عمران خان لـ«الشرق الاوسط»: مشرف يتمسك بالسلطة ولا يتمتع بالشرعية

هزأ من توريث بيلاول بوتو رئاسة «حزب الشعب» وقال إن هذا الأمر يتناقض مع الديمقراطية

عمران خان
TT

يقول عمران خان عن منزله الضخم المشيد على تل يطل على اسلام اباد انها «جنته». عمران خان، المعارض الباكستاني ولاعب الكريكت الشهير، تحدث عن الفترة التي قضاها في السجن واضرابه عن الطعام وعلاقته مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف.

وتحدث أيضا عن الاميرة ديانا وعن حبيبها حسنات خان ودوره في محاولة تصحيح العلاقة بينهما قبل ان تدخل في علاقة مع دودي الفايد.

عمران خان لا يحاول ان يخفي كرهه للرئيس برويز مشرف ولا يخاف ان يسميه على العلن بالديكتاتور. ولكن فيما عدا ذلك فهو شخص في غاية الهدوء. من «جنته» المطلة على إسلام أباد، تحدث عمران خان الى «الشرق الاوسط» في إسلام أباد عن كل هذه الأمور بالتفصيل، وهنا نص الحديث:

* بالأمس وصلت الشعلة الأولمبية الى اسلام اباد. الرئيس مشرف ورئيس الوزراء جيلاني كانا هناك، مع اكثر من الف من كبار الشخصيات. ولكنك انت، اشهر شخصية باكستانية خارج البلاد والشخصية الرياضية، لم تتلق دعوة ـ لا يهم إذا ما نسوني... أكره حضور الاحتفال في وجود الرئيس مشرف. مشرف ليس لديه الشرعية. لم ينتخب... ولكنه فرض نفسه على البرلمان الذي لم يعد قائما بعد ذلك. يوجد برلمان جديد، لا يعترف به.

* اخترت عدم ترشيح نفسك للانتخابات النيابية. لماذا؟

ـ لقد بذلنا جهدا كبيرا لإعادة القضاة الذين طردوا من وظائفهم في العام 1999. لا يمكن وقف استغلال السلطة الا اذا استعدت النظام القضائي. لم يكن هناك أي احتمال في دخول حزبي الانتخابات، في الوقت الذي طرد فيه الديكتاتور العسكري 60 في المائة من القضاة.

لن أنسى ابدا انه قبل الانتخابات، اعلن مشرف وجود انتخابات ديمقراطية. واذا ما حاول شخص ما انتهاك الديمقراطية – فإن جنوده سيطلقون النار عليه.

لقد شهدت حضور واختفاء العديد من الشخصيات الديكتاتورية. ومستقبله سيصبح نفس الشيء. لقد أظهر استطلاع اخير ان 80 في المائة من الرأي العام يريدون عودة القضاة. بسبب صداقتك مع مشرف دخلت السجن لمدة 7 ايام فقط. في الغرب – لم يقل احد انك تواجه احتمال حكم الاعدام. ـ لقد سجنت طبقا لقانون الارهاب.

* لم تسجن من قبل؟ لانه في باكستان – من العادي دخول السجن.

ـ لم ادخل السجن من قبل. ولكنه وضعني في واحد من اسوأ السجون... لم اعرف ما كان يفكر فيه.. هل ظن انني سأشعر بالخوف؟ لقد وضعني في زنزانة انفرادية. ومع غروب الشمس كانوا يسمحون لي بالجلوس في الخارج.

* هل كنت تدري بوجود اخبار في الغرب بحكم الاعدام؟

ـ اذا ما وجهت اليك تهمة الارهاب، تعلمين ان الحكم فيها هو الاعدام. كنت اعيش ليومي، بدون معرفة ما الذي يحدث في الخارج. لقد كنت اعلم ان ساعة واحدة ليست بالطويلة.. اعتقدت مرور اربع او خمس ساعات. ونظرت الى ساعتي – لم تمر الا ساعة تقريبا.

* أضربت عن الطعام. لماذا ؟

ـ نعم لمدة 6 ايام شعرت انه منذ اعلان مشرف للانتخابات، فإن الاهتمام ابتعد عن الاشخاص الحقيقيين في باكستان.

* ولكني افهم انك ذهبت الى اقصى ما يمكن: فلم تصم فقط بل لم تشرب الماء ايضا؟ ـ نعم لم اعرف آنذاك... لم اضرب عن الطعام من قبل. اصوم خلال رمضان وهو بدون شرب الماء ايضا حتى غروب الشمس. ولذا لم اعرف. بعد مرور 48 ساعة كنت ضعيفا. لم استطع السير.

* ما هي اصعب لحظة لك في السجن؟

ـ الملل. كان لدي الكثير من الكتب. اصبح حزبي بلا زعيم. كنا في وضع جيد لدخول الانتخابات. وفجأة... كان الامر محبطا.

* في لحظة من اللحظات – قبضوا على شقيقاتك.

ـ امر لا يصدق. شقيقاتي اقاربي... ما اشعرني بالضيق حقا هو ان الشرطة ضربتهم هذا ضد الاسلام، ضرب النساء.

* ذكر عندما اتصلت بمنزلك في لاهور بعد القبض عليك ردت امرأة على الهاتف وطلبت التحدث الى شقيقاتك: وردت انهم كلهم في السجن.

ـ هذه عقلية الديكتاتور! كان يستخدم اية وسيلة... ويصور نفسه بأنه شخصية ليبرالية: ويقول «اذا لم اكن موجودا – ستنتشر الفوضى. ولكن كل ما فعله – هو التمسك بالقوة.

* هل تتذكر اللحظة التي قالوا لك فيها إنك تستطيع الخروج حرا؟

ـ هم جاءوا لاعتقالي. في الحقيقة أنا اختفيت لأنني كنت أريد تنظيم حزبي.

* نعم لكن هل أسقط مشرف تهمة «الإرهاب» عنك؟

ـ أظن أنه أدرك أن وجودي داخل السجن يتسبب في مشاكل أكثر مما لو كنت خارجه.

* تكلمت زوجتك السابقة جمايما بقوة من أجل إطلاق سراحك من السجن! هل أنتما الآن أكثر ارتباطا ببعض؟

ـ نحن تطلقنا، وكان طلاقنا وديا جدا. وحدث ذلك لأننا أدركنا أنها لن تتمكن من العيش في باكستان، بينما لن يكون بإمكاني العيش في الخارج. نحن مطلقان.. لكن لو حدث لها ما حدث لي فأنا سأفعل الشيء نفسه... إنها ام طفليّ. وستكون دائما كذلك. من الصعب جدا أن تتركي وطنك... خصوصا بالنسبة لجمايما التي هي قريبة جدا لعائلتها وأصدقائها في بريطانيا... بالنسبة لي أنا ذهبت إلى جامعة لندن وقضيت 18 صيفا في المملكة المتحدة ومع ذلك لو طلب مني أحد أن أترك باكستان فإنه سيكون صعبا جدا... العيش في الخارج ليس سهلا.

* هل يعرف أطفالك ما حدث؟

ـ يبلغ سن ابني الأكبر 11 سنة والآخر 9 سنوات. الأصغر سمع بأنني ذهبت «تحت الأرض» وظن أنني حرفيا ذهبت إلى هناك (أي إلى المترو).

* ولداك مسلمان: كيف يمكن تدبير الأمور معهما؟ أين يقضيان معظم أوقاتهما؟

ـ أنا وجمايما اتفقنا على ذهابهما إلى مدرسة في انجلترا فيكونان مع امهما بينما يقضيان العطل معي في باكستان.

* هل مازالا يتكلمان لغة الأردو؟

ـ بصعوبة. ابني الكبير مازال يفهم، ولكنهما لا يقضيان وقتا طويلا هنا.

* لكنهما نشآ مسلمين؟

ـ نعم، هما يحملان ثقافتين. أنا آمل أن يأخذا قدرا ما من كل ثقافة.

* يبدو أمرا مضحكا أن يقوم الرئيس مشرف بدعوة زوجتك السابقة من أجل مقابلة صحافية. ما هو رأيك في ذلك؟

ـ إنه أمر مفاجئ بالنسبة لي... لأنها كانت شديدة الانتقاد لمشرف.

وقت عظيم!

* ربما ظن أنه سيجذبها... ويجعلها تكتب بشكل إيجابي عنه. كيف تشعر حول هذا الموضوع؟

ـ أنا كنت ضد ذلك. وإذا كتبت شيئا إيجابيا فإنها تكون قد مدحت ديكتاتورا بينما كان حزبي يناضل من أجل الديمقراطية! وإذا كتبت شيئا سلبيا عنه في وقت كانت ضيفته فإنه يكون قد عمل جميلا لها... فهو دعاها باعتبارها ضيفته. لذلك فأنا ضد ذلك.

* لكنها قامت بذلك! ـ نعم، وتسببت في خلق ضجة كبيرة. فهي أخذت جهازي تسجيل وكتبت كل ما سجلته. لكن ما أدهشني هو أن ذلك جرى قبل 48 ساعة من الانتخابات. كان الجنرال مشرف مازال يأمل بالفوز بالانتخابات!! في شتى أنحاء البلد وخصوصا بعد مقتل بي نظير بوتو كان هناك غضب عارم ضد مشرف. الطغاة دائما بعيدون عن الواقع. فهم محاطون بالشرطة والقتلة الذين يخبرونهم ما يحبون سماعه. إنه مثل «إطلاق النار على ساعي البريد!» لذا فأنا صدمت في مقابلة جمايما التي أجرتها قبل 48 ساعة من هزيمة مشرف في الانتخابات إنه مازال يعتقد أنه سيفوز! لم يفهم مشرف شعب باكستان. وهو الآن معزول عن الشعب.

الاميرة ديانا

* الاميرة ديانا عندما كانت هنا طلبت منك التحدث إلى حسنت خان ومحاولة الربط بينهما. هل تشعر بالندم لأنك لم تفعل ذلك، وربما من المحتمل ان تكون قد «دفعتها» إلى دودي ووالده؟ ـ كيف أندم؟... كل ما قلته لها هو انني سأبذل قصارى جهدي. إنها كانت تريد الزواج من حسنت. لم يكن متأكدا في تلك المرحلة... لذا وافقت على لعب دور الوسيط. لكنني لم افعل ذلك لأنني رأيت بعد وقت قصير صورها مع دودي الذي اعرفه أيضا... انني اؤمن بالله وببذل كل جهد ممكن... اقصد انه ربما كان ممكنا التحدث مع حسنت.

* هل كان من الممكن ان تنجح علاقة حسنات وديانا؟ ـ من يدري؟ شخصان من خلفيتين متباينتين وثقافتين مختلفتين. هناك جانب آخر أيضا وهو ان لا أحد يعرف بالفعل حقيقة شخص آخر إلا بعد معرفة سماته السيئة. في هذه الحالة فقط يمكن للزواج ان ينجح لأن الطرفين يجب ان يتعايشا مع بعضهما البعض بالرغم من السمات السيئة للطرف الآخر. للأسف لا يعرف أحد السمة السيئة إلا بعد الزواج. الأمر حقيقة هو ان شخصين قررا التغلب على كل شيء وجعل العلاقة الزوجية ناجحة.

* سأسمي لك أسماء شخصيات، أريد منك ان تجيب بجملة تقولها لهم لو كانوا جالسين معك الان؟ نبدأ بالرئيس مشرف؟ ـ (ضاحكا) سأقول له ان يكف عن التعامل بهذه الوقاحة. كيف يستمر ببساطة ببقائه في مركزه؟ يجب ان يكون للشخص كرامة واحترام للنفس.

* الرئيس جورج بوش؟ ـ سأقول له انه مسؤول عن موت كثيرين في العراق. هذه الحرب سيئة... لم يكن لدينا من قبل مهاجمين انتحاريين في باكستان. حرب بوش لم تكن مخططة، وأسيء فهمها... لا أعرف كيف ينام بوش ليلا.

* ماذا ستقول لنواز شريف (رئيس حزب الرابطة السلامية المعارضة)؟ ـ لدى نواز شريف فرصة عظيمة. فقد اتخذ موقفا جيدا فيما يتعلق بإعادة القضاة إلى العمل. إذا سار بنجاح، فسيكون لدينا ديمقراطية وانتخابات نزيهة...

* آصف زارداري (رئيس حزب الشعب وزوج بي نظير بوتو)؟ ـ منح فرصة ذهبية. شخص قضى سنوات في السجن بسبب قضايا فساد، وهو الآن موجود... منح فرصة بسبب مقتل زوجته ... حتى الآن فعل أشياء صحيحة .... لنرى...

* هل تؤمن بتقاسم السلطة؟ ـ يمكن ان يحدث ذلك.

* بيلاوال؟ ـ من؟

* بيلاوال؟ ـ يجب ان يكمل بيلاوال تعليمه. هو ورث حزبا ... (يضحك) حزب سياسي ديمقراطي موروث، انه تناقض في الكلمات. بي نظير ورثت حزبا عن والدها. هي كانت مقربة مني. ولكن هذا شيء لا أفهمه... كيف تملي وتحدد عزيمة الآخرين؟ انه استخفاف بالديمقراطية. ولكن إذا تلقى بيلاوال تعليمه، وهو سيبدأ من الأساس ـ مثل غاندي في الهند ـ فإن ذلك أمر عظيم. ولكن إذا جلس على القمة بدون خبرة مثله مثل الملك، فإن الفشل هو النهاية.

* الانتخابات الاميركية؟ ـ من وجهة النظر الباكستانية: الديمقراطيون! بالطبع!

* هيلاري أم باراك؟ ـ هيلاري صاحبة خبرة، وباراك صاحب كاريزما...

* ماذا يعني ذلك؟ ـ عادة عندما يكون هناك زخم في جانب السياسي، مثلما هو الحال مع اوباما، من الصعب وقف هذا الزخم. سيكون زخما هائلا إذا كان السبب وراءه شخص مثل باراك ـ سيكون رائعا للديمقراطية الاميركية.

* ماذا تعمل هذه الأيام؟ ـ أقوم بتنظيم صفوف حزبي. حزبنا لايزال في بداياته، وهو اصغر الأحزاب النامية في باكستان. سنكون جاهزين للانتخابات المقبلة.