقات الخارجية، أمس، ان مشعل قال له بوضوح ان حماس توافق على التسوية مع اسرائيل على أساس اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يتم ذلك في المفاوضات التي يجريها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، شرط أن يُعرضَ أيُّ اتفاق يتوصلان اليه حتى لو اختلفت مع بعض بنوده، على استفتاء حر للشعب الفلسطيني ويحظى بالأكثرية. واضاف كارتر ان مشعل قال له ان حماس ستعترف بإسرائيل، إذا كان هناك اتفاق أنجز والشعب صادق عليه.

وهذا يعني حسب كارتر ان حماس لن تعرقل جهود الرئيس محمود عباس (ابو مازن) الرامية للتوصل الى اتفاق، لكنها اشترطت ان تسبق أيَّ استفتاء على اتفاق سلام، مصالحة بينها وبين حركة فتح التي يتزعمها ابو مازن.

وسئل كارتر عن رأيه في الانتقادات التي يتعرض لها في القيادات الرسمية الاسرائيلية والأميركية، بسبب لقاءيه مع مشعل، فقال ان «المشكلة ليست في لقاءاتي، بل في الرفض الاسرائيلي ـ الأميركي للحديث مع أصحاب الشأن في القضايا التي تهم شعوب المنطقة». ولكن كارتر أوضح ان حماس أيضا خيبت آماله ورفضت وساطته للتهدئة وحتى لصفقة تبادل الأسرى، وقال: «انهم يحبذون الوساطة المصرية التي تعتبر جيدة ومجدية ولكنها طويلة الأمد، ولا يريدون وساطة أخرى قد تغضب المصريين وتجعلهم يحسبون ان حماس تخلت عن وساطتهم». وكشف انه التقى مع مشعل لمدة سبع ساعات، وانه أمضى ساعتين منها في الحديث عن صفقة تبادل الأسرى. وأكد ان مشعل رفض كل اقتراحاته بخصوص إبرام الصفقة، قائلا: «اقترحت عليه أن يطلق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط الى مصر والسماح لذويه بأن يقابلوه في القاهرة، وفي المقابل، تطلق اسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين من المرضى والنساء والأطفال وألوف الأسرى الفلسطينيين الذين أدينوا بتهم لا تتسم بالعنف». كما رفض مشعل اقتراحا بالتهدئة لمدة شهر، تمتنع فيه التنظيمات الفلسطينية عن اطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الاسرائيلية، مقابل وقف عمليات الاغتيال والاجتياح وسائر العمليات العسكرية الاسرائيلية. ورفض مشعل اقتراحاً بتشكيل حكومة تكنوقراطيين غير سياسيين في السلطة الفلسطينية. وأضاف كارتر ان مشعل وافقَ على اقتراح بالاتاحة للأسير الاسرائيلي شاليط أن يبعث برسالة أخرى لذويه يطمئنهم فيها على وضعه الصحي، علما بأن مشعل أخبره بشكل مؤكد ان شاليط يتمتع بصحة جيدة، وان هذه الرسالة قد تصل في غضون أيام خلال عيد الفصح العبري، الذي سينتهي يوم الأحد المقبل. كما قال كارتر ان مشعل وافق على اعادة تفعيل معبر رفح بين قطاع غزة ومصر بأيدي حرس الرئاسة الفلسطينية واشراف مراقبين أوروبيين، شرط أن ينسق هؤلاء عملهم مع مصر وليس مع اسرائيل. وكان كارتر قد اجتمع مرة أخرى مع نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير العمل والرفاه، ايلي يشاي، وهو رئيس حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس)، وأبلغه ان مشعل أعرب عن ارتياح حماس من إعلانه الاستعداد للقاء مشعل للتفاوض معه حول تبادل الأسرى والتهدئة. واتفق معه على السفر الى مصر في القريب، حتى يكون هذا اللقاء في اطار الجهود المصرية للوساطة. ونقل كارتر على لسان مشعل انه يعتقد بأن الاتصالات الاسرائيلية مع حماس على صعيد السياسيين والعسكريين تبلغ حافة الفشل، وانه حان الوقت لأن تنتقل الى مستوى رجال الدين من الطرفين، الذين يجمع بينهم خلفية واحدة هي الايمان بالله الواحد والأديان السماوية. يذكر ان اسرائيل قاطعت رسمياً زيارة كارتر، ولكن يشاي التقاه مرتين، بمعرفة رئيس الوزراء أولمرت وموافقته، بينما استقبله الرئيس شيمعون بيريس.