الدالاي لاما يرحب بإجراء محادثات جدية مع بكين

وسائل الإعلام الصينية تواصل الهجوم عليه رغم عرضه الحوار

TT

رحب الدالاي لاما السبت بعرض الصين استئناف الحوار معه من اجل تسوية الازمة في التبت، مشددا في الوقت نفسه على وجوب اجراء محادثات جدية مع بكين.

وقال الزعيم الروحي للبوذيين التبتيين من منفاه في دارامسالا شمال الهند، «لم اتلق حتى الان معلومات مفصلة بشأن هذا الحوار، لكن من الجيد بصورة عامة التكلم معا».

وقال للصحافيين لدى عودته من زيارة الى الولايات المتحدة استمرت اسبوعين، انه يود اجراء محادثات جدية بشأن سبل اخماد نقمة التبتيين، واجراء بحث شامل لمشكلات التبت.

واعتبر ان لقاء يهدف فقط الى تهدئة مخاوف الاسرة الدولية لن يكون له اي معنى. واقترحت الصين اول من امس، استجابة لضغوط الدول الغربية، استئناف الحوار مع ممثل عن الدالاي لاما في اعلان مفاجئ، بعد الاضطرابات التي شهدتها التبت والمناطق المجاورة، وقبل اقل من اربعة اشهر من دورة الالعاب الاولمبية في بكين. من جهة اخرى واصلت وسائل الاعلام الصينية امس لهجتها المتشددة في الحديث عن الدالاي لاما بعد يوم واحد فقط من عرض مفاجئ باجراء محادثات مع ممثل خاص للزعيم الروحي للتبت، فيما أبدى محللون حذرا حول ما اذا كان الحوار سيخفف من حدة التوترات في التبت. وتحمل الصين الدالاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين التبت مسؤولية موجة من الاضطرابات المناهضة للحكومة، ووصف بأنه انفصالي مصمم على استقلال التبت وتعطيل دورة الالعاب الاولمبية في بكين. وقالت ماري بث ماركي نائبة رئيس الحملة الدولية للتبت في بيان: لا يزال من السابق لاوانه معرفة ان كان الاجتماع سيؤدي الى نتائج، أو أنه مجرد حملة علاقات عامة قبل الالعاب الاولمبية». وخففت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» في التقرير، الذي تضمن اعلانا عن عرض المحادثات من لهجتها مستخدمة عبارة جانب الدالاي بدلا من عبارة «عصبة» الدالاي، وبدلا من المطالبة بأن يكف عن الانشطة المثيرة للفرقة كشرط مسبق، قالت انه يتعين عليه أن يتخذ خطوات تحظى بمصداقية في هذا الصدد. ولكن رغم التغييرات الدقيقة في التقرير واصلت وسائل اعلام صينية أخرى تنديدها بالدالاي لاما الذي فر للمنفي في الهند في عام 1959 في أعقاب انتفاضة فاشلة ضد الحكم الشيوعي.

ونشرت صحيفة «الشعب» اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم أنباء عن عرض الحوار بجوار قصة منفصلة قالت ان الدالاي لاما غير كفء لان يكون زعيما بوذيا. وقالت الصحيفة: «سلوك عصبة الدالاي انتهاك خطير للتعاليم والوصايا الاساسية للبوذية، وقد قوض النظام الطبيعي للبوذية في التبت ودمر سمعتها». كما نقلت صحيفة «التبت» اليومية تكرارا رسميا لموقف الصين بأن الدالاي لاما كان مسؤولا عن سلسلة من الاحتجاجات وكان وراء أعمال شغب قاتلة اندلعت في لاسا عاصمة اقليم التبت في 14 مارس (اذار) وهي اتهامات ينفيها الدالاي لاما. وتقول حكومة التبت في المنفي ان الدالاي لاما أرسل خطابا للرئيس الصيني هو جين تاو في 19 مارس يعرض عليه ارسال ممثلين للمساعدة في تهدئة الوضع في التبت. وقالت انها ملتزمة بالحوار.

لكنها قالت في بيان من مقرها في دارامسالا بالهند ان الهجوم على الدالاي لاما يجب أن يتوقف. وقالت حكومة التبت موقفنا هو أنه من المهم لكي يكون أي اجتماع مثمرا أن تدرك القيادة الصينية الواقع وأن تعترف بالدور الايجابي للدالاي لاما بدلا من الانغماس في حملة تشفي.

ودفعت الصين بقوات أمن الى التبت وفي مناطق التبت العرقيين في غرب الصين للقضاء على الاحتجاجات، كما بدأت حملات سياسية لمحاربة المشاعر المؤيدة للاستقلال. وشوهدت امس قافلة تضم 12 عربة للجيش متجهة لشيجاتسي ثاني كبرى مدن التبت، رغم أنه لا يوجد ما يدل على وقوع اضطرابات في المنطقة. وقال محللون ان فرض اجراءات متشددة وعرض تنازلات في الوقت نفسه جزء من استراتيجية الصين.