السلطة تعلن قرب التوصل إلى وقف النار وحماس تقول إن الكرة في الملعب الإسرائيلي

مصر تقترح تشكيل حكومة تكنوقراط بدون مشاركة فتح وحماس

TT

أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، عن قرب التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وذلك بوساطة مصرية. وقال «سيكون هناك شيء ايجابي قريبا». بينما قال اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في غزة «ان الكرة اصبحت في الملعب الاسرائيلي الآن». وقال المالكي في مؤتمر صحافي في مدريد «اعتقد اننا اصبحنا قريبين من الاعلان عن وقف لاطلاق النار في قطاع غزة، سيسمح برفع الحصار عن المنطقة الحدودية، كما ينهي عمليات التوغل الاسرائيلية في القطاع واطلاق الصواريخ من قبل حماس على جنوب اسرائيل».

وجاءت تصريحات المالكي في الوقت الذي اعلنت فيه حماس، ضمنيا، موافقتها على التهدئة. وقال اسماعيل هنية «نؤكد أن الكرة في الملعب الإسرائيلي، في مواجهة الإجماع الوطني» واضاف «نريد كسر الحصار وفتح المعابر وتوقف العدوان، وأن نعيش حياة كريمة عزيزة».

وقال هنية، في حفل افتتاح مستشفى جديد للاطفال في غزة، «التهدئة لا بد ان تكون متبادلة وشاملة، وآليات التنفيذ على الأرض مرهونة بوقف العدوان والحصار وفتح المعابر، وتطبيقها مرهون بالإجماع مع فصائل المقاومة التي تقاوم على الأرض» وتابع «كيف وأين ومن أين نبدأ، هذه مرهونة بالتوافق الوطني». وبحسب هنية، فان وفد حماس من المفترض انه عاد من دمشق الى القاهرة امس، ويحمل «بعض التصورات المتعلقة بالمباحثات مع الأخوة في مصر، وآليات التنفيذ للتهدئة اذا قبلها الاحتلال على الأرض».

ومن المفترض ان مصر توصلت منذ أمس، وحتى اليوم، الى اتفاق نهائي مع وفد حماس الذي يرأسه القيادي في الحركة محمود الزهار بعد مشاروات اجراها الوفد مع قيادته في دمشق.

وفي اسرائيل ينتظرون النتائج التي يمكن ان يحملها لهم سليمان. وقال مسؤولون بارزون في وزراة الدفاع الاسرائيلية، ان وزير المخابرات المصري عمر سليمان يعتزم زيارة اسرائيل الاسبوع المقبل لعرض اقتراح وقف اطلاق النار الذي تتوسط فيه مصر مع حركة حماس. وحسب المسؤولين فان الجهود المصرية للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس تسارعت خلال الايام الأخيرة، وان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يجب ان يقرر ما اذا كان يوافق على هدنة مع الحركة التي تسيطر على قطاع غزة. وقال المسؤولون لصحيفة «جيروزاليم بوست» ان التقييم في المؤسسة الامنية الاسرائيلية هو انه سيتم قبول الاقتراح المصري. وفور حصول ذلك، يعتزم سليمان المجيء الى اسرائيل لتلقي رد اولمرت الرسمي. وقال المسؤولون الاسرائيليون ان مصر قلقة من انه اذا لم يتحقق هدوء في القطاع فان حماس ستحاول نسف الجدار الحدودي في رفح مثلما فعلت في 23 يناير (كانون الاول) الماضي. واضاف المسؤولون ان اسرائيل لم تتخذ قرارها بعد، وانها تشترط للموافقة على العرض التزاما مصريا بزيادة الجهود لمنع تهريب الاسلحة تحت محور صلاح الدين. وانضمت كتائب شهداء الاقصى ـ الذراع العسكرية لحركة فتح، لحركة الجهاد الاسلامي التي قالت انها ستوافق على تهدئة مشروطة، على أن تكون شاملة في غزة والضفة الغربية، وليس في غزة وحدها «محذرة من أن أي خرق في حالة عقد التهدئة من قبل الطرف الإسرائيلي سواء في غزة أو الضفة فإن كتائب شهداء الأقصى ستكون في حل من أي تهدئة بدون الرجوع لأي كان».

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر أبلغت حماس أنها ستقوم بفتح معبر رفح الحدودي في حال وافقت الحركة على التهدئة ووقف العمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة. وأضافت المصادر أن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، أبلغ القياديين في حماس محمود الزهار وسعيد صيام، أنه في حال لم توافق اسرائيل على رفع الحصار عن قطاع غزة في اعقاب موافقة حماس على وقف عملياتها في قطاع غزة، فإن الحكومة المصرية ستقوم بإعادة فتح معبر رفح حتى بدون موافقة تل ابيب على ذلك. وأضافت المصادر أن قيادة حماس قررت الرد بشكل ايجابي على العرض المصري، حيث سيقوم كل من الزهار وصيام بإبلاغ سليمان بموافقة الحركة على التهدئة في قطاع غزة أولاً، على أن يتم تطبيق التهدئة في الضفة الغربية في وقت لاحق، مقابل رفع الحصار عن القطاع. واضافت المصادر أن قيادة حماس طمأنت الحكومة المصرية بأنه ليس من الوارد لديها بشكل مطلق مهاجمة الشريط الحدودي بالفاصل بين القطاع ومصر مجدداً كرد على مواصلة الحصار.من جانب آخر، قالت مصادر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القاهرة أمس «أن الدكتور محمود الزهار وسعيد صيام وزيرا الخارجية والداخلية في حكومة الحركة المقالة، سيلتقيان الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، مساء اليوم بالقاهرة، ويسلمانه الرد الرسمي للحركة على الـ16 سؤالاً، التي وجهتها مصر لحماس، حول التهدئة مع إسرائيل»، فيما أكدت المصادر «أن رد حماس على الأسئلة المصرية سيكون إيجابياً»، وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن النقطة الوحيدة التي كانت محل خلاف، تتعلق بما إذا كانت التهدئة ستشمل الضفة الغربية، أم تقتصر على قطاع غزة.

وحسب مصادر مصرية مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، من المقرر أن يتشاور المسؤولون المصريون، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ومع حركة الجهاد الإسلامي، وبقية الفصائل الفلسطينية، حول رد حماس، للوصول إلى موقف فلسطيني شامل بشأن التهدئة، على أن ينقل الوزير عمر سليمان الرد الفلسطيني إلى إسرائيل، ليحصل على إجاباتها هي أيضاً ويتسنى بعد ذلك التوقيع على اتفاق للتهدئة، على مقترحات التهدئة.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن القاهرة اقترحت على مختلف الأطراف المعنية بالأزمة الفلسطينية خطة للتعامل مع الموقف حال نجاح التهدئة، وتشمل الخطة تشكيل حكومة تكنوقراط ليس من بينها وزراء من حركتي حماس وفتح، على أن تراقب الحركتان أداء الحكومة من خلال المجلس التشريعي الفلسطيني، وأن تقوم تلك الحكومة بإجراء انتخابات عامة. وأشار إلى «أن إسرائيل طلبت من مصر العمل على ضبط القدرات العسكرية لحركة حماس، ومراقبة مدى تطور تلك القدرات.