فياض في لندن: الحل سياسي.. ولكن نحتاج أن نعمل الآن على بناء دولتنا

ناشد القطاع الخاص للاستثمار في فلسطين وإعطاء شعبها الأمل

TT

أطلق رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض حملة دولية لجذب الاستثمار الخاص الى فلسطين في مؤتمر جمع سياسيين ورجال اعمال واعلاميين مساء امس في لندن. وبينما اكد فياض ان النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي يحتاج الى «حل سياسي»، الا انه شرح بأنه من الضروري العمل على بناء فرص قيام دولة فلسطينية الى حين التوصل الى هذا الحل. وقال فياض امام المؤتمر الذي حضره رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وممثل الرباعية الدولية توني بلير: «هذه فرصة لنا، فرصة لنرفع معنوياتنا وان نقول نعم نحن نستطيع ان نعمل»، مضيفاً: «هذه فرصة لنبني بلدنا رغم الاحتلال». وحصل فياض على دعم واسع من المتحدثين وأولهما براون الذي أشاد بـ«شجاعة فياض»، بينما لفت براون الى «شفافية» عمل رئيس الوزراء الفلسطيني. وتحدثت رئيسة «يو اس ايد» هنريتا فور عن شركات اميركية مثل «كوكا كولا» التي اعلنت استعدادها للمشاركة في مؤتمر بيت لحم.

وحرص بلير على مواجهة شكوك المستثمرين والاعلاميين بالاعتراف في اول جملة يقولها بالمصاعب في فلسطين. وقال: «لا نقلل من المشاكل التي يراها الناس خلال شاشات تلفازهم ولكن هناك حقاً فرصا في فلسطين». وأضاف: «رغم كل التحديات، فلدى الشعب الفلسطيني قوة وعزيمة، وهم يعملون في فلسطين ويحصدون الأموال». وتابع: «علينا ان نعطي الناس املاً بأن بناء الدولة امر ممكن». وتحدث براون مباشرة الى رجال الاعمال الحاضرين المؤتمر، قائلاًً: «لديكم فرصة حقيقية هنا لحصد الاموال ودعم السلام». وبينما ابتعد المتحدثون اجمالاً عن الحديث عن العقبات التي تضعها اسرائيل، اكدت مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي ان «اسرائيل ايجابية حول هذه التطورات وهذا مهم». وحضر وزيرا الخارجية المصري احمد ابو الغيط والاردني صلاح الدين البشير المؤتمر فور وصولهما الى لندن أمس ليبديا دعم بلديهما للمؤتمر. ورداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول امكانية وصول مستثمرين وزوار عرب الى بيت لحم خاصة مع العقبات امام المسافرين العرب، قال فياض ان «الدعوة مفتوحة للمستثمرين العرب»، مضيفاً: «مجيء العرب ودعمها سيعطينا دفعة معنوية مهمة». وعقب بلير على السؤال قائلاً: «لا يوجد سبب لعدم مجيء مستمثرين من الدول العربية والخليجية فهم يأتون الى اراض فلسطينية». وأضاف ان خلال زيارته الاخيرة الى اسرائيل حصل على تأكيدات من الحكومة الاسرائيلية بالسماح للمستثمرين المحتملين بالمرور من دون مشاكل وعقبات لحضور مؤتمر بيت لحم، موضحاَ: «هناك اجراءات صلبة للسماح للمستثمرين بالتحرك ولا نتوقع مشاكل في هذا الصدد». ورداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول الحواجز التي تضعها اسرائيل وتعرقل فرص الاستثمار في فلسطين، قال بلير انه قدم مجموعة من «المقترحات لبناء الثقة الى الحكومة الاسرائيلية، والحواجز جزء كبير منها. وأضاف: «المحادثات لن تنتهي خلال اليومين المقبلين لكن نتوقع نتيجة بمنتصف مايو(ايار) وبحلول عقد مؤتمر المستمثرين في فلسطين» في 21-22 مايو الجاري. وتابع: «في كل المقترحات التي نضعها، نعمل لتغيير الاوضاع في الضفة الغربية واعطاء ضمانات ملموسة للشركات كي تحصل على مردود على المدى البعيد». وقال المندوب البريطاني الخاص لـ«الشرق الاوسط» مايكل ويليامز الذي عاد قبل يومين من اسرائيل: «الحكومة الاسرائيلية تعترف باهمية النمو الاقتصادي للفلسطينيين من اجل السلام». واضاف في لقاء مع مجموعة من الصحافيين أمس ان «من الضروري جداً ان تلتزم كل الاطراف بتعهداتها». ومن المتوقع ان يطالب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند من نظيرته الاسرائيلية تسيبني ليفني رفع الحواجز في اجتماعهما الثنائي. ولفت ويليامز الى أنه «لم يحرز تقدم بقدر ما كنا نريده»، مضيفاً ان هناك «قلقا حقيقياً في ما يخص حرية الحركة».

من جهته، اكد مسؤول قسم الشرق الاوسط في وزارة التنمية البريطانية مايكل اندرسون ان اجتماعات اليوم «فرصة مهمة لدفع عملية انابوليس الى الامام»، مضيفاً ان دعم السلطة الفلسطينية ضروري كي تكون «شريكاً كفؤاً للتفاوض». واوضح ان لجنة المتابعة ستحصل على آخر معلومات حول الاموال التي رصدت للفلسطينيين في اجتماع باريس في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وقيمتها 7.7 مليار دولار. وتابع: «نريد ان نرى التزاما اكثر في تسليم الاموال التي وعدت». وافاد بان مسألة حرية الحركة و«التوصل الى توازن بين امن اسرائيل وضرورة تحرير الحركة من ابرز نقاط النقاش».

وتبدأ اللجنة الرباعية، اجتماعها في 7.30 صباحاً، بينما يستضيف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وزراء الخارجية العرب المشاركين على مأدبة فطور في 8.30. وبعد ذلك يجتمع وزراء الخارجية العرب مع الرباعية لنصف ساعة قبل بدء اجتماعات لجنة المتابعة الذي سيقدم لها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عرضاً عن الاوضاع بمشاركة ليفني وعدد من الدول التي انضمت اخيراً الى اللجنة المتابعة وهي بريطانيا والامارات والكويت واسبانيا وفرنسا والسويد والمانيا وتركيا، والبنك الدولي وصندوق التنمية السعودي. ورغم ان اجتماعات اللجنة المتابعة ستبدأ في 11.00 وتنتهي في 2.30 بعد الظهر، فان وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا ومعهم سولانا، سينسحبون من الاجتماع في 12.30 للمشاركة باجتماع خاص عن ايران. وانتهزت بريطانيا فرصة اجتماع لجنة المتابعة للدعوة الى اجتماع جديد للدول الست لمناقشة الملف النووي الايراني.