مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط»: معلوماتنا عن النشاطات النووية السورية مصدرها فرنسي

باريس تدعو دمشق للشفافية وكشف أنشطتها

TT

التزمت فرنسا موقفا متشددا من الموضوع النووي السوري وما يقال عن تعاون سوري ـ كوري شمالي في هذا القطاع الذي ثار الجدل بشأنه في الولايات المتحدة بعد تداوله في الكونغرس. وفي موقف أولي، دعت باريس السلطات السورية الى التزام «الشفافية» والكشف عن كامل نشاطاتها النووية.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن فرنسا «تشاورت أول من أمس مع الولايات المتحدة، بناء على طلب الأخيرة، وتبادلت معها التحليلات والمعلومات».

وأعربت باسكال أندرياني، الناطقة باسم الخارجية، عن «شكوك فرنسا» إزاء «بعض النشاطات» السورية النووية، معتبرة أن «بناء مفاعل نووي، بشكل سري يمكن أن يعد انتهاكا خطيرا لإلتزامات سورية» في موضوع منع انتشار الأسلحة النووية. واعتبرت باريس أنه «من الضروري أن تلقي سورية كامل الضوء على نشاطاتها النووية السابقة والراهنة بما يتوافق مع واجباتها الدولية خصوصا إزاء الوكالة الدولية للطاقة النووية». وفي الوقت عينه، عبرت عن «قلقها العميق» إزاء نشاطات كوريا الشمالية في نقل التكنولوجيا النووية والمساعدة على انتشارها. وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات الفرنسية حول البرنامج النووي السوري «مستقلة ومن مصادر فرنسية خاصة» وهي «تدفع باتجاه التشكيك بطبيعة ما تقوم به سورية» في الميدان النووي.

وتعتبر هذه المصادر أن سورية «مخطئة» في كل الأحوال، فإذا كانت نشاطاتها النووية سلمية، فيتعين إطلاع الوكالة الدولية للطاقة النووية عليها شيئا فشيئا وفق ما تنص عليه معاهدة منع انتشار السلاح النووي التي وقعتها سورية. وبالمقابل، فإذا كانت هذه النشاطات غير سلمية، فإنها ممنوعة أصلا بموجب نص المعاهدة نفسها. وأعربت هذه المصادر عن «دهشتها» لطريقة تعامل سورية «الغامضة» مع الموضوع حيث تغيرت الرواية السورية بعد قصف الطائرات الإسرائيلية للموقع السوري. ورأت المصادر الفرنسية أن دمشق «لم تلتزم خطا واضحا» ولم تكشف عن تفاصيل العملية الإسرائيلية ولا عن طبيعة المنشأة التي استهدفت ما يعزز الشكوك في طبيعتها وأهدافها.