قيادة الجيش اللبناني تطالب وسائل الإعلام بعدم زج المؤسسة العسكرية في التجاذبات

أرسلان يدعو العماد سليمان للعودة إلى «موقع الوسط بين الجميع»

TT

لاحظت قيادة الجيش اللبناني، في بيان اصدرته امس، ان بعض المحللين السياسيين ومقدمي البرامج الإعلامية، يطرحون اسئلة «توحي بوجود علاقة للجيش بالتجاذبات السياسية في البلاد»، داعية الى «عدم زج المؤسسة العسكرية في هذه التجاذبات، حرصاً على دورها الوطني الضامن لأمن الوطن واستقراره». في غضون ذلك، اوضح الوزير السابق طلال ارسلان، ان انتقاده لبعض الضباط «ليس تحاملا على المؤسسة». ودعا قائد الجيش العماد ميشال سليمان لأن يعود الى «موقع الوسط بين الجميع».

وجاء في بيان قيادة الجيش: «يعمد بعض المحللين السياسيين ومقدمو البرامج التي تبث عبر وسائل الاعلام، الى تناول الجيش بتعليقات ومواقف وآراء وطرح اسئلة تستبطن نوايا غير بريئة لجهة الإيحاء بوجود علاقة للجيش بالتجاذبات السياسية القائمة في البلاد، لاسيما التحركات الشعبية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، او لجهة التشكيك بالولاءات المذهبية للضباط والانضباط والمسلكية العامة داخل المؤسسة العسكرية. ويهم قيادة الجيش ان تؤكد ان لا علاقة لها من قريب او بعيد بالتحركات الشعبية المذكورة اعلاه. وهي تنأى بنفسها عن كل ما يجري على هذا الصعيد. وتؤكد كذلك ان ولاء العسكريين في كل الاحوال والظروف هو لمؤسستهم من دون غيرها. وهم لا يتلقون الاوامر والتعليمات الا منها. ولا يلجأون الى احد سواها في تنفيذ واجباتهم او في تحديد وظائفهم». واهابت بـ«الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية في تناول الأمور المتعلقة بالمؤسسة العسكرية وعدم زجها في التجاذبات السياسية، حرصاً على كرامة عسكرييها وعلى دورها الوطني الضامن لوحدة الوطن وامنه واستقراره».

من جهته، قال ارسلان، في مؤتمر صحافي عقده امس، انه لم يفاجأ ببيان اصدرته مديرية التوجيه في قيادة الجيش منذ ايام وتضمن «الكثير من التحامل علينا، اذ يصور الانتقادات التي وجهناها الى قائد الجيش ومدير المخابرات على انها تناول للمؤسسة العسكرية كمؤسسة». واضاف: «ان مجرد توسل هذا الاسلوب غير البريء بتصوير انتقادنا لادائهم على انه تحامل على المؤسسة، هو امر يدعم صحة الانتقادات التي توجه اليهم، خصوصا على صعيد الانحياز ضدنا وضد مناصرينا في شكل بات لافتاً للانتباه، في ظرف سياسي وامني غير مستقر يتم فيه كشفنا بطريقة متعمدة وبوضوح من جانب الطغمة الانقلابية التي تحتل السرايا وتمزق الدستور والميثاق الوطني وتعيث في الوطن فسادا وإفسادا وتبيعه في سوق النخاسة عند اسيادها الاجانب».

وتابع: «نعرف جيداً انه ربما كان اكثر ما يزعج قائد الجيش منا اننا منذ مدة قصيرة انفردنا عن الجو السياسي وبادرنا الى نفي صفة الحيادية عنه واعتبرناه مرشحا غير وفاقي. ولقد بات الكثير من السياسيين يشاطرنا هذا الرأي ويعتبر ان صفة المرشح الوفاقي لم تعد متوافرة في قائد الجيش. ولعل اكثر ما حدا بنا الى هذا الموقف هو تبني ترشيح قائد الجيش وبقوة ملحة من الدول نفسها التي تتمسك بـ(رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة».