حقوقيون قدموا صورة قاتمة لأوضاع سورية الداخلية: 45 في المائة من السوريين تحت خط الفقر

وفرة سلع في الأسواق لكن ما يقارب من نصف السوريين لا يمكنهم اقتناؤها

TT

رسم ناشطون سياسيون وحقوقيون، صورة كئيبة وقاتمة للأوضاع الداخلية في سورية، خلال ندوة نظمت اول من أمس في الكونغرس، شارك فيها سوريون واميركيون. وافادت إحصاءات ذكرت خلال الندوة، ان 45 في المائة من السوريين اصبحوا يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يعني ان دخلهم يقل عن دولارين في اليوم.

وقال عمار عبد الحميد رئيس «مؤسسة الثروة» التي تعمل على تشجيع الحوار بين الاغلبية والاقليات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، إنه مرت سنوات على سورية كانت تعاني من ندرة السلع، لكن تغير الوضع حالياً حيث تتوفر السلع، لكن القدرات الشرائية للناس تدهورت بكيفية مريعة، بلغت نسبتها 80 في المائة. وقال عبد الحميد وهو احد نشطاء حقوق الانسان السوريين الذي سبق ان استقبلهم الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض، ان السوريين لن يقبلوا تكرار تجربة العراق، وهم يرفضون اي تدخل اجنبي، مشدداً على ان اي تغيير في البلاد يجب ان يتم من طرف السوريين أنفسهم. وقال في هذا الصدد: «هذا هو الدرس الذي تعلمناه من العراق»، واضاف «لا نريد من أحد ان يقوم بما علينا ان نقوم به».

من جهته تحدث جو ستورك من منظمة «هيومان رايتس واتش» حول اوضاع حقوق الانسان في سورية، وتطرق الى وضعية المعتقلين ميشيل كيلو وانور البني، وكانت الخارجية الاميركية ادانت تمديد سنوات سجن البني ثلاث سنوات اضافية، بعد ان كان حكم من قبل بعقوبة 12 سنة. وشكك ستوك في موقف إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش، من موضوع حقوق الانسان في سورية، وقال إن الادارة تصدر الآن بيانات منتظمة حول هذه الانتهاكات، بيد ان مرد ذلك هو توتر العلاقات بين البلدين، وعبر عن مخاوفه من ألا يستمر الامر إذا تحسنت العلاقات بين البلدين، ولاحظ ان الادارة الاميركية لا تصدر بيانات حول انتهاكات لحقوق الانسان في دول أخرى في المنطقة نظراً لعلاقاتها الجيدة مع واشنطن.

وتحدث في الندوة مروان شومو وهو ناشط سياسي كردي سوري، عن الظروف التي يعيش فيها الاكراد السوريون، وقال إن ثلاثة شباناً اكرادا قتلوا في الشهر الماضي في مدينة القامشلي، بعد ان أطلقت عليهم دورية امنية النار لأنهم كانوا يحتفلون بعيد النوروز. واشار الى ان الاكراد السوريين غير مسموح لهم بدراسة لغتهم وتراثهم الثقافي، على الرغم من انها لغة 12 في المائة من سكان سورية، وأضاف يقول «الذين يتعلمون اللغة الكردية أو يعلمونها يتعرضون للاعتقال»، وقال إنه تم تغيير بعض الاسماء في إطار طمس الهوية، ولاحظ في هذا الصدد ان «جبل الكرد» اصبح يطلق عليه «جبل حلب». وقال إن السلطات تصادر شرائط موسيقى كردية، ولا تبث اي مواد باللغة الكردية عبر وسائل الاعلام التي تهيمن عليها الدولة. وقدر شومو عدد المعتقلين من الاكراد السوريين بحوالي 400 معتقل. ورفض بدوره اي تدخل أجنبي لتغيير الأوضاع في سورية.

يشار الى ان الندوة انعقدت بالتزامن مع تصاعد الاتهامات الاميركية لسورية بأنها كانت تعتزم بناء مفاعل نووي بالتعاون مع كوريا الشمالية. وكانت دانا بيرينو المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض، قالت إن واشنطن تأمل في أن يكون اتهامها لسورية بالتعاون النووي لكوريا الشمالية، حافزاً للكشف عن جميع أنشطتها النووية. ودعت بيرنو سورية الى الإعلان عن تفاصيل تعاونها السري مع كوريا الشمالية لبناء المفاعل النووي. وقالت واشنطن إن سورية حاولت إخفاء الأدلة على قيامها بمثل هذه النشاطات، وإزالة الموقع الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في وقت سابق. وكان مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) والبيت الابيض قالوا خلال جلسة سرية للكونغرس بوجود تعاون بين كوريا الشمالية وسورية في المجال النووي لأغراض غير سلمية.