مقتدى الصدر يتراجع عن «الحرب المفتوحة» ويدعو أنصاره لوقف حمام الدم

 دعا إلى وثيقة شرف تحرم الاقتتال واستخدام العنف لنشر القانون.. وعارض تقسيم العراق بفدرالية أو طائفية

TT

تراجع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر عن تصريحاته الاخيرة بشن «حرب مفتوحة» ضد الحكومة العراقية والقوات الاميركية، داعيا انصاره أمس الى الالتزام بوقف اطلاق النار الهش وعدم الدخول في معارك مع القوات الحكومية طبقا لبيان تلي في جامع بالعاصمة العراقية بغداد.

ودعا الصدر في بيان تلاه خطباء الجمعة في مدينة الصدر (شرق بغداد) الى «وقف حمام الدماء»، مؤكدا في الوقت نفسه أن اعلان الحرب المفتوحة التي هدد بشنها قبل اسبوعين انما هي موجهة ضد «المحتل ليس إلا». وقال «ادعو اخوتي في الشرطة والجيش العراقي وجيش المهدي الى وقف إراقة الدم» العراقي. وأشار الصدر في البيان ذاته «نحن اذ هددنا بحرب مفتوحة حتى التحرير، انما قصدنا حربا ضد المحتل». وأضاف «لنكن يدا واحدة لتحقيق العدالة والأمن والخير ودعم المقاومة بجميع انواعها ليعيش العراق بأمن ارضا وشعبا وجيراننا». وكان الصدر قد هدد في بيان السبت الماضي بإعلان «حرب مفتوحة» في حال استمرار استهداف انصاره اثر وقوع اشتباكات في مدينة البصرة وبغداد ومدن عراقية اخرى. وخاطب الصدر جيش المهدي قائلا «جزاكم الله خيرا من افراد جيش مطيعين ملتزمين بأوامر قيادتكم، جاهدتم حين أمرتم وصبرتم عندما جمدتم وأطعتم التجميد حق الطاعة (...) اتمنى ان تستمروا على صبركم وتوحدكم». إلا انه حذر في الوقت نفسه جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري من «العدو الذي يتربص بكم الدوائر والسوء».

كما طالب الصدر المكونات العراقية بوثيقة شرف، قائلا «أناشد كل الاطراف بأن تجتمع الى كلمة سواء، ان لا نحمل السلاح بوجه العراقي وان لا نستعمل العنف لنشر القضاء والقانون ولا نتخذ من المدن عمليات عسكرية ضد المحتل، وان لا نقسم ارض العراق بفدرالية ولا طائفية وان نحافظ على امن العراق ونحقن الدماء». من جهته قال صالح العكيلي، النائب عن الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي، «عندما أصدر السيد مقتدى الصدر بيانه السابق والذي جاء فيه الاعلان عن الحرب المفتوحة، حصل بعض اللبس في فهم ما جاء في البيان»، وأكد صالح العكيلي لـ«الشرق الاوسط» أن «الحرب المفتوحة موجهة فقط لقوات الاحتلال الاميركي». وفيما اذا يراد من هذه الخطوة التهدئة وفتح حوار مع الحكومة، قال صالح العكيلي «ما يحصل الآن عبارة عن خطوط قد فتحت من قبل اطراف حكومية وسياسية لها وجودها وتأثيرها في المشهد السياسي العراقي مع الكتلة الصدرية المتمثلة بمكتب السيد الشهيد في النجف والهيئة السياسية لمكتب السيد الصدر، اضافة الى الكتلة الصدرية». وردا على سؤال عن موقفهم من الحرب المفتوحة اذا ما فشلت الاطراف في ايجاد حل للأزمة، أوضح «سوف ننتظر توجيهات سماحة السيد مقتدى الصدر حيال هذا الأمر»، رافضاً الكشف عن تفاصيل اخرى.

ويمكن لبيان الصدر ان يهدئ قليلا من التوترات، حيث تقاتل ميليشيا جيش المهدي القوات الاميركية والعراقية منذ ان شن نوري المالكي رئيس وزراء العراق حملة امنية على الميليشيات قبل شهر في مدينة البصرة بجنوب العراق. كما هدد المالكي بمنع التيار الصدري من خوض الانتخابات المحلية التي تجري في اكتوبر (تشرين الاول) ما لم يحل جيش المهدي.