عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: الدور العربي في العراق لا يقتصر على تبادل السفراء

قال إن الحوار بين العرب وإيران ضرورة.. وتأكيد الهوية العربية لا يعني عداء الجيران

TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الدور العربي في العراق يجب ألا يقتصر على تبادل السفراء فقط، موضحاً أن الأمر أعمق من ذلك. وقال ان العرب مستعدون لدور داعم ومساند للعراق ولتطوير ما بدأته الجامعة العربية في عامي 2004 و2005، عندما عملت مع كل القوى السياسية العراقية في ملف المصالحة.

وقال موسى لـ«الشرق الأوسط»: ان «هذا الملف يحتاج للكثير من العمل والتنسيق مع الحكومة العراقية من أجل استعادة الوفاق في كل مظاهر الاختلاف التي يشهدها العراق حالياً». وعن خطوات الانطلاقة الأولى لدور عربي أكثر فاعلية في العراق، قال موسى «بداية نحن لن نبدأ من الصفر، وأُذَكِّرْ بإيفادي لمبعوث من الجامعة العربية في زيارات مكوكية للعراق، وما قطعته الجامعة في طريق المصالحة، والذي بنت عليه الحكومة العراقية، كما أن مكتب الجامعة العربية في العراق، يمثل كل العرب». وأشار موسى إلى «أن المطلوب من العرب الآن، هو أن نؤكد ونعمل في ملف الانتماء العراقي للعالم العربي، وهذا سينطلق بشكل أوضح خلال الاجتماع العربي الوزاري الذي سينعقد في العراق لدول الجوار». وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية «أن الهوية العربية للعراق لا تعني العداء للجيران من غير العرب، لأن هناك علاقات أخرى هي علاقة الإسلام والجوار». وأضاف: «أرى أن الحوار بين إيران والعالم العربي مهم لأنه يشمل في أجندته العراق وغيره من القضايا (..) ولأن الموضوع أعمق وله تأثيراته على العراق، أقول لا بد من الحوار مع إيران، حول النظرة الاستراتيجية والمصالح التي يمكن أن تتكامل، والأشياء التي تتعارض». وأوضح موسى، «أن الأوساط السياسية العالمية تفسر تفعيل الدور العربي في العراق، بأنه عودة التمثيل الدبلوماسي إلى بغداد، لكن الحقيقة هي أن الحضور الدبلوماسي العربي لم يتوقف إلا لأسباب أمنية واضحة ومعروفة، وان الغياب الدبلوماسي الجزئي للدول العربية لم يكن غيابا استراتيجياً». وحول النتائج التي حققها مؤتمر الكويت لدول جوار العراق، أوضح موسى «أن النقاش والمشاورات الجانبية كلها كانت تسير إلى آفاق ربما تكون جديدة، وتهدف لتهدئة الوضع في العراق وعلى رأسها التعامل مع الميليشيات، وفتح الباب لمشاركة كل الأطياف السياسية، ولذا أقول نحن لا زلنا في بداية هذه السياسة والتي أرجو أن تنهى الوضع الاستثنائي الخطير في العراق.. وقد وجدت تفهما كبيرا خلال الاجتماع». وعن مدى تقديره لإمكانية تحقيق انفراجة في الأوضاع السياسية والأمنية في العراق قريبا، قال موسى «لقد سعدت كثيرا بما سمعته من رئيس الوزراء نورى المالكي في اجتماع الكويت، في النقاط التالية: وضع المصلحة العليا للبلاد فوق الخلافات الجانبية وتحرك العراق نحو مجتمع تحترم فيه الحريات السياسية والدينية والمذهبية وأنه سوف يكون عراقا ديمقراطيا وتعددياًً، لا يقبل أن تستقوي فيه طائفة بأية قوة أجنبية أو تتعامل مع دولة مع العراق على أساس أفضلية دينية أو مذهبية أو عرقية وفى نهاية المطاف أرى أن حل الأزمة العراقية يقع في المقام الأول على العراقيين، غير أن هناك قوى إقليمية ودولية متشابكة مع الحالة العراقية ومؤثرة فيها، وأدعو تلك القوى لأن تلعب دوراً ايجابياً لمساعدة العراقيين للخروج من الأزمة التي طال أمدها، وتفاقمت خطورتها على استقرار العراق ووحدته على المنطقة من حوله».