الأفغان يربطون بين «القاعدة» ومحاولة اغتيال كرزاي

كابل: طالبان اخترقت دوائر الجيش والشرطة

جندي أميركي يفتش مواطنا افغانيا من قرية سيها كوي غرب قندهار بحثا عن اسلحة (رويترز)
TT

أفاد رئيس المخابرات الأفغانية بأن محاولة قتل الرئيس حميد كرزاي يوم الأحد الماضي كانت عملا من قبل عناصر تسللت إلى قوات الأمن الأفغانية، ولها علاقات بجماعات مرتبطة بـ«القاعدة» في منطقة القبائل بباكستان.

وجاء الإعلان بعد يوم عاصف في أفغانستان قتلت فيه قوات الأمن عددا من المشتبه بهم كما ألقت القبض على بعضهم ممن يشتبه في تورطهم في محاولة اغتيال كرزاي، وذلك بعد مداهمة ثلاثة منازل آمنة في العاصمة الأفغانية كابل. وبعد حصار دام ثماني ساعات، قتل سبعة أشخاص بينهم طفل وثلاثة من قوات الأمن. ومن بين القتلى عنصر يدعى هومايون الذي ساعد في الهجوم على كرزاي، بالإضافة إلى التفجير الذي وقع في شهر يناير (كانون الثاني) في فندق سيرينا بكابل، والذي قتل فيه سبعة أشخاص، كما أفاد بذلك عمر الله صالح رئيس المخابرات الأفغانية في مؤتمر صحافي. وجاءت البيانات الحكومية عن المسؤولين الأفغان بشأن الربط بين هذه العناصر و«القاعدة» التي تقيم في باكستان، متوافقة مع تصريحات طالبان التي هددت فيها حكومة كرزاي، ليصل الصراع في أفغانستان إلى مستوى جديد من التعقيد في العاصمة الأفغانية وما حولها. ومع ذلك، فقد صرح مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون في واشنطن بأنه لم يتضح بعد ما إذا كان لـ«القاعدة» دور في محاولة الهجوم على كرزاي. وحذر مسؤولو المخابرات الأفغان والغربيون منذ أكثر من عام من أن عناصر طالبان و«القاعدة» يستخدمون ملاجئهم في مناطق القبائل الباكستانية لتقوية صلاتهم وتجنيد مقاتلين جدد وتوسيع نطاق العمليات الانتحارية التي يقومون بها. ولم يكن لذلك تأثيره في كابل فقط، لكنه كان في أفغانستان عموما، حيث قامت العناصر المرتبطة بـ«القاعدة» بشن عدد من الهجمات الانتحارية خلال العام الماضي، ودفعت الحكومة الباكستانية الجديدة إلى محادثات تهدف إلى التهدئة. كما نبهت تلك الهجمات المسؤولين في أميركا والغرب والذين أعلنوا عن ازدياد عدد الهجمات عبر الحدود بين باكستان وأفغانستان هذا العام. ويقول صالح: «مرة أخرى يهاجم بلدنا من الأراضي الباكستانية. إن ذلك أمر واضح مثل وضوح الشمس، ولدينا كل الأدلة على ذلك». وهذه الأدلة تتضمن محادثات هاتفية من هذه العناصر لأفراد في باكستان حتى اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الهجوم. وجاء الكشف عن محاولة الهجوم حسبما صرح المسؤولون بعد إلقاء وزارة الداخلية القبض على بعض عناصرها الذين خضعوا للتحقيق منذ تفجيرات فندق سيرينا. وصرح وزير الدفاع عبد الرحيم ورداك بقوله: «من التحقيقات التي أجريت حتى الآن، يتضح حدوث اختراق من قبل الأعداء لقوات الأمن في وزارة الدفاع. وتم القبض على المتورطين في ذلك». وبعد ساعة واحدة من الاعترافات، قامت أجهزة الأمن بتكثيف بحثها عن منزل في كابل وقامت بمحاصرته. وأفاد صالح كذلك بقوله إن قوات الأمن عندما حاولت الدخول، فوجئت بوابل من النيران التي يطلقها مسلحون من قبو المنزل. وقتل ثلاثة مسؤولين في المخابرات في هذه المعركة. وقامت قوات الأمن بنسف المنزل مما أدى إلى مقتل جميع من كان داخله ـ رجلان وامرأة وطفل. وأفاد صالح بأنه بالإضافة إلى هومايون، قتل زوجان كانا داخل المنزل، وهما غير أفغانيين. وأفاد كذلك بأنه اشتبه في إمكانية استخدام الطفل في هجوم انتحاري يتم التخطيط له في العاصمة كابل. وتم إلقاء القبض على ستة عناصر في قرية تقع إلى الشرق من العاصمة. كما تم شن حملة على ضاحية في الجانب الشرقي كذلك. وأفاد وزير الداخلية زارار أحمد مقبل بأن وزارته كانت تراقب مجموعة من مسؤولي الشرطة المتهمين بالتورط في الهجوم على فندق سيرينا. وتم إلقاء القبض عليهم. وأفاد صالح بأنه ليس من بين المقبوض عليهم عناصر من المخابرات.

* خدمة «نيويورك تايمز»