حماس تهدد باللجوء لكل الخيارات العسكرية بعد رفض إسرائيل التهدئة

تل أبيب تعتبر الاقتراح خدعة.. ودعوة فصائل غزة ودمشق إلى اجتماع في مصر الثلاثاء والأربعاء

مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين واوروبيون يحتجون على جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية امس (إ.ب.أ)
TT

قالت حركة حماس إن كل الخيارات العسكرية مفتوحة لكسر الحصار. وذلك ردا على رفض إسرائيل لاتفاق التهدئة الذي توصلت له الحركة مع مصر. وقال سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حماس لـ«الشرق الأوسط» إن «كل الخيارات العسكرية والشعبية مفتوحة لكسر الحصار». وحذر أبو زهري إسرائيل من تفويت الفرصة، قائلا «اذا لم يلتقط الاحتلال الفرصة، وينجح الجهد المصري فان حماس ستلجأ لكل الخيارات من اجل وقف العدوان»، معتبرا ان التصريحات الإسرائيلية «تدل على عدم جدية اسرائيل، وانها غير معنية بالتوصل الى هدوء». وكانت حماس اقترحت يوم الخميس تهدئة لمدة ستة اشهر بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، على ان تشمل لاحقا الضفة الغربية، الا ان اسرائيل شككت في النوايا واعتبرتها فرصة لتقوية حماس. اما السلطة الفلسطينية، فقد اعربت عن املها في ان تأخذ اسرائيل اقتراح التهدئة على محمل الجد كما قال نمر حماد، مستشار عباس السياسي. وتقول السلطة انها تدعم كل جهد لتثبيت تهدئة في غزة والضفة. وهو ما تشكك فيه حماس التي تتهم السلطة بالمشاركة في حصارها. ولم يفصح ابو زهري عن الاساليب التي يمكن ان تلجأ لها حماس في حال فشلت جهود التهدئة المصرية، لكنه طالب مصر بفتح معبر رفح فورا، وقال « اذا رفض الاحتلال بشكل رسمي مقترحات التهدئة، فان مصر مطالبة من جانبها بفتح معبر رفح». وردا على سؤال حول ما اذا تلقت حماس تطمينات مصريه حول ذلك، قال ابو زهري «ان هناك توافقا على ذلك، باعتبار ان الورقة التي قدمتها حماس ووافقت عليها مصر تتضمن فتح معبر رفح اذا رفضت اسرائيل التهدئة». وأبقى ابو زهري الباب مواربا لنجاح الجهد المصري، رغم التصريحات الإسرائيلية، مؤكدا ان المصرين سيجتمعون بالفصائل الفلسطيينة للتوصل الى اتفاق جامع. في الوقت ذاته قال أيمن طه، القيادي في الحركة، أن حماس تلقت وعداً واضحاً من الحكومة المصرية بإعادة فتح معبر رفح حتى بدون التنسيق مع إسرائيل بعد أن قبلت الحركة الاقتراح المصري. وشدد طه على أن مصر والدولة العربية مطالبة بتبني مواقف واضحة وجدية لإنهاء الحصار المفروض على القطاع. وشدد طه على أن حماس قامت بأقصى ما يمكن أن تقوم به من أجل انجاح الجهود المصرية لإحلال التهدئة ورفع الحصار، مشدداً على أن الموقف الذي تعبر عنه حماس حالياً هو الموقف المصري الرسمي ايضا. وأكد طه أن حركته تصر على التبادلية، وكان وفد حماس الذي رأسه القيادي في الحركة محمود الزهار عاد أمس الى غزة. ومن المقرر ان يعرض رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الاتفاق النهائي الذي تتوصل له مصر مع الفصائل على اسرائيل قبل ان يتوجه اليها في حال موافقة الاخيرة. لكن اسرائيل استبقت العرض المصري بتشكيكها في جدية حماس.

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية دافيد بيكر «اسرائيل معنية بالسلام. لكن لسوء الحظ حماس تتلاعب، وهي تريد ان تكسب الوقت من اجل أعادة التسلح وتجميع قواها». وأضاف«اسرائيل ستواصل العمل من اجل حماية امنها». ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية، عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية قولها «إن الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية سيواصلون عملياتهم ضد «الإرهاب» ومطلقي الصواريخ في القطاع». واستخف ابو زهري بالطرح الاسرائيلي، مؤكدا ان حماس لم تسعى الى اتفاق مع الاسرائيليين، وانما المصريين. وقال الناطق بلسان أولمرت، مارك ريغيف، إن إسرائيل لا تزال متمسكة بشروطها من أجل وقف النار، مضيفا «نأمل عودة الهدوء، ولكننا لا نريد أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة في حال لم تتوفر هذه الشروط». وكان المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية قد رفض أمس اقتراح حركة «حماس» اعلان هدنة مشروطة مدتها ستة أشهر في قطاع غزة، واصفا اياه بأنه خدعة تهدف الى تمكين «حماس» من التعافي من المعارك في الآونة الأخيرة وأنها «ليست جدية على الاطلاق». وقال مسؤول الصحافة الأجنبية في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، دافيد بيكر، ان «حماس تشتري الوقت من اجل أعادة التسلح وتجميع قواها، وهذا يضطرنا الى القيام بعمليات ردع عسكرية. ولكن لن تكون هناك حاجة الى الاعمال الدفاعية من جانب اسرائيل لو كفت حماس عن نشاطاتها الارهابية المسلحة، بما في ذلك تهريب الأسلحة الى القطاع وتدريب كوادرها في ايران وتصنيع الصواريخ البدائية في مشاغل خاصة بذلك في القطاع». وأكد الناطق ان الجيش الاسرائيلي سيواصل الغارات الجوية الإسرائيلية وهجمات الكوماندوس في غزة «لحماية مواطنيها».

وجاءت تصريحات بيكر دليلا على انتصار توجه قيادتي الجيش والمخابرات في اسرائيل الرافضتين للتهدئة مع «حماس»، بسبب رغبتهما في توجيه ضربات عسكرية قاصمة لهذه الحركة. وقالوا صراحة ان أي اتفاق مع «حماس» سيقويها ويقوي كل من يحمل فكرة «اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة». وكانت حماس اعلنت إن مصر ستدعو يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين فصائل فلسطينية من دمشق وغزة، لبحث «اقتراح تهدئة» مع إسرائيل مقدم من الحركة، وتم تسليمه لوسطاء مصريين مساء أمس الأول. وأضافت حماس على لسان القيادي بها، محمود الزهار، عقب اجتماعه مع اللواء عمر سليمان، إن التهدئة يجب أن تتضمن إنهاء حصار إسرائيل للقطاع، مشيراً إلى أن فصائل فلسطينية أخرى، في غزة ودمشق، منها الصاعقة والجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين أعلنت موافقتها المبدئية على المقترحات. وقال الزهار إنه، بعد لقاء سليمان المقترح بالفصائل الفلسطينية المشار إليها، سيبدأ رئيس المخابرات المصري.. «مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتنفيذ خارطة التهدئة التي تتضمن عدة نقاط أبرزها فك الحصار وفتح المعابر»، و«تأكيد حماس بأنه في حال رفض إسرائيل التهدئة تقوم مصر بفتح معبر رفح، وفى حال تراجعت إسرائيل عن التهدئة تستمر مصر بفتح المعبر».

كما تضمنت خارطة الطريق الحمساوية نقاطا أخرى منها أن «تشرف مصر على عملية الوصول إلى اتفاق التهدئة مع فصائل المقاومة الأخرى بحيث يجرى الإعلان عنها في ظل إجماع وطني»، و«أن تقوم مصر باتصالات مع رئاسة السلطة الفلسطينية حتى لا تقوم بعرقلة فتح المعابر وبدء الإجراءات الفعلية من أجل افتتاحها حال التوصل إلى تهدئة».

وحول موقف الأسرى الفلسطينيين في خارطة الطريق المقدمة من حماس، قال محمود الزهار رداً على سؤال من «الشرق الأوسط» إن هذا الملف مؤجل إلى ما بعد التهدئة، وإن الاتفاق، حتى الآن، من وجهة نظر حماس، هو أن يتم إطلاق سراح 450 أسيراً فلسطينياً قبل تسليم الجندي الإسرائيلي (المختطف في غزة منذ صيف عام 2006)، جلعاد شليط، ثم إطلاق إسرائيل سراح 550 أسيراً فلسطينياً في فترة لا تزيد على شهرين.