واشنطن: «القاعدة» التهديد الأكبر في باكستان

الشريط الحدودي بات ملاذا آمنا لقادة الارهاب

TT

حذرت الحكومة الاميركية اول من امس من ان الغرب يواجه «أكبر تهديد إرهابي» من تنظيم «القاعدة» الذي وجد في باكستان ملاذا له لزيادة عدد هجماته في هذا البلد واماكن اخرى .

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في تقرير: إن تنظيم «القاعدة» والمجموعات المرتبطة به استعادوا بعض «القدرات العملية» التي كانوا يتمتعون بها قبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001.

واوضحت ان بين الاسباب التي سمحت بذلك عثورهم على ملاذ جديد قريب جدا من معقلهم السابق في افغانستان. وقال التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية حول الارهاب ان الاسلاميين استفادوا ايضا من ملاجئ آمنة من شرق افريقيا الى شرق آسيا، بما في ذلك جنوب الفلبين وبعض مناطق اندونيسيا. واضاف ان «القاعدة» والشبكات الشريكة لها بقيت التهديد الارهابي الاكبر للولايات المتحدة وشركائها في 2007». وتابع، ان تنظيم «القاعدة» «يعيد بناء صفوفه» باستغلال المنطقة القبلية التي تخضع لحكم اداري في باكستان عبر تجنيد آخرين بدلا من القادة العمليين الذين يتم اسرهم او يقتلون واستعادة بعض السيطرة المركزية من قبل القيادة العليا». واكد ان جزءا من المنطقة القبلية و«الولاية الحدودية الشمالية الغربية لباكستان اصبحت ملاذا آمنا للقادة الارهابيين والمتمردين الافغان ومتطرفين آخرين». وقال التقرير الاميركي، ان تنظيم «القاعدة» يستخدم المنطقة القبلية «لشن هجمات في افغانستان والتخطيط لعمليات في العالم والتدريب والتجنيد وتأمين الدعاية الاعلامية». واضاف ان حركة طالبان التي كانت حاكمة في كابل واحتضنت تنظيم «القاعدة» حتى إسقاطها من قبل تحالف غربي بقيادة الولايات المتحدة في نهاية 2001، وجدت ملاذا آمنا ايضا في المنطقة «وتشاطر التنظيم الاهداف» ومن بينها طرد الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي من المنطقة. وتابع ان «القاعدة» وفروعها «يحاولون استغلال الوضع السيئ لمصلحتهم لتحقيق اهداف محلية وشاملة» مع انهم يؤكدون سقوط ضحايا بين المدنيين المسلمين الذين يؤكدون انهم يقاتلون من اجلهم. وقال التقرير ان قادة تنظيم «القاعدة» امنوا «قدرة حركية اكبر وقدرة على التدريب والتخطيط العملاني وخصوصا في استهداف اوروبا الغربية والولايات المتحدة» رغم مطاردتهم من قبل القوات الباكستانية والافغانية.

وقد استفادوا من غياب الاستقرار ووقف لاطلاق النار اعلن في النصف الاول من العام الماضي على طول الحدود الافغانية الباكستانية. واكد التقرير ان العام الماضي «شهد التحاق مجموعات محلية متمردة بـ«القاعدة» خصوصا في الجزائر وليبيا. واوضح المركز الوطني لمكافحة الارهاب الذي ساعد في إعداد التقرير ان عدد الهجمات في باكستان ارتفع الى 887 العام الماضي مقابل 375 في العام الذي سبقه وارتفع عدد القتلى الى 1335 شخصا مقابل 335 قبل عام من ذلك. وذكرت الخارجية الاميركية ان عدد الهجمات في افغانستان ارتفع الى 1127 في 2007 مقابل 969 في العام الذي سبقه. وقال اللفتنانت جنرال كارتر هام مدير العمليات في هيئة اركان الجيوش الاميركية للصحافيين، ان اعمال العنف مستمرة.

واوضح ان «عدد الحوادث (العنف) في افغانستان في ارتفاع طفيف مما كان قبل عام تماما»، مشيرا الى انه يتوقع «زيادة في نشاطات طالبان على المنطقة الحدودية بين باكستان وافغانستان» مع تحسن الاحوال الجوية. وقال التقرير ان ارهابيين وجدوا ملاذا آمنا في ارخبيل سولو في مينداناو جنوب الفلبين، بينهم الجماعة الاسلامية وجماعة ابو سياف المرتبطتان بتنظيم «القاعدة». وقال التقرير ان «الجماعة الاسلامية وجماعة ابو سياف تشكلان تهديدا للمصالح الاميركية بما في ذلك القوات الاميركية التي تدعم القوات المسلحة الفلبينية التي تقود عملية مكافحة التمرد في جزيرة جولو». واضاف ان الجماعة الاسلامية في اندونيسيا «تشكل تهديدا رئيسيا للولايات المتحدة والمصالح الغربية الاخرى» في هذا البلد. الا ان التقرير اشار الى ان السلطات الاندونيسية «سجلت عدة نجاحات» ضد المجموعة في 2007 مثل توقيف اميرها السابق بالوكالة محمد نعيم، وقائدها العسكري السابق ابو دجانة. وقال ان «قادة الجماعة الاسلامية ينشطون بشكل كبير في غرب جاوا ووسطها حيث يقومون بتجنيد الرجال وتمويلهم وتدريبهم والتخطيط لعمليات شملت في الماضي هجمات على اهداف غربية».

وتحدث التقرير ايضا عن «عدد صغير من عناصر «القاعدة» الناشطين في شرق افريقيا وخصوصا في الصومال حيث يشكلون خطرا جديا على الولايات المتحدة ومصالح الحلفاء في المنطقة».

واكد ديل دايلي مسؤول مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية لدى عرضه التقرير السنوي لوزارته حول الارهاب في مؤتمر صحافي، «نعتقد ان تنظيم القاعدة اضعف الان مما كان عليه في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. لكن سنة 2007 اتسمت «بتزايد الخطر الذي تشكله الجماعة السلفية للدعوة والقتال في شمال افريقيا والتي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة في سبمتبر 2006 وتحولت الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي».

واضاف التقرير الذي يذكر بالخصوص اعتداءات 11 ديسمبر (كانون الاول) الماضي في العاصمة الجزائرية، ان تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الاسلامي «ما زال يركز بشكل اساسي على الحكومة الجزائرية لكن اهدافه اوسع مما كانت قبل انضمامه» الى «القاعدة» .

وتابع ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ارتكب خلال 2007 ثمانية اعتداءات انتحارية خلفت عددا كبيرا من القتلى، لكنه شدد على التعاون الجيد مع السلطات الجزائرية في مكافحة الارهاب.