سيف الإسلام القذافي يبشر بإلغاء وزارة الإعلام والرقابة على المطبوعات والصحف في ليبيا

يرى في وجودها غياباً للحرية والديمقراطية

TT

أكد المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، اتجاه السلطات الليبية إلى إلغاء الرقابة على المطبوعات والصحف وإلغاء أمانة (وزارة) الإعلام واستبدالها بهيئات متخصصة للثقافة والمسرح والكتاب والسينما.

وهذا هو أحدث تأكيد من نجل القذافي على أن المقترحات التي أعلنها والده في خطابه أمام البرلمان الليبي في الثاني من الشهر الماضي بشأن إلغاء نظام الأمانات العامة (الوزارات النوعية) المعمول به في ليبيا منذ السبعينات، هي قيد التنفيذ.

واقترح العقيد القذافي، الذي شن هجوماً غير مسبوق على حكومة رئيس وزرائه البغدادي المحمودي، واتهمها بالعجز والإخفاق في إدارة شؤون البلاد، إلغاء الحكومة الليبية باستثناء وزارتي الدفاع والأمن ووزارة ثالثة تتولى مسؤولية الخدمات والأشغال العامة.وعوضا عن تنفيذ فوري لمقترحات القذافي تم الاتفاق على أن يتم الاحتفاظ بالحكومة الحالية إلى نهاية العام الجاري كفترة انتقالية قبل الشروع في وضع هذه الأفكار المثيرة للجدل موضع التنفيذ.

وشدد سيف الإسلام القذافي الذي يتولى رئاسة مؤسسة القذافي للتنمية ولا يشغل أي منصب رسمي أو حكومي، في كلمة ألقاها مساء أول من أمس بمناسبة حفل افتتاح بيت الثقافة بمدينة سبها (800 كلم جنوب ليبيا) على أهمية وجود وسائل إعلام يملكها الناس وتتبعهم مباشرة، واستحداث هيئات تتيح للفنانين مجالاً لتقديم إبداعاتهم بكل حرية.

وحث نجل القذافي الصحافيين والفنانين والكتاب والمثقفين على أخذ زمام المبادرة والانطلاق إلى الأمام والمشاركة في مؤسسة الغد التابعة لمؤسسة القذافي التي يقودها والتي قال إنها تعبر عن وجهة نظر المجتمع الليبي كله. وأوضح أن الهيئات التي سيتم استحداثها ستكون مملوكة للصحافيين والكتاب والفنانين ولن يتدخل فيها أي أحد بما في ذلك هو شخصيا أو الدولة الليبية، لأنها تعبر عن وجهة نظر المجتمع الليبي كله. ودعا سيف الإسلام في كلمته الصحافيين والفنانين والكتاب والمثقفين في بلاده إلى أخذ زمام المبادرة والانطلاق إلى الأمام والمشاركة في هذه المؤسسات، انطلاقاً من القانون الأساسي للمؤسسة وهذه الإذاعات ودور النشر والقنوات المسموعة التي تتبع المؤسسة، مؤكداً أن عدم قيامهم بذلك سيكون مشكلة. وأضاف أن مؤسسة الغد بابها مفتوح للجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وهذه مؤسستكم، وهذه وسائل الإعلام الخاصة بكم، ومفتوحة أمامكم، وأيضا لا تستطيع أن تقود الناس للجنة بسلاسل. وأعلن نجل القذافي أنه سيتم قريبا في وقت لم يحدده إلغاء وزارة الإعلام بشكلها المعتاد، معتبرا أنه عندما تكون هناك وزارة إعلام في أي دولة معناه ليست هناك حرية، لأنه ستكون هناك رقابة على المطبوعات والنص وعلى الصحافة والرقيب.

وأضاف «الدول التي توجد بها حرية الصحافة وديمقراطية لا تعمل وزارة إعلام، لأنه بوجود وزارة إعلام معناه أنك ترغب في السيطرة على وسائل الإعلام، وبالتالي لم نسمع أن هناك وزير إعلام هولنديا أو إنجليزيا أو أميركيا أو سويديا».

لكنه عاد ليقول إن اختفاء الأمانة كأمانة لا يعني أنه لم يعد هناك أجسام خاصة بالثقافة والإعلام في ليبيا، حيث تبنى الآن هيئات للمسرح وللخيالة وللكتاب، موضحا أن كثيراً من الأنشطة تحتاج لرعاية الدولة ودعمها مباشرة وأن تدار من خلال جهات أو هيئات خاصة بالقضية، أو أهلية مع وجود القطاع الخاص وأن تعطى لها الحرية وهامش من العمل. وأعلن نجل القذافي الذي ينظر إليه الكثيرون على أنه يتبنى مشروعا إصلاحيا لا يتصادم مع توجهات والده الذي يتولى السلطة منذ عام 1969، أن أول شيء في هذه الخطوة هو أن لا يعود هناك جسم مركزي على مستوى ليبيا، ولكن تكون هناك هيئات مختصة في عدة مناشط ونكون قد تخلصنا من الرقابة على المطبوعات والصحافة وكذلك الكتب.