هيلاري تفوز في بنسلفانيا.. وستواصل السباق مع أوباما حتى مؤتمر الحزب

التنافس بين المرشحين يجدد مخاوف الديمقراطيين من فوز ماكين بالانتخابات

هيلاري بعد فوزها في بنسلفانيا تحتفل مع مناصريها في فيلادلفيا ويبدو خلفها زوجها بيل كلينتون (أ.ف.ب)
TT

حققت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فوزاً كانت تحتاجه كثيراً في انتخابات ولاية بنسلفانيا، وأحبطت آمال منافسها باراك اوباما، الذي كان يأمل في إخراجها من السباق، لكن فارق 10 في المائة الذي فازت به هيلاري حفزها أكثر لمواصلة التنافس حتى انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي في الصيف، حيث سيحسم المؤتمر في اسم المرشح الذي سيواجه الجمهوري جون ماكين. وبعد نتائج امس اصبح اوباما يتوفر على 1715 مندوباً، في حين اصبح لدى هيلاري 1589 مندوباً. واعلن امس ان هيلاري حصلت على 80 مندوباً في بنسلفانيا، واوباما على 66 مندوباً، ولم يحسم بعد موقف 12 مندوباً.

وتحدثت هيلاري عقب تأكد فوزها في فيلادلفيا وقالت والفرح يغمرها: «بعض الناس اعتبروني خارج المنافسة وطلبوا مني الانسحاب، لكن الاميركيين لا ينسحبون ويستحقون رئيساً لا ينسحب». وقالت إنها وأضافت قائلة إنها تمكنت من هزيمة خصم رهيب أنفق على حملته في الولاية ما يعادل ثلاثة أضعاف ما أنفقته. وشكرت الناخبين في بنسلفانيا قائلة». أشكركم وأعدكم بأن أكون الرئيس الذي يمكن ان يتخذ قراراته منذ اليوم الاول.. لدينا عمل كثير علينا انجازه، وإذا كنتم مستعدون انا مستعدة كذلك».

وفي المقابل بدا اوباما الذي انتقل الى انديانا رابط الجأش، وهو يقول امام انصاره بعد اعلان نتائج بنسلفانيا، إنه قام باداء جيد هناك، واضاف يقول بعد ان هنأ هيلاري على فوزها «عندما بدأ هذا السباق اعتقد البعض أننا لن ننجح، ولكننا عملنا بجد وسافرنا عبر المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة وزرنا المصانع. واستطعنا وبعد 6 اسابيع، أن نقرب الفجوة بين الأعراق والخلفيات، ولأول مرة منذ وقت طويل يكون لدينا هذا العدد من الناخبين الجدد الذين سيقودون حزبنا إلى النصر في نوفمبر». وأكد «ان هذه الحملة ستأتي بالحلول للمشاكل التي عانينا منها لمدة عقود»، وزاد «التغيير لا يمكن ان يحدث في واشنطن بل في شوارع اميركا».

وقال مصدر في حملة اوباما لـ«الشرق الأوسط» إنهم لا يشعرون بأي احباط بعد أن فازت هيلاري بنسبة 55 في المائة، وحصل اوباما على نسبة 45 في المائة، مشيراً الى ان أوباما توقع النتيجة حتى قبل التصويت. وأضاف يقول: «أوباما ما يزال متقدماً في عدد المندوبين، والمؤكد اننا سنصل الى مؤتمر الحزب، ولدينا أكبر عدد من المندوبين». وقال إن تركيزهم الآن على انديانا وشمال كارولاينا.

وبين تحليل نتائج بنسلفانيا ان هيلاري استفادت من ارتفاع نسبة العمال البيض في الولاية، وكذلك ارتفاع نسبة المسنين، كما ان جذور أسرتها في سكرانتون في شمال شرق الولاية ساهمت في استقطاب تعاطف الناخبين، ولعب زوجها بيل كيلنتون الذي يحظى بشعبية جارفة في بنسلفانيا، دوراً كبيراًً حيث قام بحملة نشطة لصالحها، كما ان وقوف حاكم الولاية آد ريندل، الذي يحظى ايضاً بشعبية الى جانب هيلاري، جلب لها عدداً كبيراً من الأصوات. وبما انه اصبح مؤكداً الآن، ان التنافس بين المرشحين الديمقراطين سيتواصل حتى نهاية آخر جولة من الانتخابات التمهيدية في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، فإن مخاوف حقيقية اصبحت تساور الديمقراطيين من أن استمرار التنافس سيصب لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين، خاصة بعد ان ابان استطلاع نشر أمس الى ان 23 في المائة من الديمقراطيين سيصوتون لصالحه، إذا خسر مرشحهم الرهان عند انعقاد مؤتمر الحزب. واظهرت ننتائج بنسلفانيا ان اوباما يحظى بشعبية ساحقة وسط السود والمقتدرين من البيض والاجيال الشابة، لكن الفئات الاخرى التي تشكل تحالفات الديمقراطيين ما تزال تقف بعيدة عنه. واستطاعت هيلاري ان تتفوق عليه وسط العمال البيض بنسبة كبيرة، حيث حصلت على 69 في المائة في مقابل 30 في المائة صوتوا لصالحه، كما ان المسنين وأغلبية النساء صوتوا لها معها. وأنفق اوباما مبلغ 11.2 مليون دولار على حملته في بنسلفانيا، في حين انفقت هيلاري 4.8 مليون دولار، واستطاعت امس ان تحصل على تبرعات بقيمة 3 ملايين دولار فور إعلان فوزها. وشرع المرشحان الآن في التركيز على الانتخابات التمهيدية في انديانا وكارولاينا الشمالية. وبدأ اوباما بالفعل حملته في انديانا وسينتقل بعدها الى كارولاينا الشمالية، حيث تمنحه استطلاعات الرأي فوزاً، مؤكداً وبفارق كبير وسميثل الولاية في مؤتمر الحزب الديمقراطي 115 مندوبا، بيد ان الوضع يحتلف في ولاية انديانا التي سيمثلها 72 مندوباً في مؤتمر الحزب، وستحاول هيلاري كيلنتون الاستفادة من التركيبة السكانية، حيث يوجد عدد كبير من العمال المتضررين من  اغلاق المصانع، ونسبة كبيرة من المسنين والبيض.