أحد الناخبين الكبار ينقل تأييده من كلينتون إلى أوباما.. وإيران تشكو هيلاري إلى الأمم المتحدة

عمدة شيكاغو لـ«الشرق الاوسط» : سناتور إيلينوي سيحصل على ترشيح الحزب الديمقراطي

أوباما وزوجته ميشال في تجمع انتخابي في انديانابوليس (أ.ف.ب.)
TT

تقدمت ايران بشكوى رسمية الى الأمم المتحدة ضد تصريحات أدلت بها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تقول فيها إن اميركا يجب ان تزيل ايران من الوجود، إذا هاجمت اسرائيل بأسلحة نووية. وارسلت ايران خطاباً الى بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة، وطلبت توزيعه على اعضاء المنظمة الاممية، وقال مهدي يازدي نائب رئيس بعثة ايران لدى الأمم المتحدة الذي وقع الخطاب، ان التصريحات التي ادلت بها هيلاري في 22 ابريل (نيسان) الماضي «استفزازية ولا مبرر لها وغير مسؤولة، وتشكل انتهاكاً لميثاق الامم المتحدة». وأضاف «ايران ترفض وتعارض كل اسلحة الدمار الشامل، وتعتبر ان السلاح النووي غير انساني ولا مكان له في بلادنا» وزاد «لا توجد لدينا اي رغبة في مهاجمة دول اخرى.. لكننا مستعدون لاتخاذ جميع التدابير للتصدى لأي هجوم ضد الشعب الايراني». يشار الى ان هيلاري كانت قد قالت في تصريحاتها لشبكة «ايه.بي.سي»، «أريد ان يعرف الايرانيون أنه في حالة ما إذا كنت الرئيسة سنهاجم ايران، اذا ما قامت بهجوم أحمق ضد اسرائيل، فباستطاعتنا إزالتها من الوجود».

وعلى صعيد الحملة الانتخابية، اعلن أحد أبرز قيادات الحزب الديمقراطي في عهد الرئيس السابق بيل كيلنتون تأييده للمرشح الديمقراطي باراك اوباما، وذلك قبل اربعة ايام من الانتخابات التمهيدية التي ستجري في ولايتي شمال كارولاينا وانديانا. ودعا جو اندرو الذي ترأس الحزب الديمقراطي في الفترة ما بين 1999 و2001 الى «مداواة الجروح داخل الحزب والوقوف صفاً واحداً خلف اوباما». واضاف: «بلغت الحملة الانتخابية حداً اصبح ضاراً بالحزب الديمقراطي». وكان اندرو الذي عينه كيلنتون رئيساً للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في فترته الرئاسية الثانية، قد اعلن السنة الماضية تأييده لترشيح هيلاري كيلنتون. وقال اندرو في خطاب ارسله الى «المندوبين الكبار» إنه قرر تغيير موقفه «لأن التصويت لصالح هيلاري يعني استمرار هذه العملية (التنافس بين اوباما وكلينتون) واستمرارها يساعد جون ماكين».

وأوضح اندرو انه لم يحدث مطلقاً ان طلبت منه حملة اوباما التحول من تأييد هيلاري ومساندة منافسها، لكنه قرر ان يبادر الى ذلك، بعد ان رصد موقف اوباما من مسألتين، الأولى عندما اتخذ موقفاً مبدئياً بمعارضة فرض ضرائب على مواد الطاقة (ما يعرف بضريبة الصيف على البنزين) وهي ضريبة تؤيدها كل من هيلاري والمرشح الجمهوري ماكين، وذلك على الرغم من ان تأييد هذه الضريبة أمر سهل سياسياً، أما الامر الثاني فقد تمثل في إعجابه بالطريقة التي عالج بها اوباما تصريحات جيرماي رايت مرشده الديني السابق.

يشار الى ان هيلاري كيلنتون كانت تتفوق كثيراً على اوباما في استقطاب «المندوبين الكبار» ويبلغ عددهم حوالي 800 مندوب، بيد ان عدداً مهماً تحولوا في الآونة الاخيرة باتجاه اوباما، الذي قلص الفارق مع هيلاري بحيث اصبح في حدود 19 مندوباً فقط، حيث أعلن 244 وقوفهم الى جانبه في حين يؤيد هيلاري 263 مندوباً. وبلغ عدد المندوبين العاديين مع اوباما 1732 في حين يبلغ عدد مندوبي هيلاري 1597.

وعلى صعيد الزوبعة التي أثارتها تصريحات الكاهن جيرماي رايت، والتي وجهت ضربة موجعة الى حملة باراك اوباما تعتبر الأسوأ من نوعها منذ ان بدأ السباق الرئاسي، دعا اوباما وزوجته ميشيل في تصريحات منفصلة الى تجاوز الموضوع، وقالا إن الجمهور اصبح يشعر بالملل من سماع ملاحظات مرشدهما الديني السابق. وقالت ميشيل: «نسمع مراراً ان الناخبين اصابهم الملل من هذا الموضوع». واضافت في حديث مع شبكة «ان.بي.سي» أن «الناس لا تريد ان تسمع المزيد عن هذا الانقسام، هم يريدون ان يعرفوا ماذا سنفعل بعد ان نضع هذه المسألة خلفنا، وما يجعلني فخورة بزوجي باراك إنه يسعى الى قيادة هذه الأمة، بعيداً عن هذه الأمور المثيرة للجدل».

وأشارت الى ان إدانة رايت من طرف زوجها كان أمراً صعباً ومؤلماً، وقالت لشبكة «سي.إن.إن»: «علينا الآن إغلاق هذا الموضوع والتحرك نحو الجوانب الاخرى في الحملة الانتخابية».

وقال اوباما من جانبه: «عندما ظهرت هذه التصريحات (تصريحات رايت) للمرة الاولى، ولو كنت اريد ان اتخذ موقفاً سياسياً ملائماً لكنت نأيت بنفسي ونددت بها في الحين، وذلك موقف من السهل اتخاذه». واضاف: «من الواضح ماذا حدث.. وكان حجم التأثير كبيراً». وكان رايت قال إن اوباما الذي لم يندد بتصريحات مرشده السابق في البداية، لكنه فعل ذلك هذا الاسبوع، يؤيد مواقفه سراً. وأقر اوباما إن تصريحات رايت أضرت بحملته الانتخابية، كما اضرت بها تصريحاته حول لجوء سكان البلدات الصغيرة الى الدين والسلاح، وكراهيتهم للغرباء في وقت سابق، وظهر الضرر في نتائج استطلاعات الرأي. وتقدمت هيلاري امس في استطلاعات الرأي على اوباما بفارق نقطة واحدة، لكن اوباما ما يزال متقدماً في التكهنات الخاصة بالانتخابات التمهيدية في ولاية شمال كارولاينا، حيث يقود حالياً حملته الانتخابية.

وتولى رايت الارشاد الديني لباراك اوباما مدة 20 سنة، وهو الذي اقترح عليه عنوان كتابه «جرأة الأمل» واشرف على مراسم زواجه وقام بتعميد ابنتيه.

وحدث هنا في شيكاغو مدينة باراك اوباما، تغيير في الكنيسة التي ينتمي اليها، والتي كان يعمل بها رايت قبل تقاعده، في حين قال ريتشارد ديلي عمدة شيكاغو لـ«الشرق الأوسط» ان لا شيء تغير بالنسبة لاوباما، وانه شخصياً يقف بكل قوة مسانداً له. وتساءل بصيغة استفهام «هل تغير الوضع؟ لا شيء تغير واوباما سيحصل على ترشيح الحزب الديمقراطي، وهذا مصدر اعتزازنا في شيكاغو». وقال أيضاً: «على اوباما التركيز على القضايا الاساسية في حملته الانتخابية»، وعبر ديلي عن اعتقاده ان اوباما سيحصل على تأييد الناخبين الكبار.