بغداد تحضر لانطلاق أول عروض سينمائية ومسرحية مسائية نهاية الشهر

مخرج سينمائي لـ«الشرق الأوسط»: ما أنتجه العراق سينمائيا خلال قرن تنتجه دول في عام واحد

TT

دار السينما والمسرح العراقي وبعد سنوات من الجمود، بدأت تعد العدة لاستعادة بعض الأنشطة الفنية المسرحية، في محاولة لاستعادة جمهور المسرح والسينما العراقية الذي طالما حلم بقضاء امسيه في إحدى صالات السينما أو المسرح التي تحولت إلى قاعات ومطاعم وحتى مقرات لأحزاب سياسية.

مدير دائرة العلاقات في دار السينما جهاد زاير أكد لـ«الشرق الأوسط»، انه اعتبارا من نهاية الشهر أو بداية الشهر المقبل ستشهد بغداد انطلاقة اعمال مسرحية وسينمائية مسائية. وعزا اسباب تراجع النشاط المسرحي والسينمائي في البلاد الى عدة اسباب اهمها الظروف الأمنية القاهرة، التي تلت سقوط نظام الرئيس صدام حسين وخلال عهده، مشيرا الى ان دور السينما والمسارح تحولت إلى قاعات ومؤسسات أخرى ليس لها أي علاقة بالنشاط الفني بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة التي مر بها البلد». وأضاف «لايزال هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه دور السينما لاستقطاب واستعادة الجمهور مرة ثانية لأجل ترويج الأعمال الفنية العراقية، فضلا عن إشاعة المفاهيم الجديدة للوضع العراقي الجديد».

واكد زاير ان العمل جار لتقديم عروض متنوعة سينمائية ومسرحية، وهناك خطة لاختيار عدد من الأعمال لنباشر بتقديمها من خلال الفرقة القومية للتمثيل والفنون، اعتبارا من نهاية هذا الشهر وبداية الشهر القادم. وتابع «نأمل أن ننجح في هذا ونعيد للمسرح تأثيره ونعيد للسينما تأثيرها أيضا والأهم من كل ذلك استعادة الحياة الفنية بالحجم الحقيقي والمؤثر، وأيضا كمساهمة في تطوير المجتمع».

وبشأن هجرة الفنان العراقي لدول الجوار بسبب الوضع الأمني، قال زاير «نحن نعمل باتجاهين الأول هو بإعادة تحريك عجلة الإنتاج السينمائي والمسرحي، والثاني يكمن في توفير البيئة المناسبة لعودة هذه الشريحة المهمة، عبر توفير كامل احتياجات العمل وتأمين فرص الحصول على موارد العيش الكريم، فضلا عن تسوية أوضاع الفنانين الذين خرجوا من العراق هربا من الأجواء الأمنية الصعبة وبسبب عدم وجود فرص عمل مناسبة أيضا». ورغم الإمكانيات الفردية المتواضعة للفنان السينمائي العراقي، الذي مازال يعاني من التهميش داخل مجتمعه، غير انه تمكن بإثبات وجوده في المحافل العربية والدولية التي كان آخرها مهرجان الخليج السينمائي الأخير في مدينة دبي الإماراتية، حيث حصد سبعة جوائز سينمائية متميزة، كانت احدها لفيلم ليالي سقوط الغجر للمخرج العراقي هادي ماهود، الذي أوضح في لقاء مع «الشرق الأوسط» بعد عودته من دبي أن «المشاركة العراقية كانت فاعلة ومؤثرة، تكللت بحصولنا على سبعة جوائز اعتبرها خير تكريم للفن العراقي ككل واعتراف بالجهود الاستثنائية للفنان العراقي في ظل هذه الظروف التي يمر بها البلد». وعن واقع السينما العراقية الآن، أكد ماهود انه واقع يمكن وصفه بالمؤلم، حيث أن الرقم الذي انتهت به السينما العراقية وبعد قرن كامل من الزمن هو 99 فيلما أو عملا سينمائيا. واضاف: «رقم محزن، ففي دول صغيرة تنتج مثل هذا الرقم وأكثر خلال عام واحد ونحن استغرقنا قرنا كاملا لننتجه». وقال ان السينما أصبحت «نشاطات فردية» للفنانين نفسهم، «فبعض الشباب حملوا كاميراتهم ودخلوا الشارع بكل جرأة وتحد وانتجوا أفلاما مهمة جدا ومؤثرة.

وحصدت جوائز على صعيد الفيلم الروائي فهناك تجربتين مهمة في احلام ويفترض دراستها وعلى ضوئها يتم صياغة طريق للسينما العراقية وتفعيل هذه المؤسسة».