الأمم المتحدة: مصير كركوك بحاجة لحل سياسي

مبعوثها إلى العراق: التعجل بالاستفتاء قد يفجر العنف

TT

حذر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى العراق من السعي الى تقرير مصير مدينة كركوك من خلال استفتاء يجرى بشكل متعجل، داعيا الى تسوية هذا الملف عبر صيغة سياسية.

وصرح ستيفان دي ميستورا بأن التوصل لتسوية سلمية بشأن مصير المدينة التي تقطنها أعراق عدة والتي وصفها بأنها «أم القضايا» في العراق سيكون عاملا حيويا للاستقرار على المدى البعيد.

وترى الأقلية الكردية التي تسيطر على إقليم كردستان الشمالي كركوك عاصمة تاريخية لها. أما العرب الذين شجعوا على الاستقرار هناك خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين فيريدون أن تظل المدينة تابعة لحكومة بغداد المركزية. وكان من المقرر إجراء استفتاء بنهاية عام 2007 لتحديد مصير كركوك، لكنه تأجل ستة أشهر لأسباب عدة من بينها منح الأمم المتحدة وقتا للتوصل لمقترحات من أجل حل القضية. ويقول محللون إن التصويت على مصير كركوك حيث يوجد واحد من أكبر الحقول النفطية في العالم قد يفجر أعمال عنف.

وقال دي ميستورا لوكالة رويترز «ينبغي حل (وضع) كركوك من خلال صيغة سياسية يشعر فيها الجميع سواء الاغلبية أم الأقلية بالراحة». وأضاف «لن يتمكن أي استفتاء من حل المسألة ولن يكون هناك سوى صراع مستمر. وآخر ما يحتاجه العراق هو صراع بشأن كركوك». وبعد محادثات في بروكسل الاسبوع الماضي بين مسؤولين في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، قال دي ميستورا إن الامم المتحدة ستقترح صيغة بحلول 15 مايو (أيار) لحل الصراعات على عدد من المناطق المتنازع عليها في العراق وان هذه المعادلة قد تكون نموذجا لكركوك. وذكر أنه سيطرح خيارات حتى يتسنى للعراق تحديد السلطة التي ستتبعها أربع مناطق متنازع عليها لم يذكرها بالاسم. ولن تشمل هذه المناطق كركوك. وقال دي ميستورا إن هذه المناطق قد تكون أكثر من أربعة وتقع قرب كركوك. وأضاف أن طرح مقترحات بشأن تحديد المسؤولية الادارية عن هذه المناطق المتنازع عليها ربما يصلح نموذجا لكركوك التي تقع على بعد 250 كيلومترا شمال بغداد. وذكر أنه ينبغي توفير الحماية للأقليات بموجب أي اتفاق وأن الاستفتاء لن يكون الحل الى حين التوصل لتسوية سياسية. والمناطق المتنازع عليها يسكنها خليط من العرب والأكراد.

وتابع دي ميستورا قائلا «ما من شك في أن كركوك هي منطقة حيوية بالنسبة للعراق والمنطقة. كما أصبحت رمزا لما يمكن أن يكون مصالحة وطنية أو صراعا كبيرا محتملا ربما يشهد تدخلا اقليميا». وتخشى تركيا من أن يبسط الاكراد سيطرتهم على كركوك ويحولونها الى عاصمة لدولة جديدة، الأمر الذي قد يؤجج من جديد النزعة الانفصالية لدى الاقلية الكردية التركية الكبيرة التي تعيش في أراضيها. ورفض دي ميستورا الاجابة عن سؤال بشأن ما اذا كان التكوين العرقي لكركوك يتغير، لكنه قال ان الامم المتحدة تحاول الحصول على صورة دقيقة بشأن سكان المدينة. وعرضت الحكومة العراقية تعويضات على العائلات العربية مقابل العودة الى بلداتها الاصلية. لكن العرب والتركمان يتهمون الاكراد بمحاولة طردهم من المدينة.