المعارضة والموالاة تتبادلان الاتهام بتعطيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية

موسى في بيروت لمحاولة تحريك الحوار السياسي

TT

عاد الى بيروت أمس الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، للقيام بجولة اتصالات جديدة تهدف الى تقريب وجهات النظر بين اطراف الازمة اللبنانية، في محاولة للوصول الى «خاتمة سعيدة» للجلسة الـ19 للبرلمان لمحاولة انتخاب رئيس جديد للبلاد، المقررة في 13 مايو (ايار) الجاري، بما ينهي أزمة الفراغ الرئاسي القائمة منذ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ورغم ان عودة موسى أتت من بوابة الاقتصاد حيث سيشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي اليوم برعاية رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، إلا ان موسى باشر سلسلة لقاءات سياسية، استهلها فور وصوله الى بيروت، إذ زار قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان المطروح مرشحاً توافقياً بين الموالاة والمعارضة. وبالسادسة مساءً زار موسى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبموازاة جولة موسى، استمر الجدل السياسي بين طرفي الازمة عبر وسائل الاعلام، اذ لوح عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا بأن قوى 14 آذار ستلجأ الى كل الخيارات الدستورية والقانونية السلمية والديمقراطية المتاحة لمنع استمرار الفراغ والتعطيل، في اشارة الى احتمال عودة قوى الاكثرية الى اعتماد خيار الانتخاب بالغالبية البسيطة في البرلمان بدلا من غالبية الثلثين. ورأى زهرا ان فريق «8 آذار» (المعارضة) يتعامل مع جلسة 13 مايو كحلقة في سلسلة الدعوات غير الجدية في إطار تقطيع الوقت واستهلاك عافية اللبنانيين وقواهم الاستقلالية في الغالبية النيابية. أما نحن فنتطلع الى أن يكون موعدا حقيقيا لإنجاز استحقاق دستوري لا تتقدمه أيُّ هموم بصفته الأولوية المطلقة لدينا في أساس مشروع بناء الدولة والخطوة اللازمة التحقيق على طريق إعادة التوازن الوطني المفقود منذ سيادة سلطة الوصاية وحتى اليوم». وأوضح «ان الموالاة ستستمر في بذل كل الجهود الممكنة لاستنفاد كل وسائل الإقناع والضغط واستعمال كل صداقات لبنان العربية والدولية لتحرير الاستحقاق الرئاسي من المصادرة الإيرانية ـ السورية، أما في حال تبين بشكل حاسم وقاطع الإصرار على الإمعان في التعطيل الى ما لا نهاية، انتظاراً لظروف دولية مؤاتية لهذا المحور، فسنلجأ في قوى 14 آذار الى كل الخيارات الدستورية والقانونية السلمية والديمقراطية المتاحة لمنع استمرار الفراغ والتعطيل». في المقابل، اتهم عضو كتلة نواب «حزب الله» حسين الحاج حسن فريق الموالاة بمحاولة «إفشال المبادرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري، والتي اجابوا عليها بطريقة المراوغة»، محذرا من «التذاكي والتشاطر الذي لا يؤدي الى ايِّ نتيجة». وقال: «لبنان بلد التعايش والحل فيه اليوم وغدا كما كان بالامس هو بالشراكة، هذا الفريق متهم بأنه يعطل الشراكة ويضرب الدستور بعرض الحائط وينقض صيغة العيش المشترك، هذا الفريق متهم بأنه منذ فترة طويلة اصبح اداة بيد الخارج القريب والبعيد، هذا الفريق اوصل البلاد الى مأزق على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والامنية، هذا الفريق الذي تلقى رئيس حكومته البتراء بالامس اتصالا من جورج بوش، عليهم ان يخجلوا ان يتصل بهم قاتل في العراق وفلسطين، وان يكون لهم كل هذا الدعم من هذا الرجل وان يشكروا هذا الارهابي على دعمه لهم». فيما رأى عضو كتلة بري، النائب غازي زعيتر، ان «المعارضة الوطنية ليست مسؤولة عن عدم انعقاد الهيئة العامة بوجود اكثرية الثلثين بل المسؤول هم جماعة «14 آذار» الذين يرفضونَ الشراكة الكاملة مع المعارضة من أجل إنتاج هيكل الدولة». وقال زعيتر: «التشويش وصل الى حد المبالغة عبر محاولات التشنيع بموقع رئاسة المجلس وتحميله مسؤولية الفراغ والوقائع اللبنانية مجتمعة ونقصد الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لقد قدم الرئيس كل التنازلات، في محاولة لتذليل العقبات لبنانياً وليكون الحوار والحل لبنانياً ـ لبنانياً». وأضاف «مرة جديدة، نؤكد ان الدعوة الى الحوار هي فرصة انقاذية ارادها الرئيس بري لإخراج المبادرة العربية من الطريق المسدود ولفتح باب التلاقي والنقاش الجاد والمسؤول الذي يوصل الى تفاهم حول اسس تشكيل الحكومة ودوائر قانون الانتخاب ليترجم هذا التفاهم في انتخاب الرئيس التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان والانطلاق بعده فورا ووفق الآليات الدستورية في وضع التفاهم موضع التنفيذ».

واتهم عضو كتلة «حزب الله» النائب نوار الساحلي فريق السلطة بأنه «يقوم بأداء مسرحية أميركية لإيهام الناس بأنه مع الحوار ومع انتخاب رئيس الجمهورية». وسأل: «هل هدف الحوار هو فقط الجلوس إلى الطاولة؟ أم الاتفاق على حكومة شراكة وقانون انتخاب منصف لانتخاب رئيس للبلاد، وهل مَنْ يريد انتخاب المرشح التوافقي العماد سليمان فعليا وليس نظريا يضع شروطا مسبقة للحوار مع شركائه في الوطن؟ وهل مَنْ يريد حل الأزمة السياسية يراهن على الإدارة الأميركية وعلى متغيرات إقليمية ويريد استمرار فريق السنيورة في الحكم لتمرير الوقت؟» واعتبر «أن هناك مَنْ أصبحَ مدمناً الدعم الخارجي وهو يتلقى جرعات الدعم عبر اتصال دوري من الرئيس بوش والأمم المتحدة ولا يهمه الاتصال بشعبه ولا يأبه لمعاناة الناس والأزمة الاقتصادية المعيشية والارتفاع الجنوني للأسعار»، مشيرا إلى «أن التاريخ أثبت أن الدعم الأميركي لأي فريق سيكون لمصلحة أميركا وليس لمصلحة هذا الفريق».