بعد الوقود.. غزة تواجه أزمة دقيق والمخابز تبدأ في إغلاق أبوابها

مسيرتان عند معبر رفح ومصر تعزز إجراءاتها الأمنية

TT

يوشك قطاع غزة على مواجهة أزمة دقيق خانقة في حال لم تسمح إسرائيل باستئناف تزويد القطاع بالوقود. فقد حذر أصحاب مطاحن القمح وموزعون للدقيق في القطاع من أنه لن يكون بوسعها تزويد المخابز بالدقيق لتوقف شاحنات النقل بسبب نفاد الوقود. وقال صبري أبو غالي أحد أبرز موردي الدقيق للمخابز في القطاع لـ«الشرق الاوسط» إنه وزملاءه يواجهون مشكلة في نقل الدقيق المنتج من بعض هذه المطاحن التي لم تتوقف عن العمل بعد إلى مراكز توزيع الدقيق والمخابز. واكد أن غالبية شاحنات النقل التي تملكها شركات التوزيع أو شركات النقل توقفت عن العمل لنفاد الوقود، الأمر الذي جعل من الصعوبة نقل وتوزيع الوقود. وأشار الى أنه في حال لم تسمح إسرائيل باستئناف تزويد القطاع بالوقود، فإن المخابز ستغلق أبوابها تماماً.

واضاف أنه حتى لو توفر الوقود في الأيام القريبة فإن القطاع سيواجه أزمة خانقة لأن كمية القمح التي تم استيرادها قبل الإغلاق توشك على النفاد. يذكر أن اسرائيل أغلقت معبر «كرم أبو سالم» الذي يقع على مثلث الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية بعد هجوم نفذته حماس أسفر عن اصابة 13 جندياً اسرائيلياً قبل اسبوع. وأكد طلال عواد الذي يملك إحدى مطاحن الدقيق في القطاع أنه أوقف تزويد وكالة الغوث (أونروا) بالدقيق اعتباراً من يوم اول أمس (الخميس)، وذلك بسبب تعطل عمل شاحنات النقل لنفاد الوقود. وأكد أنه بسبب الحصار فإن معظم كميات القمح التي استوردها تجار غزة ما زالت محتجزة في ميناء اشدود الاسرائيلي.

من ناحية ثانية توقفت بعض المخابز في القطاع عن العمل بسبب نفاد الغاز الذي يستخدم في تشغيل الأفران، مع العلم بأن إسرائيل أوقفت تزويد القطاع بالغاز المستخدم للطهي منذ ثمانية أيام. ففي المنطقة الوسطى من القطاع شرع الكثير من الناس في طهو الخبز في المنازل سواء باستخدام افران الكهرباء أو بواسطة أفران الطين التي تعمل بواسطة الحطب. وأصبح من المألوف رؤية النساء والأطفال وهم يقومون بجمع الحطب من الحقول المجاورة للتجمعات السكانية.

من ناحية ثانية نظمت حركة حماس بعد صلاة الجمعة مسيرتين ضخمتين في مدينة غزة وبالقرب من معبر رفح الحدودي مع مصر. ودعا المشاركون في المسيرتين الى رفع الحصار. وفي كلمته التي ألقاها أمام المشاركين في المسيرة قبالة معبر رفح، قال الدكتور عطا الله ابو السبح، القيادي في الحركة ووزير الثقافة الفلسطيني السابق إن الاشتباك الحقيقي مع الاحتلال الإسرائيلي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وشدد ابو السبح على أن حركته لن تشكل خطرا على الأمن المصري في أي حال من الأحوال. وطالب مصر بأن تساهم في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة قائلا: «إننا في خطر والقدس في خطر والإنسان والأرض والاقتصاد في خطر». من ناحية ثانية قال الأب مانويل مسلم راعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة، إن غزة المحاصرة ستصبر وتصمد ولن تموت من الجوع لأن مطلبها الحرية. وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة، طالب مسلم المجتمع الدولي برفع الحصار الذي «يشتد يومياً على غزة وطال دقائق الأمور ومفاصل الحياة». وقال «من حق غزة ألا تموت، وإن ماتت أن تموت في ساحات القتال، فالشعب الفلسطيني سيصبر على الجوع والعطش لأن مطلبه الحرية له وليس لمعدته» على حد تعبيره. واضاف «هناك مليون ونصف مليون إنسان محاصرون في غزة، يحاول الاحتلال أن يدوس كرامتهم، ويبني لهم قبوراً جماعية، ويسانده في ذلك عالم أعمى أصم». وفي مصر قالت مصادر أمنية ان مصر أرسلت مئات من رجال الشرطة الى معبر رفح الحدودي المغلق مع قطاع غزة أمس لتعزيز الامن ومنع أي محاولة من الفلسطينيين لانتهاك الحدود.

وقال أحد المصادر ان تعزيز الامن يأتي كإجراء احتياطي لمنع أي عملية من الجانب الفلسطيني لاقتحام الاراضي المصرية، وأضاف انه تم نشر مئات من أفراد الشرطة في رفح وارسال مركبات مدرعة داخل معبر رفح وأمام بوابته.