في ما بدا أنه دعوة لتفعيل الدور المصري في أفريقيا عقب انتقادات عديدة وجهها محللون سياسيون للنظام المصري لتجاهله ذلك، نظم أمس المجلس المصري للشؤون الأفريقية بالتعاون مع وزارة الخارجية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ندوة بعنوان «نحو رؤية لاستراتيجية جديدة لمصر تجاه أفريقيا» وتستمر لمدة ثلاثة أيام. في كلمته قال الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية «إن المجلس وهو يتطلع إلى تعظيم دور مصر في أفريقيا وتعزيز تواجدها بين دول وشعوب القارة، يحدوه الأمل في تنامي التعاون وتكثيف الاتصال بينه وبين كافة الأطراف الرسمية وغير الرسمية المعنية بالشأن الأفريقي لتأمين مصالح مصر الوطنية والقومية في اتساق مع مصالح دول وشعوب القارة الأفريقية التي تعتز مصر وتفتخر بالانتماء إليها».
من جانبه أوضح السفير شامل ناصر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية أن «أفريقيا تمثل أولوية متقدمة للدبلوماسية المصرية وأن محاولات فصل مصر عن محيطها الأفريقي يحرم القارة من إسهاماتها الحضارية».
وأشار ناصر إلى أن استراتيجية مصر في أفريقيا تهدف إلى تأمين مصالحها المصرية فيها، مؤكدا أن الدور المصري «سيظل رئيسيا غير أن العالم يتغير من حولنا». ونفى ناصر تراجع الدور المصري في القارة السمراء «ولكنه اختلف باختلاف المتغيرات العالمية الجديدة، حيث كان في الماضي يهدف إلى استقلال الدول الأفريقية من خلال تبني حركات التحرر»، مشيرا إلى أنه بحصول القارة على استقلالها وانتهاء نظام الفصل العنصري أصبحت هناك تحديات أخرى تواجه القارة، وأهم هذه التحديات تحقيق التنمية بأبعادها والتكامل الإقليمي والاندماج بين دولها، واستطرد قائلا: «هذان الاتجاهان هما المحركان الرئيسيان للنهوض بالقارة إلى جانب مسألة تحقيق الأمن وتصفية النزاعات».