البطريرك الماروني: هذه المرة الأولى منذ عام 1920 التي يبقى فيها لبنان من دون رئيس لـ5 أشهر

TT

دعا البطريرك الماروني نصر الله صفير الى انتخاب رئيس للجمهورية لأن «الفراغ مرفوض»، ودعا «النواب المتلكئين» الى «تلبية نداء الواجب والوطن» لأن مقاطعة جلسات الانتخاب «أمر شاذ». وأكد أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان لا يزال مرشحا توافقيا، مشددا على ان «تعطيل انتخاب الرئيس ليس مؤامرة على المسيحيين فحسب وانما على جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين».

وأسف صفير لجريمة زحلة، وأمل ألا تتكرر هكذا حوادث، وقال: «يجب ألا تصل الأمور الى ما وصلت اليه في زحلة. وعلى المواطنين أن يعرفوا كيف يتصرفون ويعيشوا بعضهم مع البعض باحترام متبادل وفي حد أدنى من الألفة والهدوء والطمأنينة. تعود الناس ان يتساهلوا في شؤونهم الخاصة السياسية وغير السياسية، ولكن ما كنا نتوقع ان يصل الأمر الى هذا الحد من العنف، وان يسقط الجرحى والقتلى. ولذلك اننا نستنكر مثلكم هذا الأمر. ويجب ان يبقى الجدال على صعيد الكلام، وإن قيل ان الحرب أولها كلام». وتابع صفير متحدثا عن انتشار السلاح بيد اللبنانيين وقال: «القاعدة تقول ألا يكون هناك سلاح بين المواطنين. وعلى الدولة أن تجمع السلاح، لكن هناك فئات عدة في أيديها سلاح. وهذا ربما يشجع الذين ليس في ايديهم سلاح على التسلّح».

وسئل البطريرك اذا كانت الجريمة تستدعي مبادرة من بكركي لجمع القيادات المسيحية، فأجاب: «نحن حاولنا أن نجمع جماعة 14 آذار، وفي اليوم التالي جماعة 8 آذار، ولكن لم نوفق. وقيل لنا لا حاجة الى هذا الاجتماع وإن كلا من الجماعتين سيبعث بمندوبين، وبالتالي لم يحدث شيء. ولا يمكننا ان نجترح العجائب». وأضاف: «نحن نقوم بما يمكننا أن نقوم به لجمع الصف والكلمة. وأحيانا كثيرة نقول ما يجب قوله. ولكن هل جميع الناس يسمعون ما نقول ويعملون به؟».

وردا على سؤال عن امكان حصول مشكلات داخل المسيحيين، قال: «نتمنى ان يبقى الخلاف على صعيد الكلام ولا ينتقل الى القتل والعنف. ولكن لا ندري ماذا يخبأ لنا. اذا كان هناك بعض الناس يريدون ان يوقعوا بالبلاد وبأبنائها، فهذا يجب ان يتنبه له الجميع». وعما اذا كان يربط الحادث بالحركات الشعبية المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، قال: «ربما هذا تفسير لكن هناك تفسيرات عدة. إنما الوضع كما هو في لبنان سيئ. وهذا يحدث للمرة الاولى منذ سنة 1920. عادة، كان الرئيس ينتخب قبل شهرين على ما نص القانون او استثناء قبل 6 أشهر. ولكن ان تبقى البلاد من دون رئيس خمسة أشهر فهذا أمر شاذ يستنكره جميع اللبنانيين. ويجب أن يعملوا جاهدين لانتخاب رئيس جديد». وعما إذا كان يؤيد التحركات الشعبية المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، قال: «ان هذه التحركات تطالب بأن يكون هناك رئيس. ولا يصح ان يكون الفراغ على صعيد رئاسة الجمهورية في لبنان. لكننا نتمنى ألا يحصل في هذه التحركات ما حصل في زحلة بالأمس»، مؤكدا ان «الفراغ مرفوض». وعن مبادرة الرئيس بري الأخيرة الداعية الى الحوار، قال: «نعود الى ما حدث سابقا حين كان أعضاء المجلس يجتمعون في حوار شبه دائم، ولكن هذا لم يعط شيئا. ثم استأنفوا الحوار خارج المجلس ولم يعطِ شيئا أيضا. فإذا كانوا اليوم يريدون ان يجتمعوا ليكون هناك موضوع إيجابي فليكن ذلك».