ولش يؤكد لـ «الشرق الأوسط» عدم مشاركة سورية ومصادر فرنسية تقول إن حضورها يعيق التوصل إلى نتائج

اجتماع هامشي في الكويت مخصص للبنان تشارك فيه 4 دول كبرى و7 دول عربية.. وإيران وسورية غير مدعوتين

TT

اختصرت فرنسا هدف الاجتماع العربي ـ الدولي الموسع الذي ينعقد اليوم في الكويت بمبادرة من دبلوماسيتها على هامش مؤتمر الجوار العراقي بـ«دعم جهود الجامعة العربية» الساعية الى ملء الفراغ الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية وإخراج لبنان من أزمته السياسية.

وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في العاصمة الفرنسية ان «المساعي الفرنسية تبدو، الى حد بعيد وكأنها محاولة لإنقاذ المبادرة العربية» التي تراوح منذ أشهر مكانها والتي يقول عنها المسؤولون الفرنسيون في مجالسهم الخاصة إنها «أسلمت الروح عمليا وإن كانت لا تزال قائمة نظريا».

ووصفت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، باسكال أندرياني، اجتماع اليوم بأنه «غير رسمي»، وقالت انه تشاوري وسيضم، وفق الخارجية، أربع دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي هي فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا إضافة الى دولتين أوروبيتين تشاركان في قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وهما إيطاليا وألمانيا. كما سيضم الاجتماع سبع دول عربية هي: لبنان ومصر والمملكة السعودية والإمارات والكويت وقطر والأردن إضافة الى الأمين العام للجامعة العربية وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة.

وستغيب سورية عن الاجتماع الذي لم تُدع اليه ومثلها في ذلك إيران. وإذا كانت الناطقة باسم الخارجية لم تجب بدقة عن سؤال يتناول لقاء وزيري خارجية فرنسا برنار كوشنير، وسورية وليد المعلم في الكويت، إلا أن مصادر دبلوماسية فرنسية وعربية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الوزيرين سيلتقيان في الكويت، وإن كوشنير سيعقد اجتماعا مماثلا مع نظيره الإيراني منوشهر متكي.

وسيكون اجتماع كوشنير ـ المعلم اليوم، هو الأول في نوعه منذ أن أعلن ساركوزي من القاهرة في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن فرنسا ستعلق اتصالاتها السياسية العالية المستوى مع سورية بانتظار أن تظهر دمشق وبشكل ملموس أنها تلعب دورا إيجابيا في الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقالت مصادر فرنسية، في باب شرح استبعاد سورية عن الاجتماع، إن المنظمين «ارتأوا أن تدعى الأطراف نفسها التي شاركت في اجتماع اسطنبول قبل ستة أشهر والتي لم تكن سورية بينها». وثمة سبب آخر أشارت اليه المصادر الفرنسية التي تحدثت اليها «الشرق الأوسط» أمس وهو أن دعوة سورية «كانت ستنزع عن الاجتماع صراحته وإمكانية تناول الموضوع اللبناني بكل حرية». والحال أن غرض الاجتماع الحقيقي هو مزدوج: الأول، أن يتعرف المشاركون «على طبيعة وتفاصيل الأسباب التي حالت دون نجاح المبادرة العربية، ما يعني أن حضور المعلم سيدخل الاجتماع في نقاشات حادة ومتاهات لن يكون معها ممكنا التوصل الى نتائج ما». واختصرت المصادر الفرنسية ذلك بالقول: «لسنا متأكدين من أن حضور سورية كان سيسهل الاجتماع». أما الهدف الثاني فهو «دراسة ما يمكن القيام به عمليا من أجل مساعدة موسى والتغلب على العقبات التي حالت دون نجاحه حتى الآن».  ومن الكويت، أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد وولش، لـ«الشرق الأوسط» أن «سورية غير مدعوة» الى الاجتماع حول لبنان، مضيفاً أن «هناك دولا عربية رئيسية لن تشارك في الاجتماع إذا شاركت سورية». وعند سؤاله عن تحديد هذه الدول، قال «مثلما لم تشارك الدول بمستوى عال في القمة، لم تكن ستشارك في الاجتماع إذا حضرت سورية». إلا أن وكيل وزارة الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، نفى وجود أي نية لعزل سورية عن أي اجتماع يعقد على هامش المؤتمر، مؤكداً أهمية سورية كدولة في المنطقة.