مقتل المعلم عيرو قائد «القاعدة» بالصومال في غارة جوية أميركية

غيابه سيعزز جهود الحكومة في القضاء على التمرد

المعلم عيرو قائد «القاعدة» في الصومال
TT

قتل القائد العسكري لحركة تنظيم الشباب، آدم حاشي عيرو، الملقب «المعلم»، وقيادي آخر في التنظيم، يدعي الشيخ محيي الدين محمود عمر، في غارة جوية استهدفت منزلا كان يوجد فيه أعضاء من تنظيم الشباب الذي أدرجته الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية التي تلاحقها. ودمر المنزل المستهدف بالكامل الى جانب عدد كبير من المنازل المجاورة التي تحولت الى ركام إثر ضربة جوية أميركية الاثنين قبيل صلاة الفجر. وهذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الطائرات الحربية الأميركية القائد العسكري آدم حاشي عيرو، وكانت الأولى في يناير (كانون الثاني) عام 2007 في منطقة رأس كمبوني جنوب الصومال لدى انسحاب القوات التابعة للمحاكم الإسلامية بعد هزيمتها علي يد القوات الإثيوبية التي تدخلت لصالح الحكومة الصومالية. أما الضربة التي استهدفت المعلم عيرو فقد أسفرت عن مصرعه الى جانب 15 شخصا في الأقل حيث سويَّ المنزل الذي كانوا يوجدون فيه بالتراب. ويرجع تاريخ ظهور تنظيم شباب المجاهدين بشكل علني الي بداية عام 2004 حيث كان يمثل أحد الأجنحة العسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية. لكن التنظيم انشقَّ عن المحاكم الإسلامية في سبتمبر (أيلول) الماضي لأسباب آيديولوجية ورفضوا الدخول في حلف وصفوه بأنه يقاتل تحت راية غير إسلامية، في إشارة الي تحالف المعارضة الصومالية الذي شكل في أسمرة، ويضم خليطا من أطراف المعارضة الصومالية بمن فيهم الإسلاميون. ولد عيرو في الصومال عام 1976 وتدرب وقاتل في أفغانستان بداية التسعينات، ويقال انه التقى زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن هناك. وشارك في حروب عدة ضد أمراء الحرب الصوماليين الذين دعمتهم واشنطن للقضاء علي الإسلاميين، وهذه الحروب انتهت بانتصار المحاكم الإسلامية والقضاء علي أمراء الحرب.

وقام عيرو الذي كان يتمتع بخبرة تدريبية واسعة بتدريب مئات من المقاتلين الإسلاميين لصالح المحاكم الإسلامية حيث اكتسب لقبه «المعلم» من هذه المهمة، لكنه اختلف مع المحاكم الإسلامية، العام الماضي، مما أدى الى انفصال تنظيم «الشباب» عن المنظمة الأم، وأصبح تنظيما مستقلا عنها، واستقطب التنظيم المقاتلين الأشداء الذين يقاتلون ضد القوات الإثيوبية والحكومة الصومالية. وتتهم الولايات المتحدة عيرو بأنه قائد فرع تنظيم «القاعدة» بالصومال، وكان من أشد المطلوبين لواشنطن في المنطقة الى أن تمكنت من قتله في غارة جوية بمدينة طوسا مريب وسط الصومال. وتوعد الشيخ مختار روبو، المتحدث باسم تنظيم الشباب، بأن منظمته ستنتقم لمصرع قائدها العسكري، وأن الرد سيكون سريعاً وموجعاً. وقال إن رفاق المعلم عيرو من المجاهدين سيواصلون السير في الدرب الذي مات عليه، ولن يتوقف الجهاد حتى يلحقوا الهزيمة بأعداء الشعب الصومالي».

وصرح الناطق باسم الاصوليين الصوماليين، الشيخ مختار روبو لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي ان «مقاتلات اميركية هاجمتنا في دوسامارب» التي تبعد نحو 450 كلم شمال مقديشو. واضاف ان الرجلين «المعلم عدن حاشي عيرو والشيخ محيي الدين عمر، وهما العضوان الابرز في حركة الشباب بين ضحايا هذا الهجوم الاجنبي».

وكانت السلطات الصومالية قد أعلنت في مارس (آذار) 2007 أن المعلم عدن حاشي عيرو أصبح قائدا للمتمردين في مقديشو.

وأعلن احد زعماء القبائل ابشر معلم علي لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي «اننا نبحث بين حطام المنزل الذي دمر تماما. وأخرجنا عشر جثث حتى الآن بما فيها جثة عيرو. ونقل ثلاثة جرحى الى المستشفى».

ومن المرجح ان يعزز مقتل عيرو الذي تلقى تدريبه في أفغانستان جهود الحكومة الصومالية التي يدعمها الغرب للقضاء على التمرد الذي كسب أرضا في الشهور القليلة الماضية.

وكان عيرو من العقول المدبرة في جماعة الشباب التي تصفها واشنطن بانها جماعة ارهابية تقود تمردا على غرار ما يحدث في العراق ضد الحكومة الصومالية والقوات الاثيوبية المتحالفة معها منذ أوائل عام 2007. وبدأ التمرد حين فقد اتحاد المحاكم الاصولية الذي ينتمي اليه الشباب سيطرته على العاصمة الصومالية مقديشو أواخر عام 2006. واشتد التمرد في الاسابيع القليلة الماضية بمقتل عشرات في مقديشو، وهجمات كر وفر يشنها اسلاميون على بلدات خارج العاصمة.

وقال بوب بروتشا، المتحدث باسم الجيش الأميركي، إن الغارة التي شنتها المقاتلات الأميركية في الصومال يوم أمس استهدفت «هدفا معلوما للقاعدة وقائدا عسكريا لميليشيا مسلحة»، إلا أن بروتشا رفض الإفصاح عن مزيدٍ من المعلومات بشأن الغارة أو عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في الغارة. وجاء تأكيد المسؤول الأميركي للهجوم بُعيد إعلان «منظمة الشباب الإسلامي» المسلحة في الصومال مقتل قائدها العسكري، عدن حاشي عيرو، في غارة جوية «شنتها أربع طائرات حربية أميركية» على منزله الكائن في مدينة دوسامارب القريبة من الحدود الإثيوبية. وذكر سكان دوسامارب ان عدداً آخر من مقاتلي الشباب ومدنيين قتلوا في الغارة الجوية الاميركية التي وقعت أثناء الفجر. وذكرت نشرة شابيلي، الاعلامية، انه تم نقل 15 جثة الى مستشفى في بلدة دوسامارب بعد أن قصف الطائرات الاميركية للمنزل الذي كان زعماء المقاتلين مجتمعين فيه. وكانت الغارة تستهدف في الاقل ثلاثة اسلاميين آخرين يشتبه في تورطهم في اعتداءات تبناها تنظيم «القاعدة» ضد السفارتين الاميركتين في كينيا وتنزانيا سنة 1998 وعلى فندق في مومباسا (شرق كينيا) عام 2002. وتدنيس مقبرة ايطالية جنوب مقديشو وتشتيت رفات 500 شخص، وذكر اسمه مرارا في هجمات على عمال اجانب في الوكالات الانسانية. وتدخل الجيش الاثيوبي بداية عام 2007 لمساندة الحكومة الانتقالية الصومالية وهزم الاسلاميين المتطرفين الذين كانوا يسيطرون حينها على وسط البلاد وجنوبها بما فيها العاصمة.

وفي 29 فبراير (شباط)، ادرجت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حركة التمرد الاصولية الصومالية «الشباب» مجموعة متطرفة وعنيفة في لائحة المنظمات الارهابية لعلاقاتها بتنظيم «القاعدة».