خلافات داخل جبهة التوافق حول تسمية الوزراء.. والعودة للحكومة مرهونة بـ«ضمانات أخيرة»

العليان يريد «دماء جديدة».. وقيادي في الحزب الإسلامي يرد: عائدون بقوة ولا مجال للفشل

TT

أكد قياديون بارزون في جبهة التوافق العراقية، أن الأسبوع الحالي سيشهد عودة الجبهة الى الحكومة وتسمية الوزارات التي تشغلها، غير انهم أكدوا في الوقت ذاته وجود خلافات حول تسمية الوزراء تمثلت بإصرار مجلس الحوار الوطني، أحد مكونات الجبهة، على تسمية الوزراء من خارج مجلس النواب.

وقال عدنان الدليمي، زعيم جبهة التوافق إن قرار العودة هو قرار «نهائي» وان المناقشات تجري داخل الجبهة لتحديد اسماء الوزارات التي انسحبت منها فضلا عن وزارات أخرى. وقال الدليمي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد، ان «وزاراتنا ستعود الينا وربما تضاف اليها وزارة او وزارتان». وأوضح أن الجبهة ستحصل على وزارة بديلة لوزارة التخطيط التي رفض وزيرها علي بابان الانسحاب منها تنفيذا لرغبة الجبهة، وقال الدليمي «لا بد ان نعطى وزارة بديلة عنها». ورفض الدليمي الافصاح عن ابرز الاسماء المرشحة للمناصب الوزارية، وقال انه لا يمكن الاعلان عنها حتى يوافق رئيس الوزراء نوري المالكي عليها.

غير ان الدليمي أقر بوجود خلافات على تسمية الوزراء، وأضاف ان «الخلاف يجري في كل شي وان الخلاف مشروع، وأتمنى ان تسوى الخلافات بالتراضي وألا يكون الخلاف محتوما».

وكانت جبهة التوافق العراقية، اكبر الكتل السنية في البرلمان (44 مقعدا)، قد انسحبت من الحكومة مطلع اغسطس (آب) العام الماضي إثر عدم استجابة الاخيرة لمطالب الجبهة التي تمثلت في اطلاق سراح المعتقلين وإعطاء الجبهة دورا اكبر في القرار الحكومي. ولدى جبهة التوافق 5 وزارات بالإضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء. كما انها تتكون من ثلاث كتل سياسية، الاولى الحزب الاسلامي العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي والثانية مجلس الحوار الوطني بزعامة الشيخ خلف العليان والثالثة مؤتمر اهل العراق بزعامة الدليمي. ومن جانبه، أكد العليان أن عودة الجبهة «وشيكة»، غير انه اضاف قائلا إن هناك بعض الاعتراضات حول اسماء المرشحين لشغل المناصب الوزارية.

وقال العليان لـ«الشرق الاوسط» بعد ساعات من وصوله الى بغداد قادما من العاصمة الاردنية عمان من اجل اجراء مباحثات حول تسمية الوزراء، إنه معترض على عدم ترشيح اسماء من خارج البرلمان الى المناصب الوزارية، وأضاف أنه تم ترشيح أسماء عن مجلس الحوار، الذي يتزعمه، لم يكن هو قد رشحهم لتلك المناصب.

وقال العليان إنه جرى ترشيح عدد من النواب البارزين للمناصب الوزارية مثل ظافر العاني وسلمان الجميلي وحسين الفلوجي ورافع العيساوي، وأضاف أنه كان ايضا قد رشح لمنصب نائب رئيس الوزراء. وأوضح قائلا «يقال انه أنا مرشح (لمنصب نائب رئيس الوزراء) بدون علمي ولا موافقتي، أنا لا أريد هذا الترشيح، نريد اشخاصا من خارج الكتلة، لا يمكن ان نكون برلمانيين ووزراء في ذات الوقت، هناك أناس آخرون ونريد اضافة دماء جديدة من اصحاب الكفاءات». من ناحية ثانية، قال العليان إن جبهة التوافق ستعود الى الحكومة الاسبوع الحالي، وان الحكومة نفذت عددا من مطالب الجبهة وشرعت بتنفيذ عدد آخر مثل قانون العفو العام. وأضاف أن الحكومة «جادة» في معالجة موضوع المهجرين واللاجئين وتأمين عودتهم واحتياجاتهم، فضلا عن تحقيق التوازن في أجهزة الجيش والشرطة. وأضاف أن الثقة بدأت بالعودة بين الجبهة والحكومة وان هنالك تفاهما بين الطرفين.

الى ذلك، قال سليم عبد الله المتحدث باسم الجبهة، والنائب عن الحزب الاسلامي العراقي، ان «الحديث داخل جبهة التوافق قد تجاوز امر هل تعود الجبهة ام لا تعود، فليس هنالك معارض على العودة الى الحكومة». وأضاف قائلا «الحديث الآن عن ما هي الوزارات ومن هم المرشحون وما هي الضمانات الاخيرة التي من الممكن ان تسفر عن لقاء مرتقب بين المالكي والهاشمي وما هي تعهدات الحكومة لو عادت الجبهة».

وقال عبد الله ان هنالك لجنة شكلت داخل جبهة التوافق لتسمية الوزراء. وأعرب عن أمله في ان تنتهي من عملها اليوم، غير أنه أقر بوجود خلافات داخل الجبهة حول تسمية المرشحين، لكنه أضاف أنها «لا ترقى لمستوى أزمة».

ووصف عبد الله اعتراضات العليان على تسمية الوزراء بأنها «آراء شخصية»، وأضاف متسائلا «هل يستطيع مجلس الحوار ان يأتي بشخصيات تدير الوزارات (من خارج البرلمان).. نحن مقبلون بقوة على الحكومة بعد انقطاع واننا نأتي لننجح ولا محل للتجارب او الفشل». وقال ان النواب اكتسبوا خبرة طوال المدة الماضية من خلال عملهم في البرلمان وانهم الاقدر على ادارة المناصب الوزارية، وأكد عبد الله أنه تم ترشيح العليان بالفعل لمنصب نائب رئيس الوزراء، لكنه اضاف قائلا إن العليان الآن «بعيد كل البعد عن هذا الترشيح».