طالبان الباكستانية تنفذ هجوما انتحاريا ضد الشرطة ولكنها تتمسك بوقف إطلاق النار

بعد يوم واحد على إعلانها وقف العمليات ضد الشرطة

TT

بعد يوم واحد على اعلان حركة طالبان في باكستان وقفها للعمليات ضد الشرطة الباكستانية تجاوبا مع اتفاق سلام عرضته الحكومة، تبنت هجوما انتحاريا وقع أمس بالقرب من مركز شرطة في إقليم الحدود الشمالية الغربية في البلاد ادى الى مقتل 4 أشخاص، اثنان منهم من الشرطة، وجرح نحو 30 آخرين. الا ان طالبان حرصت على التأكيد في الوقت نفسه انها لا تزال متمسكة بقرارها وقف اطلاق النار من جانب واحد مع السلطات الباكستانية، وقالت ان العملية جرى التخطيط لها قبل التوصل الى اتفاق مع الحكومة.

وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية ان رجلا اوقف فجر أمس سيارته قرب مركز للشرطة وفندق في بلدة مردان شمال غرب البلاد ودخل الى الفندق حيث احتسى كوبا من الشاي قبل ان يغادر. وبعد دقائق وقع انفجار قوي ادى الى تدمير مركز الشرطة بشكل كامل وتدمير قسم من الفندق المجاور.

وقال الضابط في شرطة مردان محمد اختار خان: «قتل عنصران من الشرطة بينهما ضابط وعاملان واصيب نحو ثلاثين شخصا بجروح»، موضحا ان عددا من الجرحى لا يزالون تحت انقاض الفندق ما قد يؤدي الى ارتفاع حصيلة القتلى.

وتبنت حركة طالبان في باكستان مسؤولية هذا الاعتداء، الا انها اكدت في الوقت نفسه انها لا تزال متمسكة بمفاوضات السلام الجارية حاليا مع الحكومة الجديدة. وصرح مولوي عمر الناطق باسم حركة طالبان في باكستان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان مجهول ان «طالبان نفذت العملية التي استهدفت الشرطة للثأر من مقتل قائدنا حافظ سعيد الحق في تبادل لاطلاق النار مع شرطيين قبل اسبوعين او ثلاثة».

واضاف ان «ذلك لا يعني اننا نتخلى عن مفاوضات السلام مع الحكومة»، مؤكدا «التمسك بوقف اطلاق النار» المعلن الاربعاء الماضي من جانب واحد ومعتبرا ان «عملية اليوم تهدف الى الرد على قوات الشرطة التي انتهكت الهدنة وقتلت قائدنا».

ويتزامن هذا الاعتداء مع مفاوضات تجريها الحكومة الجديدة مع مجموعات من طالبان الباكستانية غالبيتهم من القريبين من القاعدة او المنتمين اليها. وهو الاعتداء الاول الذي يقع منذ تشكيل الحكومة الباكستانية الجديدة في نهاية مارس (آذار) الماضي والمنبثقة من انتخابات الثامن عشر من فبراير (شباط) والتي تضم ائتلافا من معارضين للرئيس الحالي برويز مشرف.

وقبل هذا الهدوء النسبي عاشت باكستان نحو 15 شهرا من الاعتداءات والعمليات الانتحارية التي كان يقوم بها مقربون من تنظيم «القاعدة» وآخرون من طالبان الباكستانية بعد ان استقروا في مناطق قبلية معزولة في شمال غرب باكستان على مقربة من الحدود مع افغانستان.

وباشرت الحكومة الائتلافية الجديدة منذ تشكيلها عملية تفاوض مع الاصوليين الاسلاميين وخصوصا مع حركة طالبان الافغانية بخلاف السياسة التي كان ينتهجها شرف والتي تميزت بتشدد كبير مع الاسلاميين. وتجري المفاوضات بشكل خاص مع بيعة الله مسعود زعيم حركة طالبان الباكستانية والزعيم المفترض ايضا لتنظيم «القاعدة» في باكستان.

وحركة طالبان الباكستانية متهمة بالمسؤولية عن حملة الاعتداءات الاخيرة طوال 15 شهرا ما ادى الى مقتل 1100 شخص بينهم رئيسة الحكومة السابقة بي نظير بوتو. ويترأس حزب الشعب الذي كانت تترأسه بي نظير بوتو الحكومة الحالية في باكستان. وكان مسعود قد امر مقاتليه الاربعاء الماضي بوقف الهجمات، واعلن احد المتحدثين باسمه انه سيتم قريبا جدا التوقيع على اتفاق سلام مع الحكومة.

وسارعت واشنطن الى الاعراب عن «القلق»، وحثت حكومة اسلام آباد على عدم التفاوض مع الاسلاميين القريبين من «القاعدة» والذين يقاتلون القوات الدولية وينتشرون على جانبي الحدود بين افغانستان وباكستان.