الصين تعلن استعدادها بدء حوار مع الدلاي لاما خلال الأيام المقبلة

الانتربول يحذر من عمليات ارهابية قد تستهدف الالعالب الاولمبية في بكين

تيبيتيون في المنفى يشاركون في تجمع في جنوب شرق الهند ويضيئون الشموع دعما لحرية التيبت (رويترز)
TT

أبدت الصين في اعلان مفاجئ أمس استعدادها للحوار مع الزعيم الروحي لسكان التبت الدلاي لاما، بعد تصاعد الضغوط الدولية عليها مع اقتراب الالعاب الاولمبية التي تستضيفها بكين في الصيف.

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة نقلا عن مصدر رسمي لم تكشف هويته، انه «استجابة لطلبات الدلاي لاما المتكررة لاستئناف المفاوضات، ستجري الدوائر المختصة في الحكومة المركزية اتصالات ومشاورات مع ممثل خاص للدلاي لاما خلال الايام المقبلة».

وتابع المصدر، بحسب الوكالة، ان الحكومة المركزية «تأمل في ان يتخذ الدلاي لاما من خلال هذه المناقشات والاتصالات قرارات جديرة بالمصداقية من اجل وقف النشاطات الانفصالية والمؤامرات والعنف والنشاطات الرامية الى بلبلة الالعاب الاولمبية ونسفها، واحلال الظروف المناسبة لمفاوضات جديدة».

واعلن متحدث عن الدلاي لاما لوكالة الصحافة الفرنسية، ان الزعيم الروحي للبوذيين التبتيين المقيم في المنفى في الهند يرحب باعلان الصين. وقال المتحدث تنزين تاكلا «انها خطوة في الاتجاه الصحيح لان محادثات وجها لوجه وحدها يمكن ان تقود الى تسوية المسألة التبتية».

ودعا الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منذ اندلاع الاضطرابات في التبت والمناطق المجاورة في مارس (آذار) الى حوار مع الدلاي لاما الذي تتهمه الصين بتدبير الاحداث بهدف نسف الالعاب الاولمبية التي تنظم هذه السنة في بكين.

ورحبت الحكومة البريطانية باعلان الصين انها ستقيم حوارا مع ممثلين للدلاي لاما، واصفة اياه بـ«الخطوة الاولى» الايجابية. وذكر بيان مقتضب لوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند «لقد دعونا، نحن واعضاء آخرون من المجتمع الدولى، الى اقامة حوار بين الحكومة الصينية والدلاى لاما».

واضاف البيان: «ارحب باعلان الصين كخطوة اولى في هذه العملية»، مشيرا الى ان الاعلان عن اجتماع يعقد خلال الايام القليلة المقبلة يعد بمثابة خطوة «ايجابية».

وبدوره رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي ستكون الرئاسة الاوروبية انتقلت اليه عند افتتاح الالعاب الاولمبية، والذي هدد بعدم حضور الحفل، باعلان استئناف الحوار. وقال بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية: «انها مرحلة مهمة. هذا الحوار المتجدد يحمل آمالا حقيقية».

كذلك ابدت برلين ارتياحها لاعلان بكين، وذكرت المانيا ان وزير خارجيتها اتصل ثلاث مرات بالمسؤولين الصينيين خلال الاسابيع الاخيرة لحضهم على التفاوض مع الدلاي لاما، فيما اشارت بريطانيا الى انها دعت باستمرار الى الحوار. واعرب رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو اثناء زيارة الى بكين عن سروره الكبير، وقال «لطالما دعونا الى الحوار لاننا نعتقد انها الطريقة المثلى للتوصل الى حلول دائمة ومقبولة للمسألة التبتية». وتابع: «اعتقد ان علينا الاقرار بانه موقف مهم من جانب الحكومة الصينية»، مبديا سروره لصدوره اثناء وجوده في بكين.

من جهة اخرى، حذر الامين العام للشرطة الدولية (الانتربول) أمس من وجود «احتمال حقيقي» ان تكون دورة الالعاب الاولمبية في بكين مستهدفة من ارهابيين، أو ان جماعات مناهضة للصين قد تهاجم الرياضيين.

وقال رونالد نوبل، في افتتاح المؤتمر الدولي للتعاون الامني في بكين: «محاولة تنفيذ عمل ارهابي هو احتمال حقيقي وخوف حقيقي راود الدول المضيفة للاولمبياد في السنوات الاخيرة». واضاف: «الاحتجاجات المتصلة بالتبت في الآونة الاخيرة أضفت تعقيدات جديدة على الاعتبارات الأمنية المعتادة لحدث دولي كبير مثل هذه الالعاب الاولمبية».

وأشار الى ضرورة الاستعداد لإمكانية ان تحاول «القاعدة» او جماعة ارهابية اخرى ما شن هجوم ارهابي قاتل على الالعاب الاولمبية.