حماس اقتحمت معبر كرم أبو سالم بثلاث آليات مطلية باللون الإسرائيلي

تحقيق داخلي للجيش حول إصابة 13 جندياً جنوب غزة

TT

أسفر التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش الاسرائيلي حول عملية حركة حماس الجريئة في معبر «كرم أبو سالم» (كيرم شالوم)، أقصى جنوب قطاع غزة، عن نتيجة مفادها ان هذه العملية استهدفت خطف جندي اسرائيلي يضاف الى الأسير جلعاد شاليط، ولكن يقظة ضابط بدوي في الجيش أدت الى إفشال العملية. وإثر ذلك، قررت قيادة الجيش الاسرائيلي اغلاق جميع المعابر الاسرائيلية مع غزة، حتى تنهي ترتيب مسألة الضمانات الأمنية فيها من جديد. ووصفت لجنة التحقيق الداخلي في الجيش، ما جرى يوم السبت الماضي في معبر «كرم ابو سالم»، على النحو التالي:

تقدمت ثلاث آليات تابعة لقوات حماس الى معبر «كيرم شالوم» بطريقة تمويهية. فقد حاولت هذه القوات التظاهر بأنها قوة اسرائيلية، فضمت سيارتي جيب عسكريتين مطليتين بنفس لون طلاء سيارات الجيش الاسرائيلي وسيارة مجنزرة تسير وراءهما بلون مشابه، وسارت الآليات الثلاث بنفس طريقة سير الآليات الاسرائيلية. ومع دخولها الى المعبر، قصفت قوات أخرى من حماس المعبر بقذائف هاون من داخل قطاع غزة، بهدف إشغال الجنود بالقصف وعدم الانتباه للسيارات العسكرية.

وكان الهدف، حسب لجنة التحقيق، تفجير السيارتين العسكريتين قرب الجنود الاسرائيليين الموجودين بشكل مكثف على هذا المعبر، لقتل أكبر عدد منهم، ومن ثم اختطاف أحدهم حيا أو جريحا بواسطة السيارة المجنزرة والهروب به الى القطاع لينضم الى الجندي الأسير شاليط. ولكن يقظة الضابط العربي في وحدة الدوريات البدوية، وحيد، الذي يحمل رتبة رائد في الجيش الاسرائيلي من جهة وفشل أداء رجال حماس من جهة ثانية والتدرب المسبق على مثل هذه العمليات من جهة ثالثة، أجهضت المخطط، فانتهى بتصفية رجال حماس المشاركين في العملية أجمعين.

لكنهم فجروا السيارة الأولى بالقرب من موقع عسكري كان خاليا في تلك اللحظة ولم تقع اصابات في صفوف الجنود، وعندما تقدمت السيارة الثانية، انتبه الرائد وحيد إليها وعرف انها ليست اسرائيلية مع انها تحمل شارات السيارات العسكرية الاسرائيلية، فأمر جنوده بالاختباء في المصفحات. ونجح غالبيتهم في الاختباء. وأصيب مَنْ لم ينجح، وبلغت الاصابات ثمانية، ثلاث منها متوسطة والباقية خفيفة.

وأكد التقرير ان حماس خططت لعدة عمليات تفجير أخرى في المنطقة في آن واحد، ولكن مخططها لم ينجح. ففي بعض الأماكن تراجعوا، بسبب وجود قوات الجيش بشكل مكثف. والعملية الثانية تمت في الوقت نفسه تقريبا الذي وقعت فيه عملية «كيرم شالوم»، ولكن في منطقة أخرى على الحدود تماما ما بين اسرائيل وقطاع غزة. فقد تقدمت من الشريط الحدودي سيارة مجنزرة، استهدفت اختراق الحدود والتقدم الى الأمام، ربما لاختطاف جندي اسرائيلي أو أكثر. فانتبه نائب قائد الكتيبة البدوية اليها، فصاح بقائده يخبره ويحذره، فأمر هذا بإطلاق صاروخ نحوها، فانفجرت ودمرت في الحال. وقال اللواء يوآف غلانت، قائد اللواء الجنوبي للجيش الاسرائيلي، ان هذه العملية المزدوجة، هي قفزة كبيرة في نشاط رجال حماس العسكري، لم تشهد اسرائيل مثلها منذ تطبيق خطة الفصل. وهو يعني الشيء الكثير بالنسبة لاسرائيل، لأنها تدل على تطور جدي في قوة حماس العسكرية وحسن التدريب. وقال ان قواته ستختار الوقت الملائم والشكل الملائم للرد على هذه العملية. ولمح الى انه ينوي الاقتراح على الحكومة ان تأمر بإغلاق معبر «كيرم شالوم» مهما تكن النتائج، مع العلم أن 200 سيارة شحن تعبره في كل أسبوع من اسرائيل الى قطاع غزة. وقال معللا نيته هذه: «ان حماس تستغل كرمنا وانسانيتنا بشكل ساخر قميء. فنحن نفتح المعبر لدوافع انسانية فنمرر الطعام والأدوية وغيرهما من العناصر الحيوية، وهم يخططون وينفذون التفجيرات الارهابية وبشكل خاص في هذين المعبرين (يقصد بالمعبر الثاني «ناحل عوز»، المخصص لنقل الوقود)، كأنني بهم يريدوننا أن نغلق المعبرين وندهور حياة السكان في قطاع غزة». وأجمع القادة الاسرائيليون على تقويم التطور في قوة حماس العسكرية، وقال أحد كبار الضباط: «أمامنا قوة جدية تذكرنا بقوة حزب الله وقدراته القتالية. وعلينا ألا نشعر بالارتياح إزاء تمكننا من إفشال عمليات حماس الأخيرة. فهذه العمليات تحفز هذا التنظيم على تكرار التجربة حتى تنجح، وعليه يجب أن ننتقل بأقصى السرعة من الدفاع عن النفس في مواجهة حماس الى الهجوم الكاسح». وعاد وزير المواصلات، شاؤول موفاز، (وهو وزير الدفاع الأسبق ورئيس أسبق لأركان الجيش)، الى اقتراحه ضرورة وضع خطة شاملة لضرب حماس، تبدأ فورا باغتيال عددٍ من قادتها.