أسقف سابق يفوز بالانتخابات الرئاسية في الباراغواي

أخرج الحزب الحاكم بعد 61 عاما في السلطة

TT

حقق أسقف سابق في باراغواي فوزا تاريخيا بالانتخابات الرئاسية في هذه البلاد، واحتفلت جماهير حاشدة في الباراغوي بالفوز التاريخي للأسقف السابق فرناندو لوغو مرشح ائتلاف اليسار في الانتخابات ليصبح رسميا الأحد رئيسا لهذا البلد، منهيا بذلك هيمنة حزب كولورادو المحافظ طيلة 61 عاما.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان انصار الرئيس الجديد في تجمعوا في وسط اسونسيون امام ساحة الأبطال حيث توقف موكب من السيارات انتصب اطفال على جزئها الأمامي وسط سيل بشري يضم شبان ومسنين وعائلات قدمت بكامل أعضائها وهم يلوحون برايات ائتلاف اليسار الزرقاء احتفالا بفوز فرناندو لوغو «اسقف الفقراء».

والاسقف السابق هو أول رئيس للباراغواي لا ينتمي الى حزب كولورادو منذ العام 1947. وسيتسلم مهامه في 15 اغسطس (آب) المقبل. وكان آلاف من انصار الرئيس المنتخب نزلوا الى شوارع اسونسيون ليبدأوا الاحتفال بفوزه التاريخي وإبعاد حزب كولورادو عن الحكم، قبل صدور النتائج الرسمية، ومع توالي الاعلانات التي رجحت حصول «التغيير» السياسي، كان الحشد الجماهيري يكبر ويكبر والشائعات تتسع مترافقة مع اطلاق ابواق السيارات ودوي المفرقعات والأسهم النارية.

كما علت صيحات الجماهير وأناشيدهم وهم يقولون «نيكانور يرحل، نيكانور يرحل» هازئين من الرئيس المنتهية ولايته نيكانور دوارتي، و«لوغو لديه قلب». والمرة الاخيرة التي حصلت فيها تظاهرة جماهيرية جذلة تعود الى سقوط الدكتاتور الفريدو ستروسنر في العام 1989.

وبحسب المحمكة الانتخابية فقد فاز فرناندو لوغو بالانتخابات الرئاسية بـ840.8 في المائة من الاصوات، مقابل 30.8 لمنافسته بلانكا اوفيلار مرشحة حزب كولورادو الحاكم. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 65 في المائة. وفور اعلان النتائج الرسمية انضم فرناندو لوغو الى الحشود في وسط اسونسيون حيث قال: «نطلب منكم عدم تركنا لوحدنا، ان الديمقراطية سنصنعها معا». وأقر الرئيس دوارتي بفوز لوغو وتعهد «بالتعاون بفعالية لانتقال السلطة في مناخ سلمي وتفاهم وروح بناءة».

وكانت اوفيلار اقرت بهزيمتها في وقت سابق في مؤتمر صحافي مقتضب. وقالت «اقر بفوز فرناندو لوغو»، موضحة انها وحزبها «نقر بكل وقار بأن النتائج باتت في هذه المرحلة في اتجاه واحد».

وبعيد إعلان التوقعات الرسمية التي رجحت فوزه تمنى لوغو في مؤتمر صحافي «ألا تعرف الباراغوي في المستقبل فقط بفسادها وفقرها بل بنزاهتها». كما تمنى «ألا تعتمد بعد اليوم مطلقا اي سياسة ترتكز الى المحاباة والرشوة مما يؤدي الى كثير من الاضرار». وقال ايضا «ان ثبتت هذه النتائج فسنكون منفتحين للقاء جميع ممثلي المجتمع الدولي من اجل العمل على الاندماج الحقيقي للمنطقة والقارة».

ومع فوز لوغو وأنصاره باتت السوق المشتركة الاقليمية «مركوسور» التي تضم الارجنتين والبرازيل والاوروغوي والباراغوي اضافة الى الدول الشريكة تشيلي وبوليفيا وفنزويلا في طريق الاندماج، لا تضم سوى حكومات يسارية.

وكان فرناندو لوغو الملقب بـ«أسقف الفقراء» قد تخلى عن ثوبه الكهنوتي في ديسمبر (كانون الاول) 2006 لقيادة ائتلافه «التحالف الوطني من اجل التغيير» الى الانتخابات. ومنذ ذلك الحين لم تكف شعبية المرشح الذي يصف نفسه بـ«التقدمي» عن الصعود في هذا البلد الذي يعيش ثلث سكانه البالغ عددهم ستة ملايين نسمة تحت خط الفقر.