السودان: توقعات بالإفراج عن حاويات أميركية محتجزة بالميناء منذ عام

مستشار البشير ووزير خارجيته يصلان لندن اليوم لبحث تفاصيل وساطة بريطانية بشأن دارفور

TT

كشفت مصادر سودانية لـ«الشرق الاوسط» أن الحكومة السودانية بصدد الافراج عن حاويات تخص السفارة الاميركية في الخرطوم كانت محتجزة منذ نحو عام، وأثارت جدلا وأزمة بين الخرطوم وواشنطن. وقال مصدر بالخارجية السودانية، طلب عدم الافصاح عن هويته، ان الافراج عن الحاويات الاميركية، المرابطة في ميناء بورتسودان (شرق) ربما يتم اليوم أو غدا، في خطوة تنم عن بادرة «حسن نية» لما تم الاتفاق عليه الاسبوع الماضي في مفاوضات روما (ايطاليا) بين مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين، بهدف تطبيع العلاقات. وكانت السلطات السودانية قد احتجزت الحاويات التي تحتوي على مواد لبناء سفارة ضخمة تعتزم واشنطن انشاءها جنوب الخرطوم، كرد فعل على توتر أحدثته جملة خطوات اتخذتها الولايات المتحدة حينها أغضبت الجانب السوداني.

وقال القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم البرتو فيرنانديز، في تصريحات، إن بلاده تتوقع حركة ايجابية خلال الايام المقبلة، في هذا الاتجاه، كنتاج للمشاورات الجارية بين الخرطوم وواشنطن، منوها بان الحوار هو الطريق الأمثل لحل القضايا المطروحة بين البلدين.

وأنتقد الكونغرس الاميركي في خطاب الى البيت الأبيض، أخيرا، اجتماع روما الاخير، الذي شارك فيه مساعدون لوزيرة الخارجية الاميركية اضافة الى مبعوث الرئيس بوش الى السودان، الى جانب وفد سوداني رفيع برئاسة الدكتور نافع علي نافع أحد ابرز المقربين للرئيس السوداني، مشدداً على ضرورة ان يفرج السودان عن حاويات السفارة دون قيد أو شرط او المطالبة بتعويضات مالية حول قصف مصنع الشفاء بالخرطوم في عام 1998. واعتبر الكونغرس الحوار بين الطرفين اشارة خاطئة، وطالب الرئيس بوش بعدم الاستجابة لمطالب السودان إلا وفق 8 شروط. وكانت وزارة الخارجية قد رهنت في وقت سابق الافراج عن حاويات السفارة الاميركية بالخرطوم المحتجزة بإزالة القيود والعقبات التي تعترض عمل سفارة السودان في واشنطن، وأشارت الى ان قرار الحجز يأتي في اطار سياسة المعاملة بالمثل.

وتبدأ في العاصمة البريطانية لندن غدا المباحثات المشتركة بين السودان وبريطانيا لبحث المسائل المتعلقة بترقية العلاقات الثنائية، وترتيبات وساطة تعتزم لندن اطلاقها بشأن دارفور. ويضم وفد الحكومة الذى سيصل اليوم الى العاصمة البريطانية مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، ووزير الخارجية دينق الور. وكان مستشار الرئيس السوداني قد قال إن حكومة بلاده تلقت اخطاراً رسمياً من الحكومة البريطانية لإجراء هذه المفاوضات، معربا عن أمله في ان تسهم هذه المفاوضات ونظيرتها التي بدأت بروما مع الإدارة الاميركية في تطبيع علاقات السودان مع هاتين الدولتين. وعبر اسماعيل عن أمله في ان تلعب بريطانيا دوراً ايجابياً في المعالجات الجارية لقضية دارفور بجانب دورها الرئيس في متابعة إنفاذ اتفاق السلام الشامل بالجنوب، حيث تتولى رئاسة لجنة المتابعة والتقييم الى جانب انها احد الشركاء الاربعة الذين وقعوا على الاتفاق. وقال ان مباحثات لندن تشمل كذلك بحث قضايا السودان في المؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية وديون السودان في هذه المؤسسات.